صفحة الكاتب : قيس النجم

صحافة بلا صحافة بلايا تسعيرة!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تأريخ يعلم الناس، أن الحياة يجب ألا تتوقف، لأن الأعداء يريدونها خالية من الامل والمطر، وإن الحق الذي يقف وراءه الأحرار، لن يذهب سدى ولو بعد حين، فالصحفيون عناصر صالحة لبناء الحياة، لأنهم يخوضون حرب الطبقات المظلومة، ضد السلطات في الأزمنة السوداء، والبيضاء، والخضراء، والحمراء، ولم تقف الصحافة عند الشجب والإستنكار، بل تعداها الى فضح المؤامرات، وخفايا السياسات، وإعلانها بالإثباتات.

نعم هكذا هم الصحفيون، نذروا اعمارهم من أجل هذا البلد الغالي دون مقابل، ولكن ما كان جزاء بعضهم؟ وما أحمله من عتب لنقابة الصحفيين، بحجم جراح العراق وآلامه، وبحجم معاناة المعدومين في زوايا النسيان، داخل حجرات العوز والفقر، يتوسلون الفرحة، ويتقاسمون لقمة يتيمة، جاءت اليهم عن طريق الخطأ!

 لم يكن عتبي حاملاً لواء الحقد والتشفي لا سامح الله، لكنه نابع من حرص وآلم، داخل إطار الحسرة على إنفسنا، نحن مجموعة من الكتاب، حين وجدنا طريق الدخول، لبيت الصحافة يملأه الشوك، وأمامه آلاف المطبات والعوائق، التي وضعها بعض المحسوبين، على هذا البيت العائلي الرائع.

سأحكي لكم حكاية مرت بي، وأنا أشاهد كثيراً ممن ينتمون للبيت الصحفي، وهم ليسوا أكثر من متطفلين، أشتروا هوية انتمائهم، عن طريق المحسوبية أوالمال، كنت في احدى مناطق بغداد، أبحث عن شخص ليصلح لي سيارتي، التي أصبحت تعشق العطل، مثلها مثل باقي الإعلاميين، فوجدت رجلاً تجاوز الاربعين من عمره، يملك محلاً للتصليح (فيتر)، شرحت له حال سيارتي، وبدأ العمل على إصلاح ما أفسده الدهر بها، ودار حديث بيننا.

الفيتر: ماذا تعمل؟

قلت: إعلامي وكاتب. 

قلت: أنت زميلي في أي صحيفة تعمل؟ ولماذا تعمل في هذا المحل؟!

الفيتر : أنت زميلي، وقصدت بها أني عضوٌ في نقابة الصحفيين.

قلت: وهل مارست الإعلام؟

الفيتر: لا لكني إصلحت سيارة أحد المسؤولين في النقابة، منذ أربع سنوات وأكرمني بهذه الهوية.

قلت : ههههههه تستاهل وطلعتك المنحة؟ 

الفيتر : ثلاث مرات، وأنت هل إستلمت المنحة؟

قلت: لم أحصل على هوية، ومثلي المئات لتجعلنا نشعر، بأننا إعلاميون ولم نجد من نطرق بابه، أو نصلح سيارته، رغم أننا نمتلك رصيداً إعلامياً، لا يملكه نصف نقابتك المزعومة، إلا أن طلباتنا مركونة في دواليب النقابة، منذ ثلاث سنوات، حتى أمست جزءً من ديكور مخزنها العامر، والسبب هو صاحبك وأمثاله،  فلقد نسوا قوافل الشهداء، والأحياء من الإعلاميين فباتت (الصحافة بلا صحافة بلايا تسعيرة!).  

من أراد لقاطرة الثقافة أن تتعطل، وأقتحم الساعة والساحة، ليسخر من قوة الصحفيين العظيمة، وجد أن ناقوس الخطر، دق أسفينه ضد هذا الليل الأهوج، فقدم المثقفون بكافة أطيافهم أجسادهم، ليبتسم شعب الرافدين، ويؤمن بالحرية إيماناً حقيقياً، ليوحدوا نسيجهم الإجتماعي، فكانوا قناديل إستشهاد، تتوهج وحدة وألقاً، بوجه خفافيش الظلام، فعراقنا مبدأ وهوية يستحق العيش من أجله، وصحفيو العراق شعب البارئ المختار.  

الحرية هي المقوم الأول للحياة، كما الصحافة لا يمكن أن تزدهر، خلف سياسة تحاول تنظيم البلد، وراء أبواب مغلقة، وتطأطئ رأسها أمام الفساد، وسرقة المال العام، وتلبس قناع التهديد والوعيد، لذا كانت قوافل شهداء الصحافة، منابر للوقفة الشجاعة، ضد الإرهاب وساسة تكميم الأفواه، والتفرقة التي تريد إستباحة الحريات الصحفية، وهذا ما رفضه شعب الكلمة المختارة الهادفة، في وسائل الإعلام وبإمتياز.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/02



كتابة تعليق لموضوع : صحافة بلا صحافة بلايا تسعيرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net