صفحة الكاتب : علاء كرم الله

بين مدير المدرسة في ميسان ومس لودا في هولندا؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يبق شيء في أي مفصل من مفاصل حياتنا اليومية، وفي كل وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها ألا وأصابه الخلل والعطب والتشوه والفساد  حتى صار من الصعب أصلاح ذلك!.أحداث العراق اليومية كثيرة وعلى كافة الصعد وكلها مليئة بالأحباط والخوف والقلق والترقب بأنتظار المجهول القادم!، وطالما تنسينا الأحداث  الجديدة وما تحمله من فواجع وغرابة ،الأحداث التي سبقتها مهما كان حجم تلك الأحداث وصورتها وشكلها .فقبل أكثر من شهرأنشغلت كل وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي والشارع العراقي بمشاهد (الفديو) الذي أظهر كيف يقوم مدير أحدى المدارس الأبتدائية في محافظة (ميسان) بمعاقبة  مجموعة من التلاميذ في  المرحلة الأبتدائية ( الصف الأول والثاني الأبتدائي)!، والغريب في المشهد هي تلك القسوة المفرطة التي عاقب بها ذلك المدير التلاميذ (جر الأذن، والضرب بالمسطرة والجلاليق بكل قوة!! والذي رافقه السب والشتم ، كما ظهر على فم المدير! حيث كان الفديو بدون صوت)، المشهد أثار حفيظة كل من شاهده حتى لو كان قلبه من حجر!. وأعتقد أن هؤلاء التلاميذ لو كانوا بيد (يهودي)! أقول لربما رأف بهم وتركهم لكونهم أطفال واكتفى بتوبيخهم، فليس من الرجولة ومن الخلق الأنساني والتربوي التصرف معهم بالصورة التي أظهرها (الفديو). حينها أتصل بي أحد معارفي الذي يعيش في (هولندا)، وكان متأثر جدا للمشاهد التي أظهرها (الفديو)، وقال أي بشر هذا، وهل هذا هو الأسلوب التربوي في التربية والتعليم لهؤلاء التلاميذ الأطفال، أين الحكومة أين وزير التربية من كل ذلك؟!، ثم قال (أنتوا وين والدنيا وين!!!، أتعلم أن المعلمة في المدرسة التي يدرس فيها أبنائي وأسمها مس /لودا/ تنتظر التلاميذ صباحا كل يوم أمام الصف وتقوم بمصافحة وتقبيل كل تلميذ واحدا واحدا وبلا أستثناء، مع أبتسامة كلها رقة وعذوبة وأنسانية وأمل، ونفس الشيء تفعله عند انتهاء الدوام، حتى ان ولديه لا يرغبون بالعودة الى البيت! ويودون البقاء في المدرسة، ويقول  أن مس /لودا/ تعيش معنا في البيت!!،فدائما نسمع من أبنائي، هكذا قالت مس لودا وهكذا علمتنا، وهذا مس لودا تقول خطأ، وهذا صح وغيرها من أمور كثيرة  فهم متعلقون ومتأثرون بها أكثر من تعلقهم بنا!!).الى هنا أنتهى كلام قريبي الذي يعيش في هولندا وتعليقه على الفديو. أقول لا مجال للمقارنة بتاتا بين العراق وبين هولندا في كل شيء ولكن الشيء بالشيء يذكر كما يقال.فهولندا تسمى بلد الزهور والورود ونحن بلد الأوساخ والبيئة الملوثة، وهولندا بلد السلام والمحبة والهدوء أما العراق فهو بلد الخوف والموت والفساد والحروب. مع الأسف نحن نقول ذلك ولكن هذه حقائق لم تعد خافية على العالم أجمع، والأهم لاتوجد في هولندا طبقة سياسية حاكمة كالتي عندنا والتي كانت وراء كل المصائب التي لحقت بنا منذ 2003 ولحد الآن!! بغض النظر عن أختلاف النظام السياسي فهولندا مملكة والعراق نظامه جمهوري. فالمدارس هناك هي روضة من رياض الجنة بجمالها ونظافتها ، والمعلمات هناك كأنهن ملائكة بجمالهن ورقتهن وأبتسامتهن حسب ما ذكر لي ذلك قريبي، والأهم أخلاصهم وتفانيهم بعملهم. (وبالتالي الناس على دين ملوكهم والأنسان أبن البيئة التي ينشأ ويعيش فيها).نعود الى صلب موضوعنا والى مدرستنا ومديرها في محافظة ميسان ونسأل: لماذا عوقبوا التلاميذ بهذه العقوبة الجماعية الرهيبة؟! وما هو الجرم الذي أرتكبوه لكي يعاقبوا بهذه الصورة من القسوة واللاأنسانية؟ وماذا فعلت الحكومة ممثلة بوزارة التربية؟ وبعد أن شغل الموضوع الشارع العراقي كله! ماذا حل باللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة الموضوع ؟ وهل فعلا تم أرسال اللجنة لمتابعة الموضوع الذي أثار كل عواطفنا وهزضمائرنا وكل ما تبقى من أنسانيتنا؟ وأين تقرير اللجنة؟ أم أن ردة الفعل الحكومية حينها كانت كزوبعة في فنجان لأمتصاص غضب الشارع العراقي؟!. أقول أن الموضوع طواه النسيان مع الأسف!! لأنه دخل في بطن الحوت! وأقصد هنا( تشكيل لجنة)؟! فكل العراقيين يعرفون أن أي موضوع يراد له أن ينسى وينتهي ويطويه النسيان تشكل له لجنة!!. أخيرا أقول، في العراق لك ان تفعل ما تشاء، تقتل ، تسرق ، تنهب ، شرط أن تكون ورائك عشيرة قوية ولديك بعض المعارف الفاسدين الواصلين والعاملين في دوائر الدولة مدنية كانت أم عسكرية!! ، ثم تتوج وتغطي كل ذلك بأن تتكلم بلغة الدين، وتتكأ على عمامة سوداء أم بيضاء لايهم!!، عندها لا تخف فلا قانون وقضاء يجرمك ولا عقوبة تطالك!!!؟، فلا ندري من يقف وراء مدير المدرسة في ميسان صاحب الجريمة بحق الطفولة؟! الذي طوى موضوعه طويا!!؟ وكنا نتمنى أن يتم معاقبته بعقوبة شديدة وعبر وسائل الأعلام  ليكون عبرة لغيره، ولكن ما بأيدينا حيلة كما يقال فنحن ومع الأسف في بلد الفوضى والضياع والخراب واللاقانون ونحن فعلا في بلد ( كلمن أيدو ألو) وحسبنا الله ونعم الوكيل.     

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/25



كتابة تعليق لموضوع : بين مدير المدرسة في ميسان ومس لودا في هولندا؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net