صفحة الكاتب : صالح الطائي

صغار الوهابيين... من سرق البراءة من عقولهم؟
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أكثر من نصف ساعة قضيتها وأنا أتطلع إلى صورة التي نشرتها وزارة الداخلية الكويتية للمجرم  الذي فجر مسجد الإمام الصادق (عليه السلام) بالكويت وقتل وجرح الكثير من المصلين، كنت أبحث في حناياها عن أي مؤشر مهما كان بسيطا، يدلني على السبب الذي دفع هذا الطفل الغر الغرير؛ الذي لا زالت آثار قطرات الحليب على شفتيه، ونظارة الطفولة ترتسم على وجهه، لارتكاب أعظم جريمة في التاريخ، فلم أجد شيئا في ملامحه يدل على أنه مجرم خطير، لا يوجد مؤشر يدل على أنه ممكن أن يؤذي نملة. إذا ربما هناك مؤشرات خفية، تختزن في العقل، ولا تظهر في الصورة، وبالتالي يعجز الإنسان عن ملاحظتها، وهذا ما خدعني بالذات.
طيب من اغتصب هذه الطفولة، وسلب براءة عقل هذا الطفل، وضخ بدلا عنها حقدا أسودا لا حدود له، أدجى من ليل شتاء الصحراء، وأكثر وحشية من كل جرائم التاريخ. من أدى به أن يحمل كما كبيرا من المتفجرات بدل أن يحمل ورودا.. وأن ينتهك حرمة بيت الله بدل أن يعظمه .. وأن يقتل عن عمد عشرات المصلين الصائمين وهو يعلم أن من قتل نفسا بريئة فكأنما قتل الناس جميعا .. وأن يقتل نفسه معهم وهو يعلم أن أبواب السماء تغلق دون المنتحرين؟
من لوث فطرة هذا الطفل، وسلبه إنسانيته، وحوله إلى حيوان مفترس، تخشاه أكثر الحيوانات وحشية؛ بعد أن أفرغ قلبه من أي ذرة من الرحمة، فأغراه أن يتنازل عن إنسانيته مقابل حلم تافه لا يمكن أن يتحقق؟
من لوث فطرة الله التي فطر هذا الطفل عليها: النظام، المدرسة، الأسرة الجامع، رجل الدين، رجل السياسة، وراثة النصب التاريخي، الأصدقاء، أم الشيطان الأكبر الذي حولناه إلى شماعة نعلق عليها كل أخطائنا التاريخية؟
وكم من طفل آخر يشبه هذا الطفل موجود في مجتمعاتنا ينتظر الأوامر تصدر له ليقوم بزرع الموت في مكان وزمان آخر من أجل لا شيء؟
هل معنى هذا أننا أمة عقمت، وبدأت تأكل نفسها، لتنقذ البشرية من شرورها، بعد أن عاشت سنين طويلة تحت وهم {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، واكتشفت عن طريق الصدفة أنها لا تعرف للخير طريقا.!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/29



كتابة تعليق لموضوع : صغار الوهابيين... من سرق البراءة من عقولهم؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net