صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

دول بريكس رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي القادم
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   منظمة عالمية من دول مختلفة وقارات مختلفة اجتمعت واسست بريكس وهو مختصر للحروف الأولى باللغة اللاتينية BRICS المكونة لأسماء الدول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم. وعقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع في ييكاتيرينبرغ ،روسيا في حزيران 2009 حيث تتضمنت الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.[2] وعقدت أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول "برهص" في يوليو/تموز عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة "الثماني الكبرى". وشارك في قمة "برهص" رئيس روسيا دميتري مدفيديف ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.وانضمت دولة جنوب أفريقيا إلى المجموعة عام 2010, فأصبحت تسمى بريكس بدلا من بريك سابقا.، وعدد سكانها يقارب 40 % من سكان الأرض  و تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة. و من المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا - و أن تشكل هذه الدول حلفًا أو ناديا سياسيا فيما بينها مستقبلا. أن "معدل النمو الاقتصادي في دول البريكس هو أعلى من متوسط المستويات لنظيره في البلدان المتقدمة منذالأزمةالماليةالدولية عام 2008، وبلغ معدل النمو الاقتصادي السنوي في الصين نحو سبعة في المائة، أعلى مما في كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا".الناتج المحلي الإجمالي لدول البريكس الخمس في العام الماضي، قد شكل 21.3في المائة من إجمالي الناتج المحلي العالمي  لقد كان من المتوقع أن يصل إجمالي الناتج الداخلي لأربع دول من البريكس إلى 8.7 تريليون دولار بحلول 2013، إلا أنه اليوم يفوق بكثير هذا الرقم، حيث بلغ إلى حدود 2014 ما يناهز 15 تريليون دولار. أما التباطؤ الاقتصادي الحالي فيعتبره الكاتب مؤقتاً، بل فرصة للانخراط في الإصلاحات المطلوبة، سواء تعلق الأمر بالبرازيل، أو بالهند التي أقدم فيها «مودي» على سلسلة من الخطوات الاقتصادية الرامية لتحفيز النمو، أو حتى الصين التي انخرطت في إعادة هيكلة اقتصادها للتقليل من انكشاف نموذجها القائم على التصدير  ، اذاً على المدى المتوسط والطويل، فلا يمكن إهمال الطاقة الكامنة الكبيرة للنمو في دولها بفضل تفوقها في عدد السكان والموارد والأسواق. والمعلوم ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وكذلك أوروبا وحدهمايتحكمان في اتجاه نمو الاقتصاد العالمي، وذلك بعد أن أصبحت تأثيرات الصين والهند والبرازيل أكبرفأكبر، وعلى الرغم من محافظة بعض الدول على النمو الاقتصادي السريع، إلا أن موضوع العصر الراهن مازال يتمحور حول التنمية ذات الطابع التعددي، وصيرورة الاقتصادات الناشئة قوة هامةلدفع تنمية الاقتصاد العالمي. ولاشك أن إدخال جنوب إفريقيا في المجموعة هدفه توفيرمدخل إلى الأسواق والموارد الإفريقية، وفي كل الأحوال فإن العلاقات الاقتصادية للبريكس مع بعض البلدان الأفريقية قد عجلت بارتفاع القيمة الأفريقية والتي يرى الكثيرون أنها إشكالية، لأنها تقلل المشاكل الهيكلية التي تواجهها القارة، وقد ساعدت زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الأخيرة من قبل دول كالصين والبرازيل وأفريقيا على تحسين المؤشرات الاقتصادية للعديد من البلدان الأفريقية، مما أدى إلى نشاط نادر حول الآفاق الاقتصادية المستقبلية في القارة. تعكس استراتيجيات بلدان «البريكس» في التنمية الوطنية لعبها دور الوسيط بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة خاصة في المؤسسات المتعددة الاطراف. يغيب الجانب القيمي او الاخلاقي بسبب نقص الموارد المتوافرة التي تمنحها القدرة للعب دور اكبر على مستوى العالم. لذلك تستبدل هذه الالتزامات القيمية بسياسة بناء التحالفات في المؤسسات الدولية متعددة الاطراف لتبرز كمدافع عن حقوق البلدان النامية عبر استخدام خطاب عالم ثالثي بطولي في وجه البلدان الغنية. تنطلق سياسات بلدان البريكس من تقويم مسبق لمدى اهمية القضايا بالنسبة للاستراتيجية الاميركية. ويرتكز هامش الحركة في المقام الاول على تقويم صانعي السياسة في بلدان «البريك» (تحديداً الصين) لمدى انعكاس قراراتها على الاستراتيجية الاميركية بحيث لا تؤدي هذه القرارات الى تدهور في العلاقة مع الولايات المتحدة . ومن المعلوم ان التوتر بين بلدان «البريكس» وقوى الهيمنة في الفهم المختلف للمعوقات والفرص في النظام الدولي. لذلك يرتبط التوتر بالبنية، حيث ينظر الى موقع الولايات المتحدة البنيوي على انه يمثل عقبة امام ارتقاء البريكس، وهذا ما يؤدي الى رفض التحالف التلقائي مع واشنطن.دول بريكس تحاول ارساء قواعد نظام عالمي جديد بعيداً عن ايقاع اللاعيب التقليديين  الذين ارسوا الانظمة السائدة التي كرست هيمنة القوى الغربية مم اوجد فجوة بين الاغنياء والفقراء ..وقد تستطيع دول البريكس استناداً لبعض نظريات التطور التاريخية حول صعود الامم وهبوطها . وقيادة الاقتصادالعالمي يعتمد على من يملك اكبر قوة اقتصادية ذاتية وبريكس اذا تكاملت وحدتها واراداتها ومواقفها سوف تحقق تلك الاهداف التي بنية على اساسها هذه المجموعة الدولية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/28



كتابة تعليق لموضوع : دول بريكس رقماً صعباً في الاقتصاد العالمي القادم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net