صفحة الكاتب : هشام حيدر

300 برج دبي....بالعافية !
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لاول مرة يظهر وزير الداخلية البولاني على شاشة التلفزيون للادلاء بتصريح لوسائل الاعلام لوقوع حادثة امنية رغم كثرة الاحداث الامنية المتلاحقة بحجم الاحد (والانثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة والسبت).......الدامي !


واعني بالحادثة حادثة سرقة مصرف الزوية....اشهر واهم حادثة حدثت في تاريخ عراق مابعد صدام !


كان العراقيون قد اعتادوا ان يعرفوا تفاصيل كل حادثة من خلال مؤتمر صحفي سريع يعقده الثنائي باقر الزبيدي وزير الداخلية وسعدون الدليمي وزير الدفاع في الحكومة السابقة حيث يبادر الوزيران فورا الى زيارة منطقة الحادث والاشراف على التحقيق واعلان النتائج الاولية لوسائل الاعلام....الا انه وفور استلام الحكومة اللاحقة مهامها- حكومة المالكي- غاب وزيري الداخلية والدفاع كما غابت ملامح الامن النسبي معها لاسيما عن بغداد التي تحولت الى ساحة ارض حرام تنتشر فيها جثث ضحايا التكفير في كل مكان فضلا عما يترتب على المعارك الجانبية شبه اليومية بين بعض المناطق او بينها ...وبين القوات العسكرية !


ثم تم تغييب الوزارتين رسميا باناطة المسؤولية الامنية في العاصمة بما اصطلح عليه لاحقا بـــــقيادة عمليات بغداد!


كان هذا الخروج عن صلب الموضوع ضروريا لاعادة صورة الوضع القاتم انذاك الى الاذهان لاسيما انه امتد من لاكثر من سنتين (في ظل حكم المالكي)عانت فيها بغداد اكثر مماعانت في فترة الفراغ التي اعقبت سقوط الصنم وكل اجهزة الدولة !


لذا كان ظهور وزير الداخلية واعلانه للصحافة امرا غريبا لاسيما انه اقتصر على زعمه ان الفاعل منتم الى (جهة سياسية متنفذة وان مفاوضات تجري الان مع تلك الجهة لغرض تسليم المجرمين) وكاننا في كولومبيا نفاوض عصابة من عصابات المافيا!


ثم اعلن موقع (كتابات) المشبوه وقناة (البغدادية)-الخوش لوكية- لصاحبها الخشلوك-عن (سبق صحافي) باعلان ماقالوا انها (تفاصيل الجريمة) وهو امر غريب بحد ذاته لاسيما ان الموقع تطرق الى اسماء الافراد المتهمين بالضلوع بالجريمة والى كيفية ارتكابها وكل هذا خلال ساعات من ارتكاب الجريمة ليس الا!


بل لقد اكدوا ان الفاعل الرئيسي قد تم تهريبه الى خارج...........(القطر)!


لكن العجب قد يزول اذا علمنا ان كلا هذين (البوقين) كانا ينفخان خلف البولاني في حملته الانتخابية بزعم انه (المرشح الاوفر حظا لرئاسة الوزراء)... حتى صدق الرجل ذلك و اجاب بكل ثقة على سؤال الخبيثة الفاتنة سهير القيسي على العربية بان التنافس على رئاسة الوزراء سيكون (محصورا) بينه وبين المالكي .........لكن حصوله على 500 صوت لاحقا...حال دون ذلك !


  لكن تصريحا سريعا اخر كان بمثابة اصبع ديناميت.. نسف كل هذا البناء الذي استخدمت فيه افضل مواد بناء القصور في الهواء...واعني به تصريح اللواء عبد الكريم خلف الرجل الثاني في الداخلية والمسؤول الفعلي عن ادارة معظم ملفاتها الامنية بصورة فعلية والذي كان بمثابة الوزير الحقيقي لاضطلاعه بادارة ومتابعة معظم الملفات في ظل غياب الوزير الفلتة !


تصريح خلف نسف تلك الجهود ....ثم نسف خلف كما نُسِفَ الذين من قبله وكان امر (نسفه) هذه المرة من قبل (دولة رئيس الوزراء المحترم)......سخصيا...كما يقول عادل امام !


واتم البولاني نسف الاسس المتبقية لاحقا بقوله في مجلس النواب.. ان ماصرح به جاء بامر من (رئاسة الوزراء)!


انبرت سلطة (كوبونات النفط) الرابعة على اية حال للنفخ في قربتهم المثقوبة لاسيما ان المطر ينهمر عليهم مع كل نفخة كما كان ينهمر مع كل (عفية) تجري على لسان ...السيد الرئيس القائد(حفظه الله ورعاه)!


وكتب احد شعراء المهجر (رسالة الى الوالي)... بعنوان ...(80000الف بطانية)!


كان كتابه رثا مهلهلا فقد جاء على عجل بسبب(الظروف الحرجة التي تمر بها امتنا المجيدة وشعبنا المناضل)..وقد نصب صاحبنا نفسه شاهدا ومدعيا وقاضيا وجلادا فشخص التهمة وبين الدوافع وسمح للدفاع بالترافع على طريقة دفاع محكمة الثورة التي كان المحامي فيها يطالب بانزال اقصى العقوبات بالمتهم المكلف بالدفاع عنه لانه اكتشف ان السرقة كانت بسبب حاجة تلك(الجهة السياسية المتنفذة) الى توزيع بطانيات على الشعب الذي يجلس القرفصاء من شدة برد (مبردات الشهرستاني)!...وكل هذا خلال ساعات !


ولم نقف حتى الان على حل لغز حاجة تلك (الجهة السياسية المتنفذة) الى ذاك المبلغ ,الزهيد , قياسا بما يتقاضونه عن طريق حسابات (فيلق القدس) الايراني بسبب (عمالتهم) لطهران لتنفيذ اجندتها في( ضم العراق الى ايران) لتحقيق حلمها في اقامة .....(الدولة الساسانية الكبرى)!


كلما شاهدت اعلان احتراق شريط الحدود بين العراق وايران الذي تبثه الديار والشرقية اشعر بقشعريرة لايقضي عليها فعلا الا التدثر باكثر من (80000) الف .......بطانية!!


 


ورغم اني كنت, ولازلت, مولعا بالرياضيات وحل الغازها لكن لغز (80000) الف كان عصيا على الحل !


لاني لم اقف على الرقم الحقيقي ولم افهم مايريد كاتبه ربما لان ....(المعنى بقلب الشاعر)..احمد عبد الحسين!


وربما كانت وجهته (الادبية) قد ابعدته عن عالم الرياضيات وفاته ان يوضح هل انه يريد ان يقول (80)الف بطانية...او (80)مليون كما يتضح من الرقم؟؟!


لان80 الف لاتغطي حاجة مدينة بحجم سوق الشيوخ مثلا...اما 80مليون فهي تبعث الامل في قلوب هذا الشعب (المبراد) لانها تعني امكانية حصول كل فرد على بطانية ونص ....باعتبار ان الباقي سيذوب في الطريق على طريقة قالب الثلج الشهيرة!


واذا علمنا اننا نمتلك رجال صحافة يلمون بالحساب اضافة الى المامهم بالنفخ بالابواق فان ذلك يبعث فينا الامل والفخر والطمأنينة ...فلاخوف من (تبخر) الموزانات الانفجارية وغير الانفجارية...المنفلقة وغير المنفلقة...حتى وان زاد مجموعها عن 300 مليار دولار!


وهذا يعني ان بامكان أي عراقي ان يسأل رجال الاعلام الامناء سؤالا مفاده...


 


اذا كان برج دبي –اعلى برج في العالم- قد كلف ميزانية الامارة مبلغ مليار دولار بالتمام والكمال ....فكم برجا تستطيع حكومتنا الرشيدة الحميدة ان تبني بميزانية قدرها...300 مليار دولار ..؟؟!!


 


صحفي (جديد على الشغلة) ...صرخ باعلى صوته مطمئنا... بالتاكيد (300 برج)!!


 


لكنه سرعان ما خفض صوته وهو يرى الكل ينظر اليه شزرا فحاول ان (يرهمهه)... وقال ...( صفر باليد)...النتيجة 30 برج !!


 


لكن نقابة الصحافيين اعلنت لاحقا في بيان عاجل تلقت وكالة (يطير ناصي) نسخة منه اكد ان ماورد على لسان الزميل الصحفي لايمثل راي النقابة وانما يمثل رايه الشخصي فحسب!


وان النقابة قد توصلت بعد مناقشة الموضوع والاستعانة بالخبراء واصحاب الاختصاص ان عدد الابراج الحقيقي هو...(صفر باليد) لاغير !


وانها تتوقع ان تشرع الحكومة بتشييدها بعد فراغها من توزيع الحصة التموينية المضاعفة لشهر رمضان المنصرم !


وان النقابة تستغل هذه الفرصة لتهيب بالزملاء الصحفيين ان يتوخوا الدقة والمصداقية في نقلهم للمعلومات وان عليهم اللجوء الى المختصين في المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء الموقر للحصول على اجوبة بعض الاسئلة الحساسة.,,في هذه المرحلة..الحساسة!


لان جماهير امتنا المجيدة....من المحيط الى الخليج...ومن زاخو حتى الفاو...قد اعتادت على تلقي المعلومة من وسائل اعلامنا المهنية بكل اطمئنان بدءا من اذاعة (صوت العرب) ومرورا بوزير الاعلام المخضرم...محمد سعيد الصحاف !


وطبعا....ليست انتهاء بالمستشار الاعلامي للسيد الرئيس او المتحدث باسم حكومته الفتية ....علي الدباغ !


 


 


 


 


 


 


هشام حيدر


الناصرية





قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/17



كتابة تعليق لموضوع : 300 برج دبي....بالعافية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net