صفحة الكاتب : امل الياسري

عبد العزيز .. عبقريتك جعلت الصمت يمدحك!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ماذا لو كان السيد عبد العزيز الحكيم (رضوانه تعالى عليه) موجوداً بيننا، وفي أوضاع كهذه؟ سؤال قوي يثير كثيراً من التساؤلات، حول شخصية الراحل عزيز العراق، الذي كان جواداً أصيلاً في مهمته، ناء بأعباء ثقال فما نكص ولا وهن، وحمل رسالة مقدسة، ونزه نفسه عن التكسب، من المنافع الفئوية، بساطته سر خلوده، رجل مجنح بالعقيدة، يمتلك قوة مصحوبة بزهو المنتصر، رغم صراعه مع المرض، إنه سليل المرجعية من آل الحكيم، بوصلة الأمان في عراق السلام. 

أصوات الناس كادت تندثر في أزقة الموت، والذكريات تخط أحداثها على جدران المطامير، حيث القتلة لا يريدون للشعب العراقي، أن ينهض أو يتطور، تحت مدافع القمع، والقتل، والتهجير، والنفي، والتحويل الديموغرافي، فأمسى نصف العراق بعيداً عن فردوسه، المسلوب الإرادة والحرية، فأنبرى رجل يأبى الضيم ضرغام، صدق البارئ على ما عاهد عليه من وسط المصائب، وكان الشعور بالتشظي يملأ نفوس المحرومين، فهم لا يشاهدون إلا علامات الخراب، إنه أبا عمار السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره). 

خرج الجنوب من عزلته، وشحذ القصب رؤوسه، ليقض مضاجع أزلام النظام البائد، فكان الحكيم مع أخيه في شوق للخلاص، فما أرتضيا أن تباع كرامة العراق، فعاشت الأهوار عرساً جهادياً، سطرت أفراحه بأياد ثورية، جعلت القضاء على الطاغية هدفها المنشود، على أن نظام القمع الصدامي، أراد الجنوب أرضاً للأشغال الشاقة، لكن أبطال الحكيم أبوا إلا أن تكون أرضهم مقبرة للبعثيين السارقين، الذين أرادوا لإبن الجنوب، أن يردد ليس لي مهد أو وطن، ولا لحد أو كفن.   

لقد ولى زيف الإمبراطورية الغابرة، بعد أن جثمت لعقود على صدورنا، وفرحنا بقدوم آل الحكيم لأرضهم، فأخذونا الى عالم جميل، مليء بالنصر والأمل والإعتدال، ولكن هذه المرة بفناء أجسادهم، وخلود حكمتهم، فالسيد عبد العزيز الحكيم، أعاد تجسيد التأريخ، وفق رؤية واقعية تنم عن فكر عظيم، يستقرئ منه ما مضى وما سيحدث، لذا فلو كان بيننا عزيز العراق، لما ألم بوطننا هذا الخراب، ففي بيت الجهاد تستقي العظمة حياتها، من الدين، والحب، والشهادة من أجل العراق. 

سيدي أبا عمار: لقد أتحف وادي السلام بجثمانك الطاهرة، وبكتك القلوب، والعيون، والصدور، وفقدناك أباً، وقائداً، ومصلحاً، فأستلهم الساسة من فيض حقولك العملاقة، ولو أنهم تدارسوا رؤيتك، فيما أردت للعراق بعد سقوط الصنم، لفعلوا خيراً لشعبهم، ولأدركوا أن حب الوطن من الإيمان، وأن التابوت الذهبي، الذي يجب ان نعيش من أجله، هو العراق وأهله الطبيون، لا أن نجعل السياسة وظيفة، للتكسب اليومي على حساب دماء الأبرياء، فالعبقرية فيك أنك جعلت الصمت يمدحك، سيدي أبا عمار.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/26



كتابة تعليق لموضوع : عبد العزيز .. عبقريتك جعلت الصمت يمدحك!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net