صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

أحداث الأعظمية ... عبر ودروس
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين فترة وأخرى تصبح منطقة الاعظمية ساحة مرشحة لاحداث ساخنة وخطيرة ذات طابع ديني طائفي يمكن ان تعصف بأمن البلد واستقرارة ،  بسبب موقعها الجغرافي المقابل لمدينة الكاظمية واعتبارها ممرا لمرور الزوار والمواكب منها صوب مرقد الكاظمين ، وثانيا بسبب مكانتها الدينية لوجود مرقد الامام ابا حنيفة النعمان وما يمثلة من رمز ديني وفقهي ، وثالثا لان غالبية سكانها في الوقت الحاضرمن الطائفة السنية حصرا ، ورابعا لمكانتها السياسية في تاريخ العراق السياسي باعتبارها ارضا خصبة لنمو الحركات القومية والبعثية وما قامت بة تلك الحركات من تمرد وعصيان ضد حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم واسقاطها وخامسا انها المكان الاخير الذي ظهر بة صدام حسين علنا مودعا اهلها مما يحمل اكثر من دلالة ومغزى  وسادسا ما حدث بعد سقوط النظام البعثي في 2003 من سيطرة تنظيم القاعدة ومسلحي العصابات التكفيرية والبعثية على المنطقة وما اعقبها من قتال ومعارك كبيرة مع الجيش والقوات الامنية . 
 
كل هذة العوامل لعبت دورا لان تصبح الاعظمية منطقة مرشحة لاحداث عنف وصراعات طائفية ومنطقة توتر دائمة تلعب العصابات الاجرامية من قاعدة وداعش  وبعث ، دورا في تأجيج الفتن والاضطرابات والاقتتال بين الطوائف في البلد عامة وبغداد خاصة ، مستغلة أية مناسبة دينية او وطنية لاثارة عوامل الفرقة والتناحر والتأمر بدفع وتشجيع من قوى خارجية وداخلية تستفيد من اثارتها لمصلحتها السياسية والحزبية . لذلك تلعب تلك القوى لزعزعة استقرار الاعظمية ومنع التقارب والاندماج بين ابناء الوطن الواحد والعمل على خلق هوة بين اهل المدينة والدولة وقواها الامنية لتحقيق اغراض تلك العصابات لتعم الفوضى ويسود الاقتتال وتنتشر الخلافات . اذن ما تتعرض لة المنطقة من تجاذبات وارهاصات وعدم استقرار ، تلقي بظلالها على المجتمع الاعظمي وما قد يعانية من ضغوط وخوف وتخوين وشعورة بالعزلة والتهميش   !! وهذا يعني ان هذا المواطن يشعر بأنة بين رحى قطبين الدولة وداعش !! فما العمل لاحتوائة وخلق حالة من الاعتزاز بالنفس وشعورة الذاتي بأنة اساس لدعائم أمن ثابت ومستقر ؟
 
ماحدث اثناء زيارة الامام الكاظم ... هو مشروع لخلق فتنة كبيرة كان مخططا ومدبرا لة بعناية ، خاصة وان هذة الزيارة المليونية تشكل عبئا كبيرا من الناحية الامنية لحمايتها والمناطق التي تمر بها صوب مدينة الكاظمية . كان الدواعش ومن يساندهم بمختلف المسميات يهيأون الجو الملائم لخلق حالة فوضى واقتتال بين الزائرين واهالي الاعظمية ، وبعد ذلك انتشار هذة الاحداث الى مناطق واسعة من العاصمة بغداد وحواليها ، اضافة لما مخطط لة من انتشار كبير لخلايا نائمة ومتهيأة لتنفيذ المخطط لبث الفوضى والدمار في العاصمة . حدث ما حدث ... لكن الدروس كانت كبيرة !! انضباط كبير بين جموع الزاحفين لاداء الزيارة ، وموقف شجاع وواعي من قبل اهالي الاعظمية ، ووقفة مشرفة من قبل شخصيات دينية وعشائرية واجتماعية وفي مقدمتهم الشيخ عامر العزاوي رئيس مجلس اسناد القانون في الاعظمية ، وتحرك سريع لقوى الأمن والقوات الساندة وبعض القيادات السياسية لرأب الصدع والسيطرة على الموقف واكمال مراسيم الزيارة وتفويت الفرصة على اعداء الوطن . 
 
كلمة اخيرة .. الاجواء ملبدة في سماء العراق والمنطقة ، وعصابات داعش ومن يقف معها سرا وعلانية داخل العملية السياسية وخارجها ، داخل اطار الوطن وخارجة  ، يتحينون الفرص ويخططون لكل حادث ومناسبة لايقاع الفرقة ونشر الاقتتال الطائفي ، واحتلال مواقع جديدة من خارطة الوطن بدعم كبير وعلني من قبل دول عربية واقليمية ودولية وعصابات جريمة منظمة عالمية . اذن الخطر كبير وواقعي وليس افتراضي ، ماذا هيأت القوات الامنية المسؤولة عن حفظ أمن الزائرين وبغداد لهكذا افعال ؟ نحن نقدر جهود وتضحيات قواتنا الامنية الباسلة وظهيرها الامين الحشد الشعبي الوطني لما بذلوة من جهود جبارة لأتمام الزيارة برغم الصعوبات والمؤامرات للنيل منها ومن اداءها ... ولكن كان المفترض بقيادة العمليات ومن معها تأمين الطرق الخطرة والمناطق المفترض انها تشكل خطرا متوقعا ، وذلك بانتشار قوات فوق سطوح المباني وتفتيش البنايات والدور المطلة على الشوارع التي تسير فيها المواكب ودراسة استخبارية ولوجستية وامنية ذكية لما يدور في الشارع وخلفة ومقترباتة . انها تجربة يجب أخذ الدروس والعبرمنها لتوحيد صفوف العراقيين ضد عدوهم المشترك ( داعش) واعوانة . 
refaat.alkinani@yahoo.com         

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/17



كتابة تعليق لموضوع : أحداث الأعظمية ... عبر ودروس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net