صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الأكراد وحلم الدولة الكردية
مصطفى الهادي
قبل اسبوع عاد مسعود البرزاني من امريكا خائبا بعد ان تم استقباله اولا من قبل موظف في وزارة الخارجية الأمريكية في المطار، ثم التأكيد الامريكي على وحدة العراق وعدم رغبة امريكا الدخول في مشاكل مع تركيا وإيران في الوقت الحاضر. فما على مسعود البرزاني إلا اشعال المنطقة بحريق يُبرر له تحقيق حلم كردستان الكبرى. وبمجرد ان عاد مسعود من امريكا، رمت فتاة كردية بنفسها من الفندق المنطقة الكردية في إيران بحجة ان حرسا ثوريا حاول اغتصابها، مما اشعل الشارع الكردي بالمظاهرات، ثم قيام مسعود باطلاق سراح بعض زعماء الحركة الكردية التركية. وهذا يدل على أن الرجل لا يهمه ان يشعل المنطقة بنار لا يخمد لهيبها من اجل تحقيق مصالح العشيرة البرزانية الضيقة التي تحكم الاكراد بالحديد والنار. مسعود هذا الذي لم يحصل حتى على شهادة السادس ابتدائي قضى عمره هائما في الجبال بعيدا عن الحضارة والمدنية يخطط اليوم بمساعدة إسرائيل على قيام كردستان الكبرى. 
 
فما هي قصة كردستان؟ 
أحلام واوهام تسببت في طرد شعب والاستيلاء على ارضه وتشريده في كل زاوية هذه هي احلام اليهود التي لم يتفق اليهود عليها واختلفوا كما تذكر اكثر المراجع شعبٌ غامض لم تكن له ارضٌ معينة يعيش متنقلا في خيام وبيوت من الشعر كما تذكر توراتهم . فهم منذ زمن (يابال) كانوا بدو رحّل سفر التكوين 4: 20 (( يابال الذي كان أبا لساكني الخيام ورعاة المواشي)). وحتى زمن يعقوب كانوا يسكنون الخيام سفر التكوين 25: 27 ((ويعقوب إنسانا كاملا يسكن الخيام)). وإلى زمن داود كانوا كذلك كانوا في الخيام والصحراء : سفر صموئيل الثاني 11: 11((فقال أوريا لداود: إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام، وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء)).
 
وكانت وصية جدهم الأكبر بأن يسكنوا الخيام لأنهم امة جبانة لا طاقة لها بالحرب والخيام لا تجعل لهم مكانا معروفا فيتعرضون لهجوم الاخرين وهم يقولون ذلك في توراتهم سفر إرميا 35: 6 ((لأن أبانا أوصانا قائلا: لا تبنوا بيتا، ولا تزرعوا زرعا، ولا تغرسوا كرما ، بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم، على وجه الأرض التي أنتم متغربون فيها. فسكنا في الخيام، وسمعنا وعملنا حسب كل ما أوصانا به يوناداب أبونا)).
وكان اليهود معرفين بذلك حتى زمن قريب كما نرى سفر القضاة 8: 11 ((وصعد جدعون في طريق ساكني الخيام)). فقد كان هذا اسمهم الذين اشتهروا به. ولكن في ليلة وضحاها اصبح لليهود حلم دولة بدأ يكبر بمرور الايام إلى أن استقر على أرض فلسطين الأرض التي كانت تفيض خيرات كما يقولون عنها : (أرض تفيض لبنا وعسل) . 
وهكذا هم الاكراد اليوم الذين جاؤوا هاربين من جبال زاكروس احتلوا أرضا وقتلوا شعبها الاشوري وهم الآن يُنادون بها وطنا لهم ؟! 
 
كيف تكون وطنا لكم وانتم لم تأتوها إلا قبل مائتين من السنين؟ هل قلعة أربيل كردية لا بل هل اربيل كردية؟ او السلميانية كردية ؟ 
 
فطبقا للمدونات الآشورية فإن تاريخ بناء مدينة أربيل يعود إلى بضع آلاف من السنين، ولا يعرف بالضبط من بناها، ويعود أصل تسميتها التاريخية على ما يرجح اما إلى السومريين أو إلى تسمية الآشوريين للمدينة (أربا ايلو) أي أربعة آلهة لأنه كان يوجد على القلعة معبد فيه أربع الهة، وهي كتابة وجدت في المدونات الآشورية. فلم يكن للاكراد اي دور في بنائها. 
 
واما قلعتها فيعود تاريخها إلى عصر الاشوريين أيضا والى حوالي الالف الأول قبل الميلاد، بنيت أساسا لأغراض دفاعية ولم يكن للاكراد اي دور في بنائها بل استولوا عليها فيما استولوا عليه من الاشوريين والارمن والسريان بعد ان ارتكبوا مجازر وحشية بحقهم وابادوهم في هذه المنطقة (1) ولا تزال بقايا الاشوريين تعيش في أربيل إلى هذا اليوم. 
وكما معروف تاريخيا فإن (اليهود) يكرهون الاشوريين لأنهم دمروا دولتهم وساقوهم اسارى إلى منطقة حلج وكوزان في اعالى نهر البليخ، الخابور السوري، ولم يجد اليهود افضل من الاكراد للانتقام من الاشوريين إلى هذا اليوم فهم في تعاون وثيق من اجل ذلك ، ولا ندري من أين انبثقت كردستان وهو إسم لم يُعرف قبل سنوات قليلة. 
اما السليمانية فلم يبنها الاكراد بل الذي بناها هو ابراهيم باشا بابان سنة 1784 وسماها نسبه لابوه سليمان باشا فتاريخ تسمية المدينة حديث لا يتعدى اكثر قليلا من مائتين عام. ولم يبنها الاكراد . 
فمن أين جاء هذا الحق التاريخي للاكراد في تأسيس دولة ويطلقون عليها كردستان فكل المدونات التاريخية والخرائط لا تذكر شيئا من ذلك؟ ففي تعريفهم من قبل المؤرخين ومنهم اكراد يقولون (الأكراد هم شعوب تعيش في غرب آسيا شمالَ الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس يتواجد الأكراد أيضا في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان في الاتحاد السوفيتي السابق). 
وفي افضل حالاتهم كانوا يعيشون حالة البداوة بعيدا على حدود إيران وارمينيا كما يقول بعض المؤرخين الاكراد : مصطلح الاكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحّل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف اعراقهم ولغاتهم بما في ذالك البلوش والفرس واللور.فالاكراد مثل اليهود كانوا دائما يحلمون بأرض يعيشون عليها وبما ان طبيعتهم الجبلية تفرض عليهم اختيار منطقة فيها جبال فقد كانت المنطقة المحصورة بين تركيا وإيران وسوريا والعراق همّهم الذي وصلوا إليه وهم الان يُطالبون أيضا بكركوك لا بل اجزاء من الموصل و تكريت وديالى والكوت وصولا حتى حدود مدينة العمارة. وهكذا اصبح مصير هذه المنطقة معلق بين حلم إسرائيل الكبرى ، وحلم كردستان الكبرى. 
المصادر. 
1- انظر الكاتب سليم مطر في كتابه (السريان وكردستان المفترضة) حيث أشار إلى المجازر البشعة التي ارتكبها الأكراد بحق السريان والآشوريين على الأراضي التي تسمى اليوم بكردستان، فقد قتلوا عشرات الألوف، ومحوا مئات القرى، وسيطروا على 300 قرية للآشوريين والكبدان منذ عام 1843 حتى عام 1934. لقد أصبح الأكراد اليوم خنجرا يهوديا مسموما يستخدمه الصهاينة والموساد لتخريب العراق وتقسيمه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : الأكراد وحلم الدولة الكردية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net