صفحة الكاتب : نزار حيدر

سْبايْكَرْ..عامٌ مِنَ الغُمُوضِ
نزار حيدر

  لو كان المتحدث غير المرجعيّة الدينيّة العليا، التي اثارت اليوم في خطبة صلاة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف في مدينة كربلاء المقدسة، كل هذه التساؤلات عن مجزرة سبايكر، لما صدّقتُ قوله ابداً، فما قالته يشير الى؛
 ١/ فشل الدولة العراقية في إماطة اللّثام عن كلّ ما يتعلق بالمجزرة بعد فشلها في حماية الضحايا.
 ٢/ فشل الجهد الاستخباري في تحقيق اي تقدم بشأن الكشف عن ملابسات الجريمة.
 ٣/ فشل كل اللجان الحكومية والنيابية التي تشكلت لحد الان فيما يخص المجزرة.
 ٤/ فشل كل جهود منظمات المجتمع المدني وكذلك جهود أُسر الضحايا والراي العام في الضغط على الدولة لتقديم المعلومات اللازمة عن الجريمة.
 ٥/ فشل التحالف الوطني، الذي يدّعي انّه الكتلة النيابية الأكبر تحت قبة البرلمان، في حماية حقوق ناخبيه، ليس فقط في حياتهم وانما حتّى بعد مماتهم!.
 والفشل هذا يشمل؛
 الكشف عن العدد الحقيقي للضحايا، والكشف عن المجرم الحقيقي الذي ارتكب هذا الفعل الشنيع، والكشف عن مصير الضحايا، احياءاً وامواتاً!.
 لا خير في دولة تعجز عن حماية امواتها فضلاً عن أحياءها! ولا خير في سياسيين يعجزون عن حماية حقوق الأموات فضلاً عن الأحياء! ولا خير في سلطة تعجز عن تسمية الجلّاد والضحية!.
 لقد تسابق سياسيّون كثيرون لزيارة موقع المجزرة بعد تحريره على يد القوات المسلحة البطلة مسنودة بقوّات الحشد الشعبي المجاهدة، لالتقاط الصّور والافلام و (جمع أعقاب الرصاص الفارغ) على حد وصف احد المواطنين، ولكن لم يأتِ لنا أيّاً منهم بمعلومةٍ تجيب على تساؤلات الشارع العراقي فيما يخص الضحايا وعددهم وجثثهم واماكنهم وغير ذلك.
 هل يُعقل ان الدولة العراقية وبكل مؤسساتها عاجزة عن التحقيق في المجزرة؟ اين اذن الأجهزة الاستخبارية؟ اين جهد وزارة حقوق الانسان التي باعت لنا كلاماً معسولاً منذ تحرير سبايكر وما تمّ الكشف عنه لعدد من المقابر الجماعية، ولحد الان من دون ان تقدّم لنا جواباً عن ايٍّ من الأسئلة التي طرحتها اليوم المرجعية الدينية العليا؟ ما الذي فعله السياسيون الذين حضروا لموقع الجريمة بحماياتهم وأسلحتهم وكاميراتهم واعلامهم، غير توثيق زياراتهم لتوظيفها في اقرب انتخابات نيابية، لاستعراض بطولاتهم الخاوية وحضورهم المضلّل الذي فشل في توثيق ايّة معلومة حقيقيّة تخصّ المجزرة وتفاصيلها؟!.
 اوليس من الاولى ان يتعاون السياسيون لتوثيق الجريمة وكل ما يتعلق بها، من ان يوثّقوا زياراتهم البائسة؟!.
 ما الذي اضافت زياراتهم تلك الا المزيد من هدر المال العام والذي تُعتبر أسر الضحايا أولى به من اي مسؤول في الدولة؟؟.
 والغريب ان بعض هؤلاء (الزعماء) ابطال الشاشة الصغيرة ومواقع الانترنيت والتواصل الاجتماعي، لم يبدوا فقط عجزاً في الكشف عن حقائق المجزرة، وانما اتّهم بعضهم أسر الضحايا بانها مدفوعة من جهات خارجية! كلّما سمعوا أُمّاً تطالبهم بابنِها او أختاً تطالبهم بأخيها او زوجةً تطالبهم بزوجها او طفلاً يطالبهم بأبيه، كما بدر ذلك من المتهم الاول بمجزرة سبايكر، القائد العام السابق للقوات المسلحة، خلال زيارته الاخيرة لمدينة كربلاء المقدسة، متهماً احدى امّهات الضحايا بالعمالة لجهات اجنبية عندما امسكته من رقبته وجرّته الى الارض، طالبةً مِنْهُ إخبارها عن مصير ابنها في مجزرة سبايكر!.
 ان الدولة التي تعجز عن الكشف عن مصير ابناءها بعد مرور عام على الجريمة، كيف تريد ان تقنعنا بانها قادرة على حماية الشعب من تكرار مثل هذه المجزرة؟!.
 اما اذا كان يظنّ البعض ان السكوت على الجريمة وطمس آثارها وتفاصيلها ومعالمها هو ثمن الحفاظ على اللحمة الوطنية وهو ثمن المصالحة الوطنية الذي يجب ان يدفعه الضحايا لحماية العراق وشعبه، فانهم مجرمون بامتياز.
 ان المصالحة تعني العدالة حصراً، والاخيرة لا تتحقّق اذا لم يتم تسمية المجرم وتحديد هوية الضحية، وان مصالحة ثمنها السكوت على المجازر وتضييع الحقوق والدماء، لهي جريمة وطنية بعناوين مختلفة.
 لماذا نعتبر سكوت ضحايا مجزرة سبايكر ثمن المصالحة الوطنية فقط دون سواها؟ لماذا لا يكون سكوت الآخرين على جريمة زعموا انها حصلت بسرقة ثلّاجة من بيت مجهول في صلاح الدين، ثمن المصالحة المزعومة كذلك؟!.
 لماذا لا يكون سكوتهم عن نشر الشائعات والاكاذيب والتضليل الاعلامي ثمن المصالحة؟!.
 لماذا يفرضون الصّمت والسّكوت على الضحايا فقط، فيما يملأ الجلّادون الفضاء اكاذيب وشائعات وتهم وافتراءات وتضليل؟!.
 اذا فشلت الدولة العراقية، بكلّ مؤسساتها، في إماطة اللثام عن كل التفاصيل المتعلقة بمجزرة سبايكر، فستتحرّك أسر الضحايا بنفسها، مدعومة بتساؤلات المرجعية اليوم، لتحقيق هذا الامر بعيداً عن الدولة ومؤسساتها، وهي قادرة على إنجاز ما فشلت عنه الدولة، بكلّ تاكيد.
*ملخص الحديث الذي أدليت به قبل قليل على الهواء مباشرة لقناة (الفيحاء) الفضائية مع الزميل الاستاذ فلاح الفضلي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/12



كتابة تعليق لموضوع : سْبايْكَرْ..عامٌ مِنَ الغُمُوضِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/06/13 .

جريمة قاعدة سبايكر جريمة ضد الانسانية بكل المقايس ،سببت صدمة قوية للمجتمع العراقي لبشاعة منظرها وهول وقعها وشكلت حرج للسياسيين العراقيين .تراوحت مواقفهم بين من استغلها ووضفها لااجل دعاية انتخابية مبكرة واخر اراد بها تسقيط خصومه وكل نظر لها من زاوية معينة ،وهذا مااصابها بالتعقيد وزاد من معاناة ذو الضحايا المغدورين ،الذين يبحثون عن اسئلة تميط الثام عن مصير ابناءهم البعض وصل به الحد الى استغلال مشاعر الناس الحزينة ليلعب بها ،وفق ماتقتضيه الحاجة .مع عدم قدرة السلطة على وقف نزاع القوم ومنع تداعياتها الاجتماعية واستغلال البعض هذا التقصير لصالح مصالحة ،واراد بها البعض حصان طرواده للقفز عل. خصومه ومحاولة تصفيتهم من خلال تسقيطهم من عيون الناس والصاق تهمة التقصير والمسؤولية عليهم .وهو ليس حبا بالناس ولا باضهار الحقيقة بل م اجل رف رصيده شعبيا واغتنام فرصة النقمة الشعبية ضد اطراف حزبية اخرى وزيادت الاحتقان الشعبي من اجل غاية في قلب يعقوب . هذه هي الاسباب الجوهرية التي تزيد من فترة مسيرة كشف مصير الشباب المغدورين بل ان تحولت الماسات الى قضية انتخابية تسقيطية في يد الاحزاب المتنافسة وتجاذبات الاطراف فيها يمنع المختصون من طوي صفحتها واحقاق خقوق المقاتلين لكي تهدا النفوس وتحتسبهم عند الله شهداء ادوا واجبهم ولاقوا حتفهم كنتيجة طبيعية لواجب المقاتل الذي يقاتل عدوه اما ينتصر او يجرح او ياسر وهي حالات يمر بها القاتل في ظروف الحرب ..الرحمة لشهدائنا الابرار والخزي والعار الابدي لقاتليهم ،خيث ستبقى تلك الجريمة وصمة عار في وجوه منفذيها ،واللعن الظائم لكل من استخف بتلك الدماء وتاجر بها من اجل مصلحة وغاية دنيوية لم يراعي مشاعر الامهات الفجعات والثكالى واليتامى والارامل والحبيبات اللواتي فقدن احبتهن لقد اندس بعض المغرضين انوفهم لااجل اخراج القضية من طابعها الانساني الى طابع تصفية حساب وقح




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net