صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

زها حديد.. وميسون الدملوجي!!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أمس.. وأنا أقلب في قنوات الكون الفضائية، لمحتُ وجه المعمارية العراقية الكبيرة زها حديد على شاشة قناة (السي أن أن) الأمريكية. ودون شعور مني، أوقفت الريموت كونترول على هذه القناة، بل أن المؤشر الآلي هو الذي تجمد في محله، وكأنه تسلم إيعازاً وجدانياً عاطفياً وطنياً بعدم الانتقال الى أية قناة أخرى حتى تنتهي موضوعة زها حديد!! وقد اتضح أن هذه القناة الأمريكية، تعرض تقريراً عن إنجاز عظيم من إنجازات هذه العراقية الموهوبة، فكان من الطبيعي أن أتابع التقرير بكل دقائقه السبع، وأنا في ذروة السعادة والفخر، والزهو العراقي الكبير، لاسيما وأن التقرير يتحدث بإعجاب منقطع النظير عن (مطار بكين) الذي صممته مهندستنا العراقية، باعتباره المطار الأكبر، والأعظم في العالم.. وكلما يستعرض التقرير إنجازات زها حديد العالمية، يزداد قلبي خفقاناً، وفرحاً ونشوة، فأشعر بعظمة العراق تملأ كياني، وتعطر كل مسامات روحي، ثم أتحسس قلبي لأجد رافديه الكريمين ينبضان فيه، ويعزفان على أوتاره العاشقة أحلى الألحان العراقية. فأنسى معها كل ما في قلبي من أوجاع، وخراب ويأس، وصدمات سياسية.. فأقول في سري، وأنا مسحورٌ بوهج الإطراء المنبثق كالشلال من بين شفتي الخبير المعماري الأمريكي (سميث) وهو يذكر في التقرير ست دلالات معمارية اعجازية في تصميم زها.. فكنت أصيح مع كل دلالة يذكرها الخبير الأمريكي: (تسلمين يا زها.. تسلمين يا بنت العراق الأصيلة)!! في حين أن الوزير الصيني المسؤول عن المشروع، قال في هذا التقرير: (لا أظن أن في مخيلة أحد، مهما كان عبقرياً، أفضل من تصميم حديد.. لقد تم اختياره دون إضاعة دقيقة من الوقت في التفكير بتصميم آخر)!! صدقت يا معالي الوزير الصيني.. فأنا والله، رغم جهلي بأمور الهندسة والمعمار، أستطيع أن أقول لك بكل ثقة: لقد صدقت، لأنكم لن تجدوا أفضل من تصميم زها حديد. فهذه المهندسة العراقية التي ورثت مجد، وعبقرية اولئك البناة العظماء الذين شيدوا أول عجائب الدنيا السبع، أي الجنائن المعلقة، وملوية سامراء، ومدينة أور التي اشتهرت بالزقورات الشاهقة، وبوابة عشتار، وشناشيل البصرة، وقلعة أربيل ومدينة الحضر التي كانت بمستوى روما من حيث التقدم هي حفيدة تاريخ حضاري مزدحم بالإبداعات الفنية الراقية، والتحف الهندسية المعمارية الفذة. لقد كانت الدقائق السبع التي استغرقها التقرير الأمريكي بمثابة سبع جوائز أوسكار تقدم للعراق، أو سبعة أوسمة ذهبية اولمبية ينالها شعب العراق. وطبعاً فإن تقريراً مدته سبع دقائق يقدم عن مهندسة عراقية في قناة (السي أن أن) الأمريكية أمر ليس سهلاً بالمرَّة، وأنا واثق أن هذا التقرير أغاظ الكثير من الإسرائيليين والسعوديين والقطريين والأتراك. ولمن لا يعرف أهمية هذه الدقائق السبع في قناة مثل السي أن أن، عليه أن يعرف فقط أن هذه القناة (المتاحة لأكثر من مليار ونصف مشاهد) في أكثر من (212) دولة ومنطقة في العالم، هي القناة الأكثر انتشاراً وأهمية في كل بقاع الدنيا، وهي تحمل الرقم واحد من حيث المشاهدة، على مدى أربع وعشرين ساعة.. وقبل أن أقفل مقالي هذا، اود أن أنقل بعض ما جاء في مواقع وصحف العالم عن زها حديد، بما يخص (تصميم مطار بكين): (زها حديد اسم عراقي يسطع مضيئاً بعبقرتيه في مختلف أنحاء العالم، وهذه المرة في بكين، التي تستعد لإنشاء أكبر مطار عالمي، فهو يتسع لـ 45 مليون مسافر سنوياً بتصميم المهندسة العراقية الفذة زها حديد. وتبلغ مساحة هذا المطار 7.5 مليون قدم مربعة ويحمل إسم (بكين دا كسنغ) الدولي. حيث سيتم توسعته على مراحل عدة، ليتسع في النهاية لـ 72 مليون مسافر سنوياً..) وفي بيان صحفي كشفت فيه شركة Architects (أن المطار الجديد سيقدم تجربة مميزة للمسافرين بأقل مسافات مشي ممكنة. وقد تم استخدام تصميم مشابه للرموز الصينية في محاولة لتسهيل الانتقال من محطة الإنزال إلى بوابات الطائرات، مع الحفاظ على الهوية الصينية للمنشأة. وبفضل تصميمه المميز، يتسع المطار لعدد كبير من الطائرات ومن المتوقع أن ينتهي العمل على إنشائه في العام 2017 )!!. بقي أن نعلم أن المهندسة زها حديد التي ولدت ببغداد في 31 تشرين الأول عام 1950 من أب موصلي.. هو السيد محمد حديد وزير المالية في حكومة عبد الكريم قاسم.. كانت قد درست في العراق حتى انتهاء دراستها الثانوية، لتحصل على إجازة في الرياضيات من الجامعة الأميركية ببيروت عام 1971 بعد ذلك، تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية في لندن، ثم انتظمت كأستاذة في عدة جامعات بأوربا وأمريكا، مثل جامعات هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك. علماً بأنها تملك شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية حيث حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية..)!! وللمفارقة فإن النائبة ميسون الدملوجي هي الأخرى تخرجت (مهندسة)أيضاً، وهي كذلك مولودة في بغداد، ومن أب موصلي أيضاً، وإذا كان والد زها وزيراً فإن عم ميسون فيصل فاروق الدملوجي كان وزيراً أيضاً في عدة حكومات قبل ثورة 14 تموز المجيدة.. ومثلما أقامت زها حديد في لندن، أقامت ميسون الدملوجي في لندن أيضاً، لكن الفرق الوحيد بين (المهندستين): ان زها أصبحت عبقرية عالمية، وميسون عبقرية (علاوية)!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/10



كتابة تعليق لموضوع : زها حديد.. وميسون الدملوجي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net