صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

سيناريو الحرب الإسلامية القادمة
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الحروب هي من تنتج جغرافيا جديدة, حيث يتقاسم المنتصرون أراضي من خسر, كما حصل بعد انهيار الدولة العثمانية المتخلفة, حيث تقاسمت روسيا وأوربا تركة الرجل المريض, وما بعد الحربين الكونيتين, التي تم على أثرها تقسيم بلدان العالم, وخصوصا الشرق الأوسط, فكانت الكوريتين, وكانت الألمانيتين, وكانت دول الخليج, وحتى حرب الخليج الأولى, فرض على الدكتاتور صدام, توزيع الكثير من الأراضي لدول الجوار, بحسب حكم المنتصرين, فكان يسمع ويطيع!
فكانت تتحقق الغايات, لكن مع تضحية كبيرة, لأنها تشارك مباشرة في الحروب, فتكون مكتوية بنار الحرب مثل الخاسرين. 
الغرب والقوى العالمية تسعى لتقاسم الأرض, ارض منطقة الشرق الأوسط, مع تفكير غربي بحرب كونية من نوع أخر, بحيث لا يقتل لها جندي واحد, وهذا يتم عبر حرب النيابة عن الغير, يقوم بها العملاء, فلا يجد الطرف الأخر من المعادلة ألا التصدي, وبالمجمل تكون إبادة للطرفين, إلى أن تنضج وترتفع وتيرتها, وتدفع نحو تشكيل كيانات جديدة, صغيرة ضعيفة, ليست بعنوان دولة, لافتقادها لعناصر تكوين الدولة, لكن تظهر بسبب الظرف الدافع, لنوع من الحصون الجغرافية, للحفاظ على الممكن, نتيجة قسوة الطرف التكفيري, وانعدام القيم الإنسانية لديه.
العراق وسوريا ولبنان واليمن, أربع بلدان بدأت شرارة الحرب الإسلامية فيها, والمخطط الغربي يسير بوتيرة متصاعدة, في رفض أي مساعي للإصلاح والحلول السلمية, بل يفتعل أزمات, كي يدفع نحو الاشتعال الكامل للمنطقة.
سوريا, ألان هي مفتتة بفعل تواجد أربع جهات تتقاتل , وتمسك الأرض, الجيش السوري , والجيش الحر, وجبهة النصرة, وداعش, والأمور تزداد سوءا يوم بعد أخر, نتيجة استمرار الدعم الغربي والخليجي والتركي, لكل من خرج على حكم الأسد, ولولا الدعم لما كان للحرب إن تستمر أسبوع واحد.
الجانب الأخر الدعم لمساعدة الدولة السورية من الانهيار, هو الموقف الروسي والإيراني, لدعم حكومة سوريا, وهو يمثل حاجز الصد الأخير, قبل الانهيار الكامل للدولة السورية, وتحولها إلى ولايات متنازعة. 
لبنان, سعي خليجي وإسرائيلي لأحداث شرخ, بين مكونات الدولة اللبنانية, والوضع لحد ألان كالبركان الخامل, الذي ينتظر عامل يدفعه للتوهج من جديد, ليحرق الأرض بما فيها.
وخط الصد المتمثل بالروس والإيرانيين, يمارسون نفس الدور للحفاظ على كيان الدولة, من الغرق في مخطط جماعة الشر( أمريكا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا ومشايخ الخليج والأتراك).
اليمن, دفعت أمريكا وإسرائيل, مشايخ إل سعود, وتحالفها الغريب, لشن حرب هدفها تدمير الجيش اليمني وإضعاف قدرات الدولة, كي تفتح الباب, لتأسيس الجيوش, وتحصن كل جماعة, بجغرافيا يمانية معينة, وصولا لتقسيم مستقبلي, من جهة أخرى خط الممانعة, يسعى للحفاظ على وحدة اليمن, وهكذا تستمر الحرب في الاتساع, وصولا لهدف وضعته الأيدي الخفية. 
العراق, الغرب متمثل بأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل, يدفعون بداعش لقضم الأرض, وها هي تتحكم بالموصل وتمتد نحو الانبار, جغرافيا كبيرة تحت يد التنظيم الإرهابي, نتيجة الخلافات السياسية, التي أنتجت حكومة ضعيفة, العامل الغربي يراهن على الخلافات الطائفية, ويعمل على تذكيتها, لولا الفتوى المباركة للمرجعية الرشيدة, لسقطت بغداد بيد الدواعش, وألان الوضع شديد الحساسية, نتيجة قرب ابتلاع الانبار من قبل الدواعش, مع حملة إعلامية شرسة, شارك بها العرب وقادة اهل السنة, في تحييد دور الحشد الشعبي, كي تتازم الامور وتحصل الفجائع. 
المخطط يهدف الى تقسيم العراق ثلاث اقاليم, لكن بحسب الحرب التي سيتم تفعيلها لاحقا, فان العراق سيولد منه اكثر من ست اقاليم.
الرايات الأمريكية والفرنسية والصهيونية, التي ترفعها التنظيمات التكفيرية, النابعة من الفقه الغريب, الذي يتمسك به فئة تقديس الصحاح, حتى فكرة تأسيس التحالف العربي, بني بعد انتصارات الحشد الشعبي في تكريت, أي هو خط مواجهة سني عربي,  بموازاة خط التكفير الوهابي, ضد خط الممانعة, في حرب كحروب معاوية, لا أخلاق فيها لخط الخيانة, وهي تحارب الوجود الأصلي للبلدان, هي الخنجر المسموم بجسد الأمة.
الصراعات سيتم تشديدها, للدفع بحرب تكون الموصل والانبار وتكريت ساحتها, بخصوص العراق, وبشكل شرس, وقد تمتد إلى ضواحي بغداد, وإطراف إقليم كردستان, فهذه المناطق يشغلها المكون السني, وقياداته مع الأسف عملت على احتضان التكفيريين, وكانت مواقفها متشنجة دوما, ووثقت علاقاتها مع السعودية وأمريكا, سعيا لتحقيق مكاسب, على حساب الوطن. 
سيناريو مخيف, بحرب اكبر من اليوم, تمتد من بيروت إلى دمشق وصولا إلى  بغداد, وحتى صنعاء ونجران والمنامة,  جيوش تتحرك, ورايات ترفع, وإعلان قيام ممالك وأمارات, وحدود تعلن هنا وهناك, كيانات على أساس الإيمان بالطائفة, دول دينية, لا يحق لمن يخالف الرأي الديني بالعيش معهم, بل سيحكم بالإعدام, وصراع على النفط والماء, مشاكل لا تنتهي, وحروب مفتوحة بين الكيانات, التي سيتم إيجادها لاحقاً, على العقلاء فعل شيء ما, قبل الغرق في بحرا عميق.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : سيناريو الحرب الإسلامية القادمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net