صفحة الكاتب : مريم الخاقاني

أثار قراءة القرآن
مريم الخاقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه عن القران الكريم: 

((لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))(الحشر:21)

تؤكد الدراسات الجديدة أن حفظ القرآن يقي من الأمراض ويقوي مناعة الجسم ويزيد المؤمن إبداعاً وراحة نفسية .

إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن والعمل بما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلال تجربتي الشخصية مع القرآن لمدة تزيد عن عشرين عاماً أصبح لدي قناعة راسخة وهي أن القرآن يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان، ولهذا يرد في الحديث النبوي الشريف : 

(خياركم من تعلم القرآن وعلمه).

عندما تقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: 

إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغير حياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإنسان يؤثر على سلوكه وعلى شخصيته لأن الشخصية هي نتاج ثقافة الإنسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.

طبعاً هذه كتب بشرية يبقى تأثيرها محدوداً جداً، ولكن عندما يكون الحديث عن كتاب الله تعالى الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه، فإنه من الطبيعي أن نجد في هذا الكتاب العظيم كل المعلومات التي يحتاجها الإنسان في حياته وآخرته. فهو النور وهو الشفاء وهو الهدى، وفيه نجد الماضي والمستقبل، وهو الكتاب الذي قال الله عنه: 

((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))(فصلت: 42).

ويمكنني أن أؤكد لك أخي الحبيب بأن كل آية تقرأها وتتدبرها وتحفظها يمكن أن تحدث تغييراً في حياتك! فكيف بمن يقرأ القرآن ويحفظه في صدره؟

بلا شك أن تلاوة الآيات وتدبرها والاستماع إليها بخشوع، يعيد بناء شخصية الإنسان من جديد، حيث إن القرآن يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناء الشخصية.

وبتركيز بسيط في مدى تأثير القرآن على شخصية الإنسان، بل تأثير آية واحدة منه فقط، مثلا عند قرأت قوله سبحانه وتعالى: 

((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))(البقرة: 216). 

نجد أن هذه الآية تحوي قانوناً محكماً يجلب السعادة لمن يطبقه في حياته.

قبل قراءة هذه الآية يجد المرء حزن بسبب حدوث خسارة أو مصيبة ما أو يجد شيئاً من الخوف من المستقبل، لأنه يتوقع أمراً سيئاً قد يحدث، أو يمر بلحظات من القلق نتيجة انتظاره لشيء ما يرغب في تحقيقه، وهكذا مجموعة من المظاهر التي تجعل شخصية الانسان قلقة أحياناً.

فبعد تأمل هذه الآية وتدبرها جيداً بل طويلاً، يجد بأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء، ولن يحدث شيء إلا بأمره، ولن يختار للناس إلا الخير لأنه يعلم المستقبل، أما البشرية فلا تعلم . 

وهكذا تصبحت النظرة لكل شيء نظرة متفائلة بدلاً من التشاؤم، يصبح الفرح بكل ما يحدث مع الانسان حتى ولو كان محزناً في الظاهر، وأصبح يتوقع حدوث الخير دائماً ولو أن الحسابات تخالف ذلك.

فالله سبحانه وتعالى كتب علينا كل ما سيحدث معنا، فلماذا الحزن؟ 

ومادام الله عزوجل موجوداً وقريباً ويرى ويسمع ويتحكم في هذا الكون فلم الخوف أو القلق أو الاكتئاب؟

وبما أن الله عزوجل قد قدَّر علينا هذا الأمر واختاره لنا فلا بدّ أن يكون فيه الخير والنفع والسعادة...

وهكذا تتغير الشخصية تغيراً جذرياً، وتنقلب إلى شخصية متفائلة وسعيدة وتتخلص من مشاكل كثيرة كان من المحتمل أن تحدث لولا أن منَّ الله عزوجل علينا بتدبر هذه الآية وفهمها وتطبيقها في حياتنا العملية.

وخلاصة القول: إن التمسك بالقرآن والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصية الإنسان، ويرفع النظام المناعي لدينا، ويقينا من الأمراض النفسية، ويساعدنا على النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القرآن هو طريقنا للإبداع والقيادة والسعادة والنجاح.

قال الامام علي امير المؤمنين عليه السلام : 

ليكن كل كلامكم ذكر الله ، وقراءة القرآن ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل : أي الاعمال أفضل عندالله ؟ قال : قراءة القرآن، وأن تموت، ولسانك رطب من ذكرالله .

privetemail1990@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مريم الخاقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/12



كتابة تعليق لموضوع : أثار قراءة القرآن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : عامر ناصر ، في 2015/06/13 .

السيدة مريم الخاقاني حياك الله
الموضوع كله اساسه العلم بالله سبحانه ، فإذا علم الانسان هذه الاية الكريمة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) أيقن أن لا جدوى من الحزن أو حتى الفرح ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد ، ومرد الامر كذلك الى أن الله سبحانه لا يفعل إلا الجميل والحَسَن ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )7 السجدة ، فإذا علم الانسان ذلك أصبحت رؤيته لكل شيء جميلة ، ومن هذا المنطلق جاءت رؤية السيدة زينب (ع) عندما خاطبها اللعين يزيد: كيف رأيت صنع الله في أخيك وأهل بيته ؟ فأجابت شامخة بإيمانها وبعلمها : ما رأيت إلا جميلا ؟؟؟!!! لماذا قالت ذلك ؟ قالته لانه صنع الله سبحانه ، هو أراد أن تكون ألأمور هكذا ، فالمؤمن ينظر بنور الله سبحانه .
تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net