صفحة الكاتب : مرتضى المكي

احنه غير الحشد ما عدنه وسيله
مرتضى المكي
منذ ولادتي, كانت أمي وهي ترضعني حليبها الطاهر, تزج في أسماعي أنشودة (احنه غير حسين ما عدنه وسيله), كنت متشوقا في كل مرة لسماعها, حتى كنت أطلب الحليب متحججا بالجوع, لكنها كانت تطربني إلى أن أشعر بالنعاس, لأجد نفسي غارقا بالنوم.
عندما كبرت بدأت أدقق في أصل تلك المرثية, التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي, وبدأت أبحث عن تفسير كلماتها التي نقشت على جدار ذاكرتي, فالقصيدة أطلقت في زمن اضطهد فيه الشيعة, لتزلزل الجو في ذلك الوقت, وتشرح كيف يستنجد الشيعة بإمامهم, الذي قضى نحرا منذ مئات السنين, وكذلك كيف ذخروا لهم ارث عظيم ينجيهم يوم لا ينفع لا مال ولا بنون.
تلك المرثية أصبحت شائعة إلى أن بتناقلها الكبير والصغير, لما فيها من ثورة عظيمة, فتوالت الأيام والأزمان, وعاش الشيعة من اضطهاد إلى اضطهاد وبقوا يرتلون تلك القصيدة, التي أصبحت أنشودة الثائرين, فيمر شيعة العراق اليوم بحملة بربرية هوجاء, لو فتح لها العنان لأكلت الأخضر واليابس, ولخلفت وراءها آلاف الشهداء والأرامل والأيتام, فوق ما نحن عليه.
وصل السيل الزبى, فأطلق القائد فتواه, فبرز ليوثا أطلقوا على اسمهم حشدا, نعم إنهم أبطال الحشد الشعبي, إنهم أبناء الحسين الذين استلهموا من سيد الشهداء؛ كيف يضربون بأقدامهم الأرض فيزلزلونها, وكيف يرتقوا على أجنحة الملائكة ليطرزوا أروع حروف البطولة والنصر.
الشيعة اليوم؛ لا وسيلة لهم إلا هو تعالى والحسين والحشد المرجعي, الذي استلهم قوته من القائد الحسين(ع), فنراهم ما إن عزموا على تحرير منطقة إلا ومفتاح النصر أضيف إلى خانة الانتصارات, وكذلك نرى الجميع اليوم يستنجد بأبناء الحسين(ع), ويتخذوهم وسيلة من بعده تعالى لتحرير المناطق؛ التي استحوذ عليها أبناء الشرك والفتن, لنستسل عنوانا جديدا من تلك المرثية الخالدة, لتكون بصورتها الجديدة (احنه غير الحشد ما عدنه وسيله).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى المكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/21



كتابة تعليق لموضوع : احنه غير الحشد ما عدنه وسيله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net