صفحة الكاتب : اياد السماوي

مصلحة العراق مع المحور الروسي الإيراني السوري
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يعد هنالك مجالا للاستمرار والوثوق بالدور والوعود الأمريكية , ولم يعد لدينا متّسع من الوقت في الوقوف متفرجين على ما يقوم به الحلف الأمريكي السعودي الإسرائيلي في المنطقة , فأهداف هذا الحلف الشيطاني التي تنفذها داعش , أصبحت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار , فلم يعد من المنطق ولا من الحكمة ولا من المصلحة الوطنية أن نلهث كالكلاب وراء السراب الأمريكي , ومن لم يؤمن أنّ داعش هي أداة هذا الحلف الشيطاني وذراعه في تدمير بلدان المنطقة وتقسيمها , فعليه أن يتنّحى جانبا , وهذا الكلام موّجه بشكل خاص للقائمين على رسم وإدارة ملف السياسة الخارجية العراقية , فقد بات واضحا أنّ أمريكا لن تقوم بتسليح العراق بالطائرات المقاتلة الحديثة ووسائل الدفاع الجوّي والأسلحة الثقيلة التي تؤّمن للعراق الدفاع عن أرضه وسمائه وأمنه واستقراره ونظامه السياسي , ولم يعد خافيا على أحد أنّ التحالف الدوّلي الذي تقوده أمريكا في الحرب على داعش هو أكذوبة يراد منها تمرير المشروع الصهيوني في المنطقة وتمكين داعش من الاستمرار بقضم الأرض شيئا فشيئا حتى تتمكن من احتلال بغداد وإسقاط النظام القائم , كما ولم يعد خافيا على أحد أنّ أمريكا تسعى لتقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات متناحرة ومتقاتلة على الحدود والمياه والثروة , ولم يعد سرّا أنّ أمريكا وإسرائيل والسعودية هي في حالة حرب مباشرة مع الشيعة في المنطقة , فالذي يهدد الأمن الإسرائيلي ليس داعش والسعودية ودول الخليج وتركيا , بل هي إيران وسوريا وحزب الله في لبنان والشيعة في العراق واليمن .

وفي المقابل يلمس القاصي والداني ما تقوم به الشقيقة إيران من دعم في تقديم السلاح والعتاد والرجال للعراق في حربه القائمة مع داعش ذراع أمريكا وإسرائيل والسعودية في المنطقة , والتضحيات الجسام التي تقدّمها بالرغم من الحصار الجائر المفروض عليها , وإذا ما أردنا أن نقف على حقيقة الدورين الأمريكي والإيراني في العراق , فهذا سيقودنا إلى استنتاج خطير أنّ الولايات المتحدّة الأمريكية قد انحازت بالكامل لمعسكر أعداء العراق , فالواقع يقول أنّ كل الوعود الأمريكية بالحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونظامه القائم , ما هي إلا أكاذيب تختبأ ورائها أهداف شيطانية خطيرة , ولهذا فالمطلوب من القيادة السياسية العراقية أن تضع مصلحة العراق العليا فوق كل الاعتبارات وتغيّر من سياستها الخارجية الحالية , ومصلحة العراق هي في الانضمام  للحلف الآخر , الروسي الإيراني السوري , وأي تباطئ في الانضمام لهذا الحلف سيكون على حساب أمن واستقرار البلد واستمرار نزيف الدم العراقي الشيعي , فليس هنالك من بديل أو خيار آخر , فالحرب الطائفية التي تقودها السعودية ودول الخليج وتركيا في المنطقة , لم تترك لنا مجالا لاختيار الجانب الوسط , فالحرب المستعرة رحاها الآن تدور على أراضينا ومدننا , والدماء التي تسيل يوميا هي دماء أبناء شعبنا , ولا بدّ من اتخاذ القرار الصائب قبل فوات الأوان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/22



كتابة تعليق لموضوع : مصلحة العراق مع المحور الروسي الإيراني السوري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net