صفحة الكاتب : علاء كرم الله

العراق بين دولة القانون ودولة العشائر!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لازالت تداعيات قضية الفصل العشائري التي حدثت في البصرة قبل أسابيع عاى أثر نزاع بين عشيرتين والتي كانت النساء طرفا في ذلك الفصل حيث أخذت أحدى العشيرتين (40) أمرأة ك (دية) من العشيرة الأخرى!!!، هذه القضية أستحوذت على حديث الشارع العراقي وكذلك على مواقع التواصل الأجتماعي والكثير من وسائل الأعلام، حتى دخل السيد مقتدى الصدر على خط الحدث!! وأصدر بيانا شجب فيه ذلك. ونحن هنا لسنا بصدد التدخل و توجيه النقد أو الأستهانة  بالعشائر وعاداتها وتقاليدها، فاللعشائر دورها الوطني والكبير والمشرف والذي لا ينكر في تاريخ العراق الحديث، وما ثورة العشرين (1920) ألا دليل على ذلك، ولكننا لانريد أن تكون للعشائر سطوة وسيادة  على القانون والمجتمع كما نلمسه الآن!، وقد أستنكر الكثير من رؤوساء العشائر والقبائل تصرفات بعض الشيوخ في موضوع الفصل العشائري حيث صارت (الكعدة العشائرية) تعقد لأتفه الأسباب وبعيدة كل البعد عن الأصول العشائرية الأصيلة فقط الغاية منها الأبتزاز!.أن غالبية العراقيين يعيشون حالة من الخوف بسبب ضعف الدولة وتراخيها تجاه تطبيق القوانين التي تحمي المواطن، ومن الطبيعي أن مثل هذا الضعف والتراخي أدى الى ألتجاء المواطن الى عشيرته وطائفته لتكون  سندا ومرجعا له عوضا عن  الدولة المتراخية والضعيفة  ليس للحفاظ على وجوده في الحياة حسب، ولكن ليدرء عن نفسه مخاطر الحياة ومشاكلها وخاصة في الظرف العراقي الرهيب الذي يطفوا على كم هائل من الأزمات والمصائب والتحديات، والذي لا يوحي أصلا بوجود دولة وقانون ولا حتى قضاء!. وكلما يمر يوم في العراق كلما نشعر بضعف الدولة بكافة مؤسساتها المدنية والعسكرية المنخورة بالفساد، مقابل أستقواء العشيرة بكل فصولها وعاداتها وتقاليدها. وكيف لا تستقوي العشيرة وتكبر وتفرض أجندتها!، بعد أن وصل الأمر بأن يحتكم نواب في البرلمان الى العشيرة لفض نزاعاتهم وخلافاتهم  ومشاكلهم!!!، كما وقع قبل أيام عندما أقامت النائبة (حنان الفتلاوي) دعوة عشائرية على الناطق بأسم المجلس الأعلى تيار(المواطن) (بليغ أبو كلل)، على خلفية مشكلة وقعت بينهم، ففصلته عشائريا ب (400) مليون دينار عراقي!!!!!، وقد عرضت الكثير من الفضائيات لقطات من وقائع (الجلسة العشائرية)؟!!. أبان فترة النظام السابق، وخاصة بعد نكسة الكويت عام (1990) التي قصمت ظهر النظام والعراق على السواء وعندما بدأت  آفة الفساد تنخر جسد كافة مؤوسسات الدولة وبان عليها الضعف!، أستفحلت العشائر بشكل قوي وملفت، بسبب تغيير سياسة ونهج الدولة وأنقلابها رأسا على عقب الى دولة دينية وعشائرية، حتى ان رئيس النظام السابق أطلق على نفسه تسمية (عبد الله المؤمن)!!، وتم تعيين أحد مرافقي رئيس النظام السابق المدعو(روكان) ليكون ضابط ارتباط بين العشائر والرئاسة؟!، في دعم واضح من قبل الدولة للعشائر. وكم حلمنا بعد سقوط النظام السابق، حتى فاقت أحلامنا حدود المعقول بأننا سنعيش تحت ظل دولة القانون والمؤوسسات وأن يعاد ترتيب البيت العراقي من جديد على أساس الحياة المدنية الحرة الكريمة وسيادة القانون والنظام، ولكننا لم نكن نتصور ان تصل بنا الحال الى هذا الضعف والتردي والخوف والتشرد والتشرذم  حتى أضطررنا أن نحتمي بهذا (العقال) وتلك (العمامة)! لضمان وجودنا وتمشية امور ومتطلبات حياتنا. والسؤال هنا: كيف يحمي المواطن البسيط نفسه عندما تقع له مشكلة وما اكثر المشاكل والمصائب في العراق، وخاصة أذا لم يكن ينتمي الى عشيرة قوية ونافذة!، وكيف سيداري خوفه ويدرء عن نفسه المخاطر بعد أن بات يشعر بالخوف وهو بين أحضان وطنه!!، وماذا سيفعل المثقف المؤمن بسيادة الدولة وقوانينها والذي لازال متمسكا بها والرافض لسيادة العشائر وفصولها على سيادة الدولة وقوانينها أذا ما وقعت له مشكلة؟!. أخيرا نقول: نحن لسنا مع العشيرة وفصولها وقوانينها ولكننا بنفس الوقت لا نقف بالضد منها، لأننا  نريدها أن تكون سندا قويا لسيادة الدولة وقوانينها، على أن  لا تكون قوتها على حساب ضعف الدولة!!. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/12



كتابة تعليق لموضوع : العراق بين دولة القانون ودولة العشائر!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net