الإخلاء والإحلال!!
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . صادق السامرائي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منطقة الشرق الأوسط تتعرض لتفاعلات تعيد ترتيبها سياسيا وإجتماعيا , وتؤسس لحالة من الصراعات الشرسة المزمنة , الكفيلة بتحقيق أعلى درجات الإضعاف والهلهلة وفقدان العلاقة ما بين الأرض والإنسان , فيصبح كل مولود في المنطقة يحلم بالهجرة والرحيل عنها.
والواضح أن أكبر دولتين تم تهجير أبنائهما , هما العراق وسوريا , ففي بضعة سنوات تهجّر من هاتين الدولتين أكثر من ثلث سكانهما , ولا يزال الحبل على الجرار , فمعظم الباقين يحلمون بالمغادرة , لِما يتم توفيره من الصعوبات والمعوقات المقصودة لإستحالة العيش والحياة فيهما.
والقراءة المتفحصة لما يجري تشير إلى أن المنطقة وبالخصوص هاتين الدولتين مقبلتن على مشاريع إحلال , بمعنى أن أبناءهما سيهجّرون ويتم إحلال آخرين مكانهم , وبهذا تصل السيناريوهات الفاعلة اليوم إلى مبتغاها , وهدفها الخفي المُبرمَج الذي يجري تنفيذه بإتقان وإبداع لا مثيل له.
وعليه فأن التركيبة المجتمعية للعراق وسوريا ستكون مغايرة تماما لما عرفناه قبل ألفين وثلاثة , وأن هذا الأسلوب سيعم المنطقة وفقا لمقتضيات المصالح المتجددة على مدى القرن الحادي والعشرين.
ولا يمكن لأي موضوعٍ في كرسي أن يفعل شيئا مغايرا لهذا المنهج , وإنما عليه أن يكون من المنفذين الصادقين الأوفياء للوصول إلى تحقيق أدق التفاصيل المطلوبة , ولكل كرسي دور وفترة ينجز فيها ما يُطلب منه , وكلما برع في الإنجاز سيبقى أطول برغم كل المعارضات والتحديات كما حصل لبعضهم , فالذي يبقى إنما من أجل إتمام ما هو مطلوب.
ويبدو أن بعض الوجوه الكالحة التي تنفذ مشاريع تخلية الأوطان من أهلها , قد وصلت إلى مشارف ختام مهمتها , ولهذا ستتبدل لتأتي أخرى أشد منها قسوة وإمعانا بالفتك والدمار والتهجير الفظيع.
أي أن ما يجري في المنطقة عبارة عن ناعور من الويلات والنكبات , الذي يدور بمحركات متنوعة , وتتبدل أوعيته وتتغير أحجامها بين حين وحين.
وهذا الناعور هو أنظمة تسمى سياسية , وما هي إلا موجودات مرتهنة بإرادة الذين جلبوها , وأسندوها لتحقيق هدف الإخلاء والإحلال الذي يجري على قدم وساق.
فمن الذي سيحلّ في العراق وسوريا بعد موجات التهجير العارمة التي تعصف بالبلدين , تحت ذرائع وبشائع ما أنزل الله بها من سلطان؟!!
وهل من تحسب وفطنة وغيرة؟!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat