صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

بين السلة والذلة ... كان العبادي في الاجواء
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وقف اخيرا بين السلة والذلة ، خياران فرضهما واقع الحال وأل اليهما المأل . توسم الشفافية ، ونهض بأعباء اطراف تتعاكس تتنافس ليمسك خيوط الحلول وليجد منفذ ، والخروج من نفق النفاق . والسؤال هل ارتأى ان السلة هي المفاد الاخير ، ومن يعينه على مواصلة هذا القرار ؟ قبالته حشود ومواكب انتقلت من الرمضاء للنار ، بسجية طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام . رفضوا الإذلال، وأثروا القتال ومواجهة الظالمين والشهادة في سبيل وطن ، على أن يقبلوا  بالذلة والسلامة تحت ظل اللئام . 
الساحة وان تعددت مواقف من  يتحرك عليها وقفت على خطين ، من يمد اطرافها بالعدة والعدد والدعم لمبتغيات مهما فسرت واختلفت الاراء بشأنها فانها في موازين وقياس الحركة والفعل فهي كتفا لكتف مع من يدافعوا عن أرضهم . الاخوة الاكراد أعلنوا وعلى لسان حاديهم ان ايران اول داعم لاربيل في حربها ضد داعش . والارض عند الحشود تتحدث عن سلاح استطاع ان ينطق ويؤسس لحرب اقل ما يقال عنها متكافئة من حيث التجهيز وان نوه عن تقدم نوعي لبعض ما زود به الحشد من صواريخ لها من الاثر ما يرعب حماسة داعش . 
وقف الرجل قبل يومين وقد رجع توا من المانيا بخفي حنين ، وان الحدث الذي هز المشاعر ، لقطة جانبيه عنوت بالخطأ او السهو او سوء تقدير الحال ، ام عدم الاكتراث ، ومهما اختلفت التفسيرات من برر لها الخطأ في الطرفين سواء من الدكتور العبادي او من قبل اوباما . بقدر ماهي مسئلة ثانوية للغاية لكنها هزت جنان العراقيين محب او محايد لرئيس وزاراءهم  فقد اوقدت الما وامتعاضا لما حدث وكانها فورة غضب وان ركنت في نفوس العراقيين كألم ممض. 
وقف الرجل وهو يحسب حسبة النتائج ، وكأنها لحظة القرار الاخير بل الملجا الامن ، والاستجابة غير المشروطة والدوافع الحقيقة لما الزمته مواقف الاخر في برلين او واشنطن ، في ان يشد الرحال الى ايران . الزيارة لم تكلف الا 24 ساعة  بلسان حال يقول : ايها السادة في طهران نحن لم ننزع من الاخر اردية التعلق ، لكننا ابينا ومللنا التملق والتقوقع ، هل انتم على ذات العهد والعهدة؟ كان جوابهم ان الارض تحكي وفيها ما يسدد ويكفي . 
الاخر والمقصود امريكا ماخوذة بعدة اجندات وتصورات ، مرة ما يخطط لمشروع المملكة الاردنية الهاشميه ، وفي هذا الملف تسوية لكثير من الملفات العالقة سواء فلسطينوا المهجر وامارات الشرق السوري ، واراضي وعشائر الغرب العراقي ، وما استلب من اراضي سورية يمتد خرطومها من قصبات حلب لادلب لديرالزور لسهلي ربيعة لاشرافات حدود الفلوجه . دولة امتداد تؤسس بحس طائفي وعلم امجاد عنابي ، رفعه يوما الشريف بن حسين ويرفعه اليوم ابن الانجليزية، بادعاء مرجعية هاشمية ، تداعب الانفس التي يختبأ في خوالجها الحس الطائفي ، منذ قادها مثلث الشئم تركيا والسعودية وقطر ، وجاءت الحسبة ،  بانقلاب السحر على السحرة . انقلبت الموازين لمن ارادوا التزود بالريادة ، وسحب البساط من تحت ارجل من بؤ نفسه للسياده . مملكة مغموره سلطت عليها الاضواء باتفاق امريكي اسرائيلي ولكنها ستصدم دون شك بعدة عقبات ، ليست سهلت المقاد ، ولا اريحية المفاد . 
امريكا تتخبط فيما دعمت وساندت من دول هي بيادقها ، وكانها المقدّمة التي توحي بالتحوّل الجذريّ في مفهوم الحرب السّائدة واسس قيامها ومشتركاتها مع هذا المثلث ، حين تقدم الاكراد وبمساندة الطيران الحربي الامريكي ، ممثلين بحزب الاتحاد الوطني السوري ، بالسيطرة على مدينة التل الابيض الستراتيجية وقطعوا منافذ الامداد لداعش ، ومما ادى الى قطع الطريق عن تركيا الراعية لمشروع اقامة دولة ركائزها نصرة وداعش ، فانقلبت الموازين حين داهم الخوف من اقامة دولة كردية عازلة لطموحاتها واثار فزع وهوس اوردغان .حين دعم التحالف الدولي اكراد سوريا بقصف وكأنه يمزق خرائط الاتفاق السابق حيث تفكيك هذا المثلّث التركيّ-السعوديّ-القطريّ المحتوي للحركات والتنظيمات التكفيريّة في الصراع في سوريا. 
يبدو ان الاتفاق النووي قد بدأت اكوله ، ويبدو ان امريكا قد اسست القناعة عند العبادي ليطرح حمله عند طرف يعمل بجد لانجاز مهمة . قد يشير عليً احد فيما يتعلق بين السلة والذلة ، فاجيب ان المتغيرات السريعه قد تجيز التكتيكات على حساب الستراتيجات ، في قراءة المصالح بما يحدث على الساحة ، جميع ذلك اوراق تلعب يختبأ الشيطان تحتها .. ومادامت ملامح ملاك الرحمة في جهة ما ، دون ايغال الظنون والشكوك في الحسبة ، اجد ان الدكتور العبادي في المركب الامن ، وان امريكا رغم قوتها وقسوتها ومراوغتها تحتاج الى الاشارة بالهراوة وليس الجزرة  وان بدى قبولها ان تكون ايران طرفا ولو على مضض.... 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/19



كتابة تعليق لموضوع : بين السلة والذلة ... كان العبادي في الاجواء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net