صفحة الكاتب : مهند ال كزار

مواجهة أعصار الأنتحار!
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تتعرض الدولة، الى هجمات، وصعوبات، كثيرة، تتنوع مواجهتا بين المواجهة العسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وحسب الامكانيات المتاحة.
الظروف التي نمر بها حالياً، يكاد يكون تأثيرها متنوعاً، ويمس جميع الجوانب الحياتية، حتى أصبحت المشاكل الاجتماعية، أشد خطراً، على تماسك، وتكاتف، الاسرة العراقية.
ها نحن اليوم، نعاني من مشكلة، مجتمعية، خطيرة، أخذت تنتشر كالنار في الهشيم، من دون وضع الحلول الناجعة، لعلاجها، وكيفية مواجهتا، حتى أصبحنا عاجزين أمام شراستها.
الانتحار، الذي أخذ يفتك بشباب تتراوح أعمارهم بين الـ ٩ والـ ٢٥ سنة، هي مشكلة عقيمة، تعاني منها محافظة ذي قار، وأصبحت تنتشر بشكل رهيب بين الفتيان والفتيات وعلى حد سواء.
شيماء ذات الـ ١٥ ربيعاً، وجدت وهي معلقة بحبل، في صباح يوم الاربعاء الفائت، وكذلك محمد، ذات الـ ١٨ ربيعاً، الذي وجد وهو مشنوقاً في غرفته، قبل شيماء بثلاثة أيام، واليوم أنتشر خبر أنتحار علي ذات الـ ٢٠ ربيعً، بعدما أطلق الرصاص على نفسة.
شيماء، تزوجت وهي في سن مبكرة، في بيئة ريفية تعاني الفقر، والجهل بحقوق المرأة، محمد الذي ضغط عليه كثيراً، من أجل الدراسة، ودخوله للصف السادس العلمي بدل السادس الادبي، وعلي الذي أطلق الرصاص على نفسة بسبب مشاجرة ليلية مع والده.
هذه الحوادث حصلت في مدينة الشطرة فقط، أما عن الاقضية والمناطق الاخرى في المحافظة، فهي لا تختلف، والارقام مخيفة، حتى عجزت الجهات المختصة عن متابعة جميع هذه الحوادث.
الزواج المبكر، والتفكك الاسري، وفقر المعيشة، وضعف الواعز الديني، والانفتاح التكنلوجي، وخدمة النت والموبايل، هي عوامل أجتمعت وأوصلت الشباب الى قناعة الانتحار.
وجود هكذا فايروس مجتمعي، بدون أن تكون هناك معالجات حقيقية، سوف ينذر بحالات أنتحار جديدة، خصوصاً مع استمرار الاستهانة، والتكتم على هذه المشكلة العويصة.
القنوات التلفزيونية، والوسائل الاعلامية، ورجال الدين، والمهتمين، والمختصين، أمامهم مهمة الوقوف بجدية ووطنية، من أجل المساهمة في علاج هذه الظاهره الخطيرة، والتي تستهدف الشباب الذين هم في مقتبس العمر، خصوصاً وان هذه الحالات مستمرة بالانتشار وبشكل كبير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/30



كتابة تعليق لموضوع : مواجهة أعصار الأنتحار!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net