المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: هناك اختلافٌ كبيرٌ بين القيم والمبادئ التي تحكم مَنْ يُرابطون في ساحات الجهاد للدفاع عن الوطن ومَنْ تهمّه مصالحه الشخصية ويعطّل لأجلها تطوّر البل

قال ممثل المرجعية الدينية العليا
السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة
في(1رمضان 1436هـ)
الموافق لـ(19حزيران 2015م)
والتي أقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف :-

"إخوتي الأفاضل أخواتي المؤمنات أعرض على مسامعكم الكريمة ثلاثة أمور:
🔸الأمر الأوّل :
إنّ اندفاع الإخوة المتطوّعين وبمعيّة الجيش وأبناء العشائر الغيورة للدفاع عن البلاد أمام الهجمة الإرهابية أقام الدليل القاطع على أنّ أعداداً كبيرة من أبناء هذا البلد شيباً وشبّاناً مستعدّون للتضحية بأنفسهم وأرواحهم في سبيل حماية الشعب ومقدّساته، وهؤلاء يستحقّون من الجميع وخاصّة من أصحاب القرار من المسؤولين في الدولة كلّ العناية والاهتمام، بالقياس الى آخرين يتنعّمون بالكثير من المزايا من غير أن يقدّموا شيئاً يُذكر لبلدهم وهو يمرّ بهذه المحنة القاسية، فلو قارنّا بين شابٍّ ترك الأهل والأحبّة ورابط في ساحات القتال مع قلّةِ إمكانيّاته ووطّن نفسه على الشهادة وهو لا يُريد جزاءً إلّا أن يبقى هذا البلد صامداً منيعاً عن استهدافه من الإرهابيّين أو بين من فَقَدَ أحد أطرافه أو كليهما ولا زال موجوداً في ساحات المعركة وهو يعلّم الأصحّاء الثبات والشجاعة ويمدّهم بمعنويّات عالية، نقول لو قارنّا بين هؤلاء الإخوة وبين بعض الأنفار الذين ليس لهم همٌّ إلّا مصالح أنفسهم ويعطّلون لأجلها تطوّر البلد ويستنزفون قدراته ويتنعّمون بخيراته بلا أن يقدّموا خدمةً حقيقيةً له، لوجدنا اختلافاً كبيراً بين القيم والمبادئ التي تحكم الطرفين، ومَنْ كان في موقع المسؤولية وبيده القرار فعليه أن لا يساوي بينهما ولابُدّ أن يولي اهتماماً أكبر وعناية أزيد بتلك الشريحة المضحّية بأعزّ ما تملك في سبيل عزّ العراق وشعبه وحمايته من دنس الإرهابيّين.
🔸الأمر الثاني :
لقد ذكرنا في أكثر من مناسبةٍ أنّ هناك عقولاً عراقية مبدعة وفي مجالاتٍ شتّى وخصوصاً في الوسط العلميّ في الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث، وإنّ هذه الأوساط تزخر بالكثير من العلماء الذين يمكن الاستفادة منهم في حلّ جملةٍ من المشاكل الاقتصادية والمالية والعسكرية وغيرها، ومن المهمّ إشراك هؤلاء الأساتذة في حلّ هذه المشاكل كمشكلة شحّة المياه التي تهدّد البلد، وكذلك بعض المشاكل الاقتصادية والنقدية، إنّ الاستفادة من خبرة هؤلاء من أهل الاختصاص سيوفّر على الدولة الكثير من الجهد والمال وفي نفس الوقت من المؤمّل أن تؤدّي الى وضع حلولٍ مناسبةٍ للعديد من المشاكل التي تُعاني منها البلاد، إنّ مؤسّسات الدولة مدعوّة الى الاستعانة بهؤلاء الأساتذة وطرح أمّهات المسائل عليهم مع توفير الإمكانات والوسائل اللازمة لهم في سبيل حلّها.
🔸الأمر الثالث :
إنّ من الشرائح المهمّة في بلدنا كما في سائر البلدان هم شريحةُ الطلبة الذين نعتزّ بهم ونُراهن عليهم في النهوض بالبلد وهم ذخيرتُه الذين يُنتظر منهم العطاء المستقبليّ، والملاحظ أنّ الطلبة الأعزّاء في المراحل الإعدادية النهائية يمرّون في هذه السنة ببعض الحرج، إذ أنّ شهر رمضان المبارك قد حلّ وهم على وشك الدخول في الامتحانات الوزارية العامّة التي تحدّد نتائجُها مستقبلهم العلميّ، ولكن الجوّ حار وساعات التزويد بالكهرباء قليلة فهم يجدون صعوبة في الجَمْع بين صيام الشهر الفضيل وبين الاستعداد للامتحانات بالشكل المطلوب كي يضمنوا تفوّقهم فيها، وقد طلب الكثير منهم أن تطرح مشكلتهم أمام أنظار المسؤولين عسى أن يجدوا لها حلّاً كتأجيل الامتحانات الى ما بعد شهر رمضان المبارك إن لم تكن هناك موانع من ذلك، يُرجى من الإخوة المسؤولين في وزارة التربية النظر بعناية الى طلب هؤلاء الأعزّة من أبنائنا الطلبة .

والحمد لله رب العالمين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/19



كتابة تعليق لموضوع : المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا: هناك اختلافٌ كبيرٌ بين القيم والمبادئ التي تحكم مَنْ يُرابطون في ساحات الجهاد للدفاع عن الوطن ومَنْ تهمّه مصالحه الشخصية ويعطّل لأجلها تطوّر البل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net