صفحة الكاتب : واثق الجابري

مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت
واثق الجابري
قال المحامي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق ناصر الدويلة، "سنصلي الجمعه القادمه كلنا سنه وشيعه في مسجد الدوله الكبير، ونتحدى كلاب النار ومن خلفهم ولن يصبح الصبح غداً؛ إلا وهم في السجن أيا كانوا".
لم يعد صعباً تحليل سلوكيات داعش، وتزامن تفجيراتها في شهر رمضان في الكويت وتونس والجزائر، ناهيك عن العراق وسوريا حيث يتوطن المجرمون.
أثار الهجوم الانتحاري على مسجد الامام الصادق في الصوابر بالكويت، جدلا كبيراً داخل الكويت، وأثار التساؤلات لدى القيادات الحكومية؛ هل أن التفجيرات تتوقف على مساجد الشيعة حصراً؛ سيما وأن فكر التكفير تصل بسالك طريقه الى نهاية محتومة بالتفجير؟!
إرتكبت داعش جريمة مروعة بحق المصلين في حسينية الإمام الصادق عليه السلام في الكويت، وفي تونس تعدت على فندقين وذهب من الضحايا 35 مواطن، وعلق جزائري مولود في فرنسا؛ رأس مديره على الأسلاك مع راية داعش؟!
تسعى داعش بتلك الأفعال؛ لنشر صور الرعب وإثارة ردود الأفعال المتناقضة، ويناغم تلك الأفعال الإجرامية أصوات إنغمست بالطائفية، وأثرت على قطاعات جهلت الأهداف الدموية، وتصورت ان داعش ممثلاً عنهم، أو فزاعة لمن يعتقدون أنهم أعدائهم، وأستطاعت التعبئة الفكرية بمساعدة الحكومات ووسائل الإعلام؛ ما زاد زخم المنخرطين والمؤيدين للأعمال الإجرامية.
تعرضت داعش الى هزائم كبيرة في العراق، ومن يقرأ خطاب البغدادي الأخير، يجد بين طياته لغة الإستجداء، وإستمالة الشباب بالدوافع الطائفية، وعليه جلب كل من تتناغم أفكاره لزجهم في المعارك، التي تخسر يومياً مئات الإرهابيين، وبذلك تكون التفجيرات مدعاة لتحرك الحكومات والمنظمات المحلية؛ للتضيق وشن حملات اعتقال ومتابعة الجوامع، ما يدفع المتأثرين بهذا الفكر الى تعميق التطرف، والهجرة والإنتحار حيث غاية أهدافهم، ودعوة الأبناء للأباء أو العكس، بدل المطارة والخوف من الإجراءات الحكومية.
أن نشر صور جرائم داعش، كانت في البداية ذات تأثير على جمهور الخصوم، وإثارة الرعب وأستسلام المناطق دون قتال، ولكن تلك الأفعال لم تطول كثيراً، وقد أصبح جمهور الضحايا يتفاخر بالشهادة، على أيادي أبشع عصابة، ولم تعد المواقع الإلكترونية تهتم بصور مصنوعة وفق رؤية سينمائية مرعبة، وبقيت تلك الصور ترواح مكان ما يزال يؤمن بالتكفير والقتل؛ لتجعل منهم ضحايا وحَمَلة لوباء، أصاب ثلة منحرفة من البشرية، وخلق مواقف دولية متصلبة؛ للقضاء على الإرهاب.
 
خطر داعش لا يتوقف عند حدود، ومثلما كان في العراق سيكون في دول العرب؛ والمتضرر الأول هم السنة، الذين أحرقت بيوتهم وسبيت نسائهم ودمرت مصالحهم، وأما الشيعة فأنهم يعتقدون أن الحرب على الإرهاب واجب مقدس لا حياد معه، وبالنتيجة أن من مصلحة سنة العالم محاربة الفكر المتطرف، الذي وضع بعضهم خارج سياق الإنسانية، وأما الشيعة وبقية الشعوب، فإنهم قادرون على حماية أنفسهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/29



كتابة تعليق لموضوع : مصلحة السنة بعد تفجيرات الكويت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net