صفحة الكاتب : امير الصالح

قُتل اصحاب الاخدود ....وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود
امير الصالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 وقوفا عند مصطلح كافر ومؤمن الذي اُزهقت بأسمه الارواح واستحلت بعض الجماعات اعراض واموال ودماء البشر على مر الدهور .
لعل التصنيفات  لدى الجنس البشرى هي من المصطلحات شائعه الاستخدام في كل الايدلوجيات ، بما فيها الغير الدينيه.  لابل حتى الملحده ... فهناك ستاليني الهوى مؤمن  بنظريات ستالين وهناك  شخص اخر كافرا بها ؛ راجع كتاب التفكير السليم و التفكير الاعوج في توظيف اللغه و المعاني.
وجهه نظري  انه اذا كان التصنيف الايدلوجي بهدف التصنيف النظري الموجه الاستخدام والتوظيف في مجال الحقوق و الواجبات ،  فهذا  المعنى معمول به في كل شي في عالمنا الحاضر والقديم ، كأن تقول   هذا انسان اماراتي وهذا انسان غير اماراتي .  لانه هناك حقوق وهناك واجبات بناء على التصنيف التجريدي. فلكونكً هولندي، مثلا ، تتمتع بحقوق داخل وطنك ، هولندا؛  وبكونك سائح او زائر لهولندا فلن تتمتع بتلك الحقوق . المشكل العويص هو ان التصنيف الذي يُبنى عليه  افعال عدائيه من قبل فصيل ضد فصيل او مكون ضد مكون  ، و الخطر اذا نسب ذاك التصنيف الى الله العلي العظيم المؤطر في العرف البشري باسم الدين من قبل جهات مشكوك في كل تصرفاتها واجنداتها.  التاريخ يحدثنا عن حروب صليبيه شرسه هُتكتك فيها كل القيم الانسانيه باسم الدين المسيحي آنذاك . وكذلك التاريخ يحدثنا عن محاكم تفتيش نُصبت في اسبانيا وتذبح على منصة محاكمها كل البراءه  الانسانيه بدم بارد . وحاليا نعاصر مجاميع بشريه تدعي انتماءها للاسلام و تعمل ليل نهار لتصنيف المسلمين بهدف تصفيتهم  جزء جزء على مراحل وفي ذات الوقت التوسع الجغرافي بوطئ اراضي من استحلوا دماءهم ونهب الثروات وفرض الروئ  واستحلال المحارم وتُنصب نفسها على انها الحاكمه باسم الدين وان الحق كل الحق  محصورا بيدها وفي فهمها وتفسيراتها لوحدها !!!!
 
المدارس الفكريه في الاسلام كثيره ولكن بالاجمال تاريخيا كانت هناك مرجعيه التفعيل لمقاربه الامور الحساسه ك  الدماء والاموال و الاعراض . كانت المرجعيه التفعيليه ( القوه التنفيذيه و التشريعيه ) شبه محصوره بالحاكم  الفعلي آنذاك . وليس كما يرصد الان من عنف فردي يطلقون البعض عليه جهاد فردي . نعم اختلفت المدارس  الفقهيه الاسلاميه بتعريف الحاكم و ولي الامر منذ رحيل الرسول الكريم (ص)  ؛ تسأل ومايزال يتسأل البعض : هل الحاكم هو من اتى ولو بالسيف ام  يجب ان بكون معين و فرضه الله  بالنص و التعيين على لسان النبي محمد (ص) ؟
جردت مدرسه الشورى بكل صورها الحكم من ايدي اصحاب اتباع النص.
مرت التجارب ومازالت ل مدرسه الشورى بكل الوانها من الشورى العامه و الشورى الخاصه و التعيين مرورا من نمط  توليفه اهل الحل و العقد  وانتهاءا بتوليفه الحكم بالغلبه.
هُمش اصحاب نظريه الحاكميه بالنص وتمادى بعض اتباع نظريه الحكم بالغلبه ليبرزوا سيوفهم ويغمدوا خناجرهم في بعض قلوب اصحاب رأي الحكم بالنص .
نعم غُيبت حقائق و عمل على تغييب  النقاش المثمر وتُرك الامر محل حوار الطرشان لاسباب مختلفه والحقيقه في هذا الشأن كما اي شأن آخر اُهمل او حُجب او دُفن  من اجل حفنه دراهم او سلطه مكان او امتيازات زمان . وسُجل ومايزال يُسجل وثوب وقفز الكثير من الحركات المتأسلمه طمعا في الحكم .  
مع امتداد الزمان وظهور قوى عالميه ، تفتت حكم الشورى  الى دويلات و استطاعت تلك القوى العالميه  ان تقسم كل دول حكم الشورى الى دويلات .
خسر كل الجمهور سواء الحكم بالشورى او دعاة الحكم بالنص الارض  لغلبه الاجنبي على الجناحيين  .
استطار حكم اهل القوه العالميه وسخروا كل حنكتهم السياسيه والماليه و العسكريه للولوغ في دماء اهل القبله بكل ما استطاعوا . واستطاعت تلك الدول ان توظف كل الخلافات بين تلكم المدارس الاسلاميه خير توظيف . فمزقت كل المشرق الاسلامي و اخضعت كل المغرب  الاسلامي واخرست الناطقين بالحق  وقتلت القلب من العالم الاسلامي وزرعت اقوام آخرين في ارض القلب . كان صوت الجدال و التحسر قد بداءت على مفكري المدرستين في نظريتا الحكم الاسلامي ، فتحركوا من اجل التقارب وايجاد صيغ مشتركه للنهوض .  
احست تلك الدول العالميه  فصنعت واحاكت كل وسائل الاعلام لتهميش واحباط كل المحاولات الامينه و الصادقه للنهوض . 
الاشنع انه في الاونه الاخيره  طورت تلك الدول استليب توظيف خبراتها التراكميه في زرع الفتن ، حتى نححت في ان تغُيب دور كل المدارس الفكريه الاسلاميه الرائده المعروفه و المتعارف عليها في صدر التاريخ  الاسلامي وطغى صوت جديد يُعرف اعلاميا ب الحركات الجهاديه السلفيه التى يُؤمن اعضاءها بالعنف ابتداءا وفرض الرأي بالقوة كاداه واحده و وحيدة  . على النقيض من تلك المدرسه العنيفه ، وبدون اي مباهاه او الخاس الاخرين حقهم ، كانت وماتزال المدرسه الاسلاميه الاماميه الاثنى عشريه  المنسوبه للامام جعفر بن محمد بن  علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) تؤمن وطيله الدهور والعصور  بان الحق المطلق  في مجال الدين محصورا في من نص الله عليهم بالامامه  على لسان النبي الاكرم (ص) وان الدين حسن الخلق و الدين حسن المعامله قولا وفعلا  .وهذه النصوص الالهيه  في حق الامامه لم تُفعل من البعض لاسباب كثيره وكان ومازال الفهم القائم لدى المسلمين الشيعه الاثنى عشريه  بان  كل امور المسلمين لاسيما الجهاد الابتدائي مرجوعه لمن نُص عليه بالامامة . ولذلك لم يتفلت ولن يتفلت مؤمن  ينتسب الى الامام جعفر بافكار وتعاليم تروج او تلطخ يدها او تهتك حرمه دماء الاخرين . نعم الحكم في الجهاد الدفاعي موجود وهو لدفع العدو المتربص عن ايذاء المؤمنين او الاستيلاء على اراضيهم او اموالهم او اعراضهم . 
وهنا اقول وبكل فخر بان اتباع  الامام جعفر (ع) نجحوا بان يعضوا على دينهم بالنواجذ وان قُتلوا او نُفوا او شُردوا او صُلبوا ولم يكن في ذمتهم محجه دم لمسلم وعلى امتداد تاريخ الاسلام  من بزوغه الى يومنا هذا .
لقد سَوم الاخرين باطيافهم المتعدده اتباع آل بيت النبي محمد (ص)  انواع العذاب من افتراءات و شتم في كل الاذاعات الرسميه والغير رسميه و طبع الكتب و المجلات التي تستنقص حقوقهم . وانتشر هذا الداء الى ان سجل الاقصاء للشيعه الجعفريه عن الوظائف الرسميه الهامه و التضييق في الرزق والتطفيش  في اعمالهم و التطنيش لمطالبهم التهميش في معظم دوائر اوطانهم، وقد  تطول القائمه من اعتقال للبعض ونفي للاخر و... . بينما الاخرين ولا اخصص احدا بعينه الا الدواعش في الوقت الراهن  ، ايديهم ملطخة بالدماء و نهب الاموال و الاعتداء على الحرمات . ومع  كل الخزي الذي يسطرونه ليل نهار  ( راجع كتاب وعاظ السلاطين للكاتب علي الوردي ) لازالوا يطالعوننا بكتاباتهم و محاضراتهم  وتصريحاتهم المتناقضه ظننا بان السماء تُستغفل او ان ذاكره الملائكه تنسى . على ضوء الفعل الاجرامي و الارهابي الذي وقع على المسلمين الشيعه في مسجد الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام ب قريه القديح بمدينه القطيف ب المملكه العربيه السعوديه وتبني منظمه الدوله الاسلاميه بالعراق و الشام المعروفه ب اسم داعش اطل علينا الصحفي الاعلامي السعودي الشهير  داود الشريان  بمقاله سلطت الضوء على بعض الظلامات التى تقع في حق المواطن المسلم الشيعي في وطنه من اجهزه رسميه كوزاره التعليم و الاعلام و المساجد و الصحف الرسميه بتحريضها ضد المكون الشيعي . تجدون الرابط هنا للاطلاع 
اقل الايمان ( الحزن يلف القديح مجددا) هو عنوان المقاله
alhayat.com/Opinion/Dawood-Al-Sheryan/9284780/%D8%A3%D8%B6%D8%B9%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-
وارجو ايضا التامل في احصائيات العمليات الانتحاريه التى سجلت في الشرق الاوسظ ومن هم الفاعلين ومن هم الضحايا . 
بُنقل عن احد المواقع المتخصصه انه : 
خلال 18 عاما قام "الجهاديون" بـ168 هجوما انتحاريا ضد الصهاينة الذين استباحوا الأرض والعرض ب فلسطين وماتزال .
بينما ومن عجيب الامر ودواهي الزمان   أستهدف المسلمين  خلال  عام واحد  
 2014، وقع 592 تفجير انتحاري في الشرق الأوسط ضد الشيعة ( النصيب الاكبر من الضحايا )  أو أقليات اخرى .
هل لك اخي القارئ المنصف ان تتصور هذا العدد الهائل من العمليات الانتحاريه  في عام واحد. وهو يفوق ما نُفذ ضد أسرائيل في 18 عاما بمراحل.للمعلومه  نصيب العراق من التفجيرات كان الأكبر بـ3400 ضحية أغلبهم مدنيين..
نفذت العمليات في المساجد و الأسواق و المتنزهات  العامه وسط صمت مشبوه من بعض المشايخ و بعض اجهزه الإعلام الرسميه والتجاريه في معظم الدول حتى التو تدعي بحريه الصحافه !! 
اما الباقي فهو موزع كالتالي :
- 29 عملية باليمن
 14 عملية فب لبنان
 41 بسوريا
 3 بمصر و
124 بأفغانستان!
فمن هو العدو حقا
 
ألم يسمعوا هولاء القوم بقوله تعالى:
"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"
يجب الاعتراف الكامل و الصريح  و الخروج من الصمت المطبق وتجريم الفكر التكفيري الداعشي السلفي الجهادي  الذي ربى أجيالا على استهداف اهل الاسلام  دون غيرهم .
 
الفاتحة لارواح موتانا وموتاكم وشهداء القديح و الدالوة والعراق ولبنان و باكستان و سوريا ومصر وتونس و.. و..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امير الصالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : قُتل اصحاب الاخدود ....وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net