صفحة الكاتب : علي الخزاعي

امنيات برلمانية
علي الخزاعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في خضم التقاربات والتباعدات بين الكتل والاطراف التي اخذت موقعها بشرعية الصندوق الانتخابي وحصدت الالاف الاصوات وتجاذباتها السياسية التي تاخذ بالاقتراب والتحالف تارة والابتعاد والاختلاف تارة اخرى وفي وسط التشاورات واللقاءات المعلنة والغير معلنة والاتفاقيات المبرمة والغير المبرمة لتشكيل حكومة الامل المرتقبة وتطبيق البرامج و(الوعود) الانتخابية التي قطعوها في سباق الانتخابات ، طرحت في بالي تساؤلات عديدة حول ما نطمح او يطمح اليه المواطن العراقي من البرلمان ومن يشغل مقاعده والحكومة الجديدة ومن يدير وزاراتها ويرأس وزرائها، ولكثرة الاسئلة وجدتها امنيات واقعية وليست خيالية ترتقي الى مطالب جدية من المؤسسة التشريعية والتنفيذية لذا فعلى من يتسنم منصب او مقعدا برلمانية ان يكون الملف الاقتصادي اولا امام عينيه ويبدأ بالحلقة الاكبر وهو ايجاد ارضية صلبة تتجسد في رسم ستراتيجية حقيقية للاقتصاد العراقي تنفذ وفق برامج وازمنة محددة ويبنى على هيكلية واضحة تكون فيها دراسة وتنمية وتعزيز الموارد الاقتصادية هو اهم الدعامات فيها ، نحن اليوم امام تحدي حقيقي في جعل الوزارات ذات الشأن الاقتصادي والتي لم يكن لها ثقلا سياديا في الفترة السابقة وزارات سيادية وعلى من يتولى العمل فيها من ذوي الخبرة والاختصاص وايضا من ذوي السوابق الادارية والانجازات الكبيرة التي بات يشار اليها بالبنان اليوم ، ربما كان الهاجس الامني هو اهم ما يعيق تقديم الخدمات للمواطنين في الفترة السابقة لكن تراجع التهديدات الامنية بعد سقوط رؤوس الشر واحد تلو الاخر يجعل الخط البياني للخدمات هو المتقدم فالخدمات الان هي هاجس المواطن الاول واهم مشاكله اليومية ابتدا من الكهرباء حتى مشاريع البنى التحتية من شبكات للصرف الصحي وايصال الماء الصافي الخالي من الاوبئة ورفع الثقل عن كاهل المواطن الذي صار نصف ما يتقاضاه يصرف على شراء مياه صحية ومعقمة، ثم يأتي بعد ذلك الملف الاقتصادي بكل حيثياته اذ ان تطوير واقع عمل الوزارات التي تدير موارد الدولة العراقية يحتاج إلى رؤى ومكاشفة ومهنية عالية فعلى سبيل المثال لا الحصر وزارة السياحة يجب اعطاءها اولوية كبيرة وجعلها من الوزارات السيادية لأن نصف واردات البلد الان يعتمد على السياحة وخاصة السياحة الدينية فمن غير الصحيح تهميش هذه المؤسسة بل لابد من الاهتمام بالسياحة الداخلية وتطوير البنى التحتية للمرافق السياحية الاثرية والحضارية والطبيعية والدينية من خلال فسح المجال امام الاستثمار الخارجي بلعب دور اكبر فالعراق بلد غني باثاره وحضارته الموغلة في التاريخ وطبيعته فالكثير من الاماكن السياحية الطبيعية اليوم مهملة ورغم هذا يرتادها الناس لأنعدام الاماكن الترفيهية الواسعة في المدن العراقية رغم وجود الاماكن الترفيهية الصغيرة داخل المدن العراقية فإن العائلة العراقية اليوم اذا ارادت الخروج في نزهة فلا تفكر في الابتعاد عن كثيرا عن مدنها لعدم وجود مرافق سياحية تلبي احتياجاته ونراها ترتاد المطاعم بكثرة مما دفع باصحاب المطاعم بتطوير مطاعمهم وجعلها مرفق سياحي يضم حدائق ومتنزهات والعاب اطفال وهذا الجانب يحتاج الى تطوير ودعم ايضا.

لو راجعنا حسابات الخزينة العراقية من واردات السياحة الدينية نجدها توازي تقريبا واردات النفط المصدر لكن هل هذه الارقام هي ارقام حقيقية او غير قابلة للزيادة ؟ الجواب كلا بسبب ان اعداد الزائرين اليوم بدأ بمنحني متدني او مستقيم دون صعود وهذا بسبب قلة البنى التحتية للعتبات المقدسة والمرافق السياحية في مدننا اذ يحتاج الزائر الى شبكة طرق واسعة وفنادق تتباين من الدرجة الاولى الى الفنادق البسيطة مع توفر ابسط متطلبات وحاجات الزائر الاجنبي القادم من الخارج وايضا يحتاج الى تسهيلات كبيرة ولعل مطار النجف الاشرف الدولي اليوم يمثل رافدا بل شريانا حيويا للسياحة الدينية في العراق وعلى الحكومة الجديدة وخاصة الوزارات ذات العلاقة بالنقل والسياحة التفكير مليا والعمل بجدية لتطوير واقع عمل المطار وزيادة عدد الرحلات القادمة اليه .

ومن القطاعات المهمة التي على البرلمان والحكومة القادميين ان تضع الحلول الجذرية والنهائية للكثير من مشاكلها هو القطاع الزراعي فسد الحاجة الداخلية للبلد من مختلف المحاصيل هو اهم مقومات نجاح الزراعة في العراق وتوفير اهم مستلزمات الزراعة والتفكير بطرق بديلة في السقي لشحة المياه تجعل من هذا القطاع رافدا مهما ايضا للاقتصاد الداخلي فالاكتفاء الذاتي وعدم استيراد محاصيل اساسية ودعم الفلاح وتشجيعه لزراعة كل المساحات الموجدة في ارضه هو مؤشر نجاح الحكومة القادمة في هذا القطاع الحيوي.

وعندما تبنى هذه المنظومة الاستراتيجية للاقتصاد العراقي وتتم عوامل استمرارها بعيد عن الصدمات الاقتصادية المفاجأة في العالم سوف لن يكون هناك ما نؤشر اليع بأنه بطالة هذا المرض الخطير في المجتمعع والذي يتراكم على وجود وتناميه الكثير من المشاكل الاخرى كالتهديد الامني والاجتماعي وتفكك اواصر المجتمع وعندما نفكر في هذه الافة الخطيرة يتبادر الى الذهن المخصصات ورواتب اعضاء البرلمان القادم والدعوات التي صدر من مختلف الجهات السياسية والدينية الى تخفيضها وجعلها في الحد المعقول لتقليص هذا الفارق الشايع بين رواتب البرلمانين ورواتب باق الموظفين العاملين في مختل الوزارات والقطاعات الحكومية الاخرى وممن لديهم سنوات خدمة اضعاف سنوات خدمة البرلماني لأكثر من دورة تحت قبة البرلمان وحتى الوزراء والدرجات الخاصة وهي دعوة ايضا الى تقليل هذه الدرجات الخاصة والتي نسمع بها كثيرا ووصلت الشبهات والاقاويل ان اصحاب هذه الدرجات لا يرتبطون بدائرة معينة او وقت معين للدوام بل يجلسون في بيوتهم وتصرف لهم رواتبهم كاملة مع المخصصات الباقية ، فلو تكفلت الدولة بحماية النائب وامنة له واسطة النقل من سيارات (واتمنى ان لاتكون ارتال من السيارات لكل نائب) ومنزل مجهز بكل وسائل الراحة اعتقد سوف يكون امينا ومبدعا على امانته النيابية ومخلصا لتطبيق برامجه الخدمية تجاه اهله ومواطنيه ومن حملوه هذه الامانة والتكليف تجاههم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الخزاعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/18



كتابة تعليق لموضوع : امنيات برلمانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net