صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

المثقف تحت خطين أم بينهما!
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
   إذا وضع المثقف بين خطين، فلن يستطيع الإتيان بجديد، ولن يرتجى منه تغيير في وقائع الأحداث، لأنه سيكون محدود الرؤية، مستلب الرأي، يعتاش على فُتاة موائد الساسة، من الجهلة والمرتزقة، فأما أن يرضى بهذا الحال، فيكون كما وصفت، أو يرفص ذلك، لأنه حُر، حينها يتحول من الخطين إلى فكَّين.
   في برنامج " تحت خطين" الذي تعرضهُ قناة العراقية الفضائية، في ليالي شهر رمضان، وأثناء حلقة يوم الجمعة 19/6/2015 حيث كانت مخصصة حول موضوع " المثقف ودوره في محاربة الإرهاب"، كان مقدم الحلقة " كريم حمادي" يحاول إلقاء اللوم والتقصير على المثقف، وضعف دوره تجاه ما يدور حوله.
   مع إحترامي لمقدم البرنامج وضيوفه الأربعة، ومنهم رئيس إتحاد الكتاب والأدباء، إلا إنني لم أقتنع بأجوبتهم حول الأتهام بتقصيرهم، لكني في نفس الوقت لا ألومهم، لأنهم عاشوا جُلَّ حياتهم بين خطين دائماً، خط الإتحاد الذي يستلمون منهُ حقوقهم المنتهكة أصلاً، وخط الساسة الجهلة الذين يتحكمون بأرزاقهم! لأن رزقهم يأتي عن طريق كتاباتهم.
   كان من الأجدر بمقدم البرنامج أن يستضيف كتاب وإعلاميين لا يعتمدون على الدولة، في عملهم الصحفي، لا من بعيدٍ ولا من قريب، لأن إتحاد الكتاب وغيره من مؤسسات المثقف! التي تشكلت أبان حكومة الدكتاتوريات، تعتمد في عملها إعتماداً كلياً على الدولة، والأصح الحكومة والمسؤولين ذوي النفوذ والقوة والسلطة، كان الأجدر به أن يبحث عن الكتاب والإعلاميين الأحرار، وإلا كيف يطلب من جهة تابعة أن تعصي أمر مولاها!؟
   في بداية الحلقة دافع الضيوف عن أنفسهم، بمعنى "المثقف"، وأن الدولة هي المقصرة بسبب عدم كفاية الدعم للمؤسسات الإعلامية والمثقف بصورة عامة، ولكنهم ما لبثوا أن إكتشفوا، أن هذا الكلام سيُغضب من يمدهم بالدعم والعطاء، فبدأوا يلقون باللوم على أنفسهم رويداً رويدا، وكأنهم قبلوا بالتهمة! فحصل المراد من الحلقة ودخل "المثقف" بين الخطين، وأدى يمين الطاعةِ لمولاه! 
وليَّ أن أسأل: هل هناك عنوان وظيفي تحت إسم "المثقف" في أي بلدٍ من بلدان العالم!؟
بقي شئ...
إذا أراد الإعلام والإعلاميين، أن ينهضوا بواقعهم الإعلامي، فعليهم أن ينفصلوا عن الدولة في عملهم، وإلا فهم عبيدٌ لا يرتجى منهم خير.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/23



كتابة تعليق لموضوع : المثقف تحت خطين أم بينهما!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net