صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

متى يبلغ العراق سن الرشد؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يبلغ العراق سن الرشد منذ إنشاء دولته وحتى اليوم , ولا يزال في حالة المراهقة المزمنة , التي ألحقت به الويلات , وأورثته التداعيات وجعلته متوحلا في المآسي والملمات.
 
ولكي يبلغ سن الرشد عليه أن يعي ثلاثة سلوكيات جوهرية أوصلته إلى أرزء الأحوال وأعظم الخسران.
 
أولهما: فشله في إدراك قيمة الجيران
العراق من أفشل دول الدنيا في مهارات إقامة العلاقات مع جيرانه , وقد جنى من هذا الفشل خسائر مروعة على مدى ما يقرب من قرن , وجميع ما حصل على أرضه كان ولا يزال بسبب هذه الغفلة والعجز والقصور , وقلة الخبرة والجهل والأمية الدبلوماسية الساطعة المؤكدة بالأدلة والبراهين , بما جلبته من مخاطر وأحداث وحروب وصراعات دامية , وصلت إلى إستهداف ذاته وهويته ونسيجه الإجتماعي والعقائدي والحضاري والإنساني.
 
ثانيهما: الإقران السيئ بالحالات
تعيش البلاد منذ تأسيسها حالة من الإقرانات السيئة , التي تحيل ما هو جيد وصالح إلى خبيث وطالح , وما هو يسير إلى مرير وعسير. 
ويساهم الإعلام وتصريحات المسؤولين بهذا السلوك الخطير , الذي يكلف البلاد والعباد خسائر منقطعة النظير.
وذلك بأن تُقرن حالة أو مجموعة أو حزب بما هو مشين ويوجب التدمير والعدوان , ومع توالي الإقران يصبح ذلك الإسم تعبيرا عن الذي تكرر أقرانه به. 
ومَن ينظر في أحوال البلاد والعباد يجد تأثيرات هذا الإقران.
 
ثالثهما: غابية الطباع
عندما ينتصر الأسد على غريمه في الغاب , أول ما يقوم به هو القضاء على ما يمت بصلة إليه , وهذا ما تحقق في جميع الأنظمة السياسية المتوالية , فاللاحق يمحق ما يمت بصلة لسابقه دوما وأبدا , وما إعتبر نظام واحد وإتعظ , وفي هذا السلوك الغابي تأسيس لدائرة مفرغة من العدوانية , التي تتسبب في خسائر وطنية وإنسانية كبيرة جدا.
وهذا لا يحصل في مجتمعات أخرى , ودول متنوعة في هذا العالم , فلماذا لم نتعلم من تجاربنا , ومن سلوك الآخرين؟!
 
إن وعي هذه الحالات وإدراك المفاهيم الحضارية المعاصرة المتصلة بها , هو الذي سيساهم في خروج البلاد من ورطة الضياع والإتلاف الشامل , التي تتجسد في التفاعلات الحاصلة فيها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/14



كتابة تعليق لموضوع : متى يبلغ العراق سن الرشد؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net