صفحة الكاتب : امل الياسري

الرهان الخاسر بين بغداد ودبي وطهران!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السجن أفضل مكان يتم فيه الحديث عن أمانة بغداد، لأن الفوضى المنظمة، التي أبتدعها مقاولو السحت، ما زالت مصدر إلهام، لكثير من المتابعين للشأن الخدمي، الذي تقدمه للمواطنين، ولئن الخوف بدون أسنان أحسن من وجودها، لئلا تتعرض للكسر والتشويه، فالأحرى بي أن أصف الأمينين اللذين خدما الشعب، كل وفق إستحقاقه.
هناك مثل بلغاري يقول: (نعرف قيمة الملح إذا فقدناه)، ففي ظل الإحباطات التي مني بها الأمين (الزرق ورق)، عاشت بغداد تجربة ناجحة ذات إيقاع خاص، وهي أن الخدمات المقدمة للأهالي كانت في غير محلها، لأن أرض المحافظة صخرة كبيرة جداً، لا يستطيع أحد أن يقيم أو ينحت أي مشروع عليها. 
لكي تتخلص من الألم عليك أن ترضى بمر العلاج، وبمجرد ظهور علامة أولى للشفاء، تتغير نظرتك للحياة والخدمات، فكيف ببغداد وقد تفاجأت بتعيين امرأة، لمنصب الأمين الجديد، حيث كانت العاصمة تقبع تحت حرائق فساد، لم يعرف مصدر أغلبها، والتي أمست كالفرن الدموي، يجهزنا بالموتى ليلاً ونهاراً، رغم الحواجز والسيطرات الأمنية.
أن يكون المبدع إبن عصره، ويتعامل مع منصبه بالأفعال لا بالحروف، أمر رائع، فالوردة المرسومة بألوان جميلة، ليست كالوردة الطبيعية، التي تضفي على الحياة عطراً وجمالاً وفرحاً، لهموم الناس البسطاء المشغولين، بمشاكلهم الحياتية والغارقين فيها، ولم نشهد في بغداد إلا صانع أمجاد زائف، فالحرب لا تصنع الشعراء، بل الأبطال الأمناء. 
الربيع الخدمي الذي عاشته بغداد، أيام فيضاناتها العام الماضي، كان محملاً بوحل الفشل والرهانات الخاسرة، على أن يتم الحديث عن وجه تشابه، بين دبي أو طهران وبغداد، فالأمر كابوس يمشي تحت مظلة المستحيل، فلقد دمرت الأمطار وداعش، القمح والذهب والحجر والبشر، وكأن أرض الرافدين دخلت سباتاً مائياً طويل الأمد، والأمين يتفرج. 
تبييض الواقع عبر الكتابة لا يكفي للسيدة الامينة، لكي تتغير بغداد، فنحن بحاجة لأقلام وسواعد وعقول لا تنتهي، فلا يوجد داع لكي تموت، دون أن تعمل شيئاً، ودون أن يعرف بك أحد، فالسعادة هي العيش من أجل الأخرين، خاصة إن كانت الأمانة صفة للأمين المؤتمن على تقديم الخدمات البلدية لمدينته.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/22



كتابة تعليق لموضوع : الرهان الخاسر بين بغداد ودبي وطهران!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net