صفحة الكاتب : انور السلامي

التحالف الوطني ورصاصة الموت الرحيم
انور السلامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمكننا القول إن بناء التحالفات السياسية على أساس الاتفاق بالحد الأدنى, من التفاهمات بين الساعين لإنشائها والقبول بقاعدة معدل التوافق والاختلاف, من النقاط  بين الإطراف المتقاربة للخروج بتحالف قوي مرتكزا على نقاط التقارب, فكلما زادت أي نقاط التقارب  زاد الانسجام الذي سيضمن ديمومة بقاءه على الحياة..
   معدل التوافق الذي نعنيه, يسمح فيه الانسجام بين الإطراف المختلفة, مع بعضها  البعض اعتمادا على معدل التوافق والتفاهمات فيما بينها, وعدم السماح لنقاط الاختلاف, من المرور عبر المزيج المنسجم فيدمرة.
   عليه أن نفهم بأن التحالف أطراف,  وليس مكونات فللأطراف تحافظ على الكثير من خصوصياتها, ما المكونات قابلة للنسجام بعضها مع البعض الأخر ! 
    نشأة أي تحالف لا بد لوجود مقدارا, من التخالف وليس الاختلاف بين أطرافه أي ((أننا إذا استعملنا كلمة (خالف) كان ذلك دالاً على أن طرفاً من الفقهاء – شخص أو أكثر– جاء باجتهاد مغاير لاجتهاد الآخرين، بغض النظر عن هؤلاء الآخرين، هل اجتهادهم واحد أو متباين...لكن إذا نظرنا إلى طرفين من أطراف الخلاف، أو إلى أطرافه كافة؛ فإننا نسمي ما ينشأ عنهم من آراء متغايرة اختلافاً..))
 فمن الجهل جزما, أن الأطراف المتحالفة متفقه تماما, عندها فما لحاجة للتحالف أساسا, إذا كانوا متفقين تماما!
    ثمة نقطة مهمة في معدل التوافق, التي تحد من أفكار التفرد بالقرار داخل التحالف, عندها يمكنه في حاله شعوره بالتهميش ممارسة حقوقه من قبل أطراف آخر, ومن جهة أخرى لا يستطيع أي طرف المجازفة بها والخروج منه, وأن حصل وغادر السرب,   سيجد نفسه منفردا تلتهمه الأطراف الأخرى, عندها يمر عبر المزيج المنسجم ويختلط به فيدمر مكوناته , وصبح عقارا لا يشفي آلام  شعبه بل سيقتله.
      قواعد التحالفات لا يوجد  فيها صفيرا أو كبير, فالصغير يكبر بمجرد دخوله في التحالف والكبير, لا ينقص منه شيء إذا دخل معه الصغير!
     التحالف  سَر بقائه يعتمد على معدل التوافق, وقدرته على تحقيق أهدافه ولا يعتمد على انه الكتلة الأكبر عند تلك النشأة الأولى.. رغم الخلافات في وجهات النظر فيما بينهم, يبقى التحالف متماسكا لأنه ثمة ربط قوي بين أطرافة المتحالفة, وإلا فأنه مرحلي ينتهي بمجرد تحقيق أهدافه, لذا فأن قضية التحالف الوطني, تمر في مرحلة حاسمة تحدده نقطة  معدل التوافق المفقودة منذ بداية تشكيله, عليه تثبتت نقاط التخالف بين محوري حسم رأسه التحالف أو  انهيار التحالف , لذلك نجد أن معدل التوافق (ضعيف), رغم أنه في طيلة السنوات السابقة, كان اسما فقط ولا وجود له في المعترك السياسي, إلا في نفوس بعض أعضاءه الطيبين وهم ثلة للأسف, هل سيدفع هذا بعض أطرافه الى إطلاق رصاصة الموت الرحيم عليه.. أم سينجح من يقاتل لجعله المؤسسة التي تقود, وتنجح العملية السياسية ؟  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انور السلامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/07



كتابة تعليق لموضوع : التحالف الوطني ورصاصة الموت الرحيم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/06/09 .

الاتلاف الوطني خرج عن ثوابته التي بني على اساسها سابقا في ضل الركض المحموم في مضمار المنافسة الانتخابية لمكوناته نحو منصب رئيس الوزراء ،والتي القت البغضاء والحسد بين الاحزاب المنضوية تحته ،وفاحت روائح الانقسام لتزكم الانوف وحفلت القنوات الفضائية بفضائح القاء التهم والتشهير والمهاترات بين اعضاءه كلما جمعوا في ندوة ا و لقاء حول مواضيع سياسية .سرعان ماتتحول الى معركة كلامية حامية الوطيس بين قطبي احزاب الاتلاف ،تبين مدى هشاشة هذا الاتلاف الذي لاتجمع مكوناته سوى المصلحة في بلوغ هرم السلطة بواسطته بوصفه يمثل الغالبية .،وغير ذلك لاتجد سوى فقدان هذا الاتلاف كل مقومات بناءه وخلوه من اي قانون جامع متفق عليه او نظام يتم العمل به ،والمتابع للتصريحات الصحفية لاعضاء مكوناته يجد تلك الحقيقة معمول بها في ارض الواقع .مع عدم قدرة قادته على تجاوز الخلافات ولجم المشاكل بينهم ووضع المصلحة العامة فوق كل الاهتمامات وبعث رسائل اطمئنان الى القاعدة الجماهيرية التي تتاثر سلبا وايجابا بما يحدث في البيت الشيعي المتفرق بسبب تقاطع مصالح احزاب الاتلاف الوطني وتداعيات هذا الاختلاف على مجمل نواحي حياته ،يقابلها عدم اهتمام ولامبالاة لاامر المجتمع المهم صون مصالحهم وتكريس سلطتهم ،ان اعلان الطلاق والانفصال هي مسالة وقت ليس الا .بانتظار الوقت المناسب لذلك .محاولات بذلتها بعض الكتل للترويج لمشروع اتلاف عابر للطائفية كما سمي تانى اصحابه في تبنيه بسبب حسابات تتعلق بالمصلحة الانتخابية والخوف من خسارة اصوات ناخبيهم لاان المجتمع العراقي لازال يغذيه الشعور الطائفي وتلبد اجوائه بغيومه .اهل مكى ادرى بشعابها ،نحن نجهل سبب الاختلاف والقطيعة ،وان بررها اصحاب الشان ،باختلاف الرؤى وسعي كل طرف للاستحواذ غير المنصف على مقدرات السلطة وتهميش الاخرين ،لكن الناس لاتقتنع بهذا الطر ح وتميل الى التسابق على المناصب وحصة كل طرف من كعكة العراق ، وان كانت مطالب مشروعة لكن ضمن الاستحقاق الانتخابي ،الذي هو الاخر نال نصيبه من التشكيك والتخوين شانه شان كل القضايا المختلف حولها اقول ان الاتلا ف الوطني فشل في بلورة سياسية واظحة الملامح للعراق وقوية واتسمت تلك السياسات بالتفريط تارة والمناورة تارة اخرى وتارة الميل على النفس والتنازل عن حقوق ليس من حقه التصرف بها دون الرجوع لااخذ راي الجماهير بها .ونجح في بلوغ هدفه بالحكم باستغلال نسب التمثيل السياسي .،مع ان تلك الغالبية التي خولته تمثيلها لازالت تنتظر منه الكثير وان ملت الانتظار والتحمل ونيل القسط الاعظم من اعباء المرحله الحالية ودفعت من حياتها الشيء الكثير مقابل نيلها حقوق بسيطة جدا .والارقام المخيفة لضحايا السياسات تلك تنبا بفشل ذريع ،يجب الاعتراف به على مضض .فالبلد يواجه تراجع مستمر في درجات التصنيف العالمي ليحتل مركز الذيل فيه بسبب تفاقم مشاكله المختلفة وعدم وضوح سياساته وخلو تلك السياسات من حلول جذري. للمشاكل وبسبب الخلافات المصلحية وتخوف كتله من ان تحسب اي انجاز لمصلحة حزب على اخر تبقى روح العمل الجماعي مفقودة في متاهة المصالح المتقاطعة .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net