صفحة الكاتب : حميد الموسوي

البغدادي والدوري ...نداء أستغاثة أم أعتراف بالهزيمة ؟!
حميد الموسوي

بعد الضربة الجوية التي أصيب بها الإرهابي أبو بكر البغدادي ، وتولي الإرهابي العفري والذي يبدو انه هو الآخر كان في مرمى نيران قوى التحالف الدولي ، وداعش تعمل بصورة انقسامات في داخل تنظيماتها ، اذ بدت تنظيمات داعش وكانها تعمل بصورة منفردة وكلاً يعمل باستقلالية بعيد عن الاخر ، وفقدان التنسيق العالي الذي كان التنظيم يتميز به في السابق ، بل حتى الاعلام الداعشي بدا وكانه يعمل بصورة مستقلة عن القيادة ، وهذا بالتأكيد يرجع الى التخبط الذي أصاب التنظيم بعد إصابة البغدادي والعفري ، واختفائهما مما يثير الكثير من التساؤلات عن التسجيلات الأخيرة للبغدادي وما تلاه من خطاب للمجرم الهارب الدوري من كونه هل خطاب لملمة الفصائل ، ام اعلان اتحاد بين البعث وداعش أم انه اعلان فقدان السيطرة داخل خلايا التنظيم .
من خلال المقطع الصوتي بدا وكأن شي ما حدث جعل الارتباط بين خلايا التنظيم تبدو وكانها متقطعة بعضها عن البعض الآخر ، فهل يدخل في باب تخطيط جديد وإعادة هيكلة للتنظيم أم ان الضربات الجوية كانت قاسية ومؤلمة له ؟!
تعرض تنظيم داعش في العراق وسوريا الى ضربات موجعة اضرت كثيراً بالتنظيم ، فمرة افقدته السيطرة على المعركة ، والتنسيق بين فصائله ، وقطعت عليه كل طرق التمويل الداخلية والخارجية ، كما ان قتل العديد من قيادات التنظيم كانت هي الأخرى سبباً مباشراً في التخبط الواضح في خطاباته الآخيرة .
التسجيل الآخير للبغدادي كان فيه قسمان :
الأول : كان الحث والتحريض على القتال في العراق ، وضرورة إعادة تنظيم صفوف الخلايا الإرهابية ، والتاكيد على ضرورة الالتحاق بالتنظيم ولكن كلاً في بلده وموطنه ، وهذا ما يقرأ ان تنظيم داعش يعاني فعلاً من اهتزازات كبيرة في داخل التنظيم ، وانسحاب الكثير من المقاتلين في الأشهر الأخيرة ، ناهيك عن حجم الخسائر البشرية التي تكبدها التنظيم .
الثاني : التنظيم بعد تكبده لهذه الخسائر أخذ بالافول والتراجع خصوصاً بعد تراجع اعداد المهاجرين اليه من الدول الغربية والاسيوية ، وهذا ما دعى البغدادي الى تغيير خطابه الى التشدد على المقاتلين العرب بقوله "من لم ينفر أو يفر يغضب الله عليه ويعذبه عذاباً اليماً " أذ يعد هذا خطاباً ضعيفاً ، بل وبدا هزيلاً وفيه جرأة على الله ( عزوجل) .
كما ان البغدادي من خلال خطابه بدا وكانه يعيش منافسة بينه وبين الفصائل الإرهابية الآخرى ، ومواجهات ميدانية سواءً مع النصرة او الحر في سوريا ، وهذا ما شكل نقطة ضعف للتنظيم في الداخل السوري ، كما بدا الخطاب أن لارؤية فيه ولا قراءة للاحداث القادمة ، او خطة واضحة للتنظيم خلال المرحلة المقبلة ، انما جاءت مجرد رسائل عبرت عن مدى الضغط والشحن الذي يتعرض له التنظيم الإرهابي .
الخطاب لم يأتي بشيء جديد ، بل هي مجرد محاولة لاعادة شحن النفوس ، والتحريض على القتال ، والدعوة الى إعادة تنظيم الصفوف ، كما أنه أظهر ضعفاً في شخصية البغدادي نفسه والذي بدا في خطابه وهو يستجدي المناصرين للقتال ، ودعوة أبناء المناطق السنية الى ضرورة الانضمام الى تنظيم داعش ، وهو ما يعكس حالة المنافسة الشرسة مع باقي التنظيمات الإرهابية ، والتي تتقدم عليه ميدانياً في بعض المناطق السورية .
أعتقد ان الانتصارات المتحققة على الأرض من قبل القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي الأثر الكبير على تراجع حجم تنظيم داعش ، كما ان الامر المهم هو وجود تحالف بين عصابات البعث وبين داعش ، من خلال دعواتهم للسنة في المناطق الأخرى في ضرورة الالتحاق بالتنظيم ، مما يعكس حالة الانكسار التي يعيشها التنظيم ، ويمر باوقات صعية جداً ، خصوصاً مع الخسائر الكبيرة في صفوفه ، والتي تقابلها الانتصارات النوعية للقوى الأمنية والحشد الشعبي على الأرض ، الامر الذي ينذر بنهايته القريبة في ارض السواد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/18



كتابة تعليق لموضوع : البغدادي والدوري ...نداء أستغاثة أم أعتراف بالهزيمة ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net