صفحة الكاتب : علاء الخطيب

جسدنا الشيعي مصاب بالايدز
علاء الخطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يكن الأكراد والسنة يمتلكون الذكاء لتمرير ما يريدون من قوانين واشتراطات على التحالف الشيعي لكنهم وجدوا جسدا مصاباً بفقدان المناعة المكتسبة, جسدا لا يمتلك هوية واضحة ، يبحث عن الهويات الفرعية  والمعارك الجانبية  ولا يستطيع مقاومة ما يداهمه مِن أمراض،لان أعضاء هذا الجسد مشغولون بحماية أمتيازاتهم  ومملكاتهم الخاصة , فلم يعيروا بالاً  لقواعدهم الشعبية فأصبحت هذه القواعد عرضة للافاقين والكذابين تارة وللفاسدين والنفعيين تارة اخرى,  فلو استعرضنا ما مر على هذا الجسد من أوبئة وجراثيم فكرية ومذهبية ، وهو مستسلم لا يبدي حراكاً , لشخصنا أن هناك خللاً يجب معالجته لو ببتر أحد الاعضاء, لانه آخر الدواء, فمنذ سقوط النظام السابق  والى يومنا هذا  أوضحت لنا الاحداث أن هناك غياب تام للمشروع الشيعي, وان تخبطاً يضرب هذا الجسد الذي فقد صوابه في كثير من الاحيان وأصبح غير قادر على الحركة ,  فعلى المستوى العقائدي ارتفعت كثير من الاصوات النشاز تدعي المهدوية وظهر جمع من المشعوذين من خلال الفضائيات المدعومة بأموال السحت  والتي تنخر بالجسد الشيعي ومحسوبة عليهم كقناة  ياسر الحبيب المدعوم من السيد صادق الشيرازي والله ياري المدعوم من المخابرات  الامريكة وغيرها من القنوات التي تروج لفكرة اللقاء والسفارة للامام المهدي , ولم تكن هناك اي معالجات موضوعية لها  وسببت جروحاً غائرة في الجسد الشيعي , فعلى سبيل المثال توجد مكاتب رسمية في النجف وكربلاء وغيرها من المدن لهذه القنوات وعلى مرأى ومسمع الجميع من رجال دين وساسيين وغيرهم , اما أحداث الزرگة  وبعدها الدعوات المهدوية  كاحمد بن  الحسن والصرخي واليماني وغيرهم كلها شواهد لهذه الفوضى العقائدية, وكل واحد من هؤلاء أخذ من جسدنا مأخذاً وترك فيه ندوبا كبيرة ، ولم نرى اي ردة فعل من جهاز المناعة  للوقوف بوجه هذه المجاميع ، فرغم وجود الحوزة العلمية النجفية وعراقتها الا انها لم تستطع ان تضبط حركة الافتراء والتزييف في الجسد الشيعي   ثم انتقلت الهويات الفرعية الى هويات العوائل المتنافسة على الزعامة فراحت تحث الخطى على تأسيس مجدٍ شخصي لها وتسابقت على تسمية الشوارع ورفع الصور وتأسيس المؤسسات التي ترتبط بها وليس بالوطن, فكم من معركة دارت بين العوائل من اجل صورة هنا وصورة هناك. وكم من دماء سالت من اجل مكان للصلاة هنا او هناك وكم من الامكانات اهدرت وذهبت الى الفراغ وكم  من الكوادر والطاقات اهملت وهمشت بسبب عدم الولاء لهذه العائلة او تلك وبالتالي تسلم كثير من المتملقين لهذه العائلة او تلك  مناصب كبيرة دون استحقاق ولعل الانجاز الوحيد لاصحاب هذه  المناصب هو حبهم وولائهم لآل فلان او لآل فلان, ووصلنا الى ما وصلنا اليه, وفرطنا بطاقاتنا وكوادرنا التي قدمت خدماتها على طبق من ذهب لهذا الجسد دون ان تُستغل . فمتى نتخلص من معاركنا الجانبية ونعي خطورة المرحلة التي تمر بنا كما نعي أهمية الفرصة التي اتيحت لنا لنكون . متى نفكر بمشروع ذو هوية شاملة . 
إن فقدان المناعة في الجسد الشيعي اوصل لنا رسالة خطيرة تقول ان الشيعة لا يفقهون الحكم , لقد تمكن خصومنا وبمعونة قياداتنا  المنشغلة بذواتها ان يلحقوا بنا الهزيمة الداخلية وفي عقر دارنا , وهي اخطر انواع الهزائم كما يقول الإمام مير المؤمنين عليه السلام (  فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا) , ولم يبقى لنا إلا أمل واحد بعد الله هو أبطال الحشد الشعبي الذين يحاولون اعادة الثقة والهوية لجسدنا ويخلقون جهازاً جديداً للمناعة دون ان ينشغلوا بامجادهم الشخصية وسيذكرهم التاريخ في صفحاته الناصعة . 
 ومهما تكن  عند امرئ من خليقةٍ   وإن خالها تخفى على الناس تعلم. 
لسان الفتى نصفٌ ونصف ٌ فؤاده   ولم يبقى إلا صورة اللحم والـــدم 
 
25/05/2015

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الخطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : جسدنا الشيعي مصاب بالايدز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net