صفحة الكاتب : مكارم المختار

الحرب على الدول بين الاصلاح والعواقب ...!؟
مكارم المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بدأ مسلسل التغيير العالمي وما زال مستمر مرتبطا بالتحرر والعولمة والانفتاح ودول تواجه تحديات متعددة ومعقدة سياسية واقتصادية واجتماعية تتراوح بين زيادة الفقر وتصاعد معدلات البطالة والزيادة السكانية المرتفعة وضعف المؤسسات التشريعية وغيرها ومؤسسات حقوق الانسان وحماية حقوقه ناهيك عن افتقار الحكومات الى الشفافية والخضوع للمحاسبة، وقطعا لن تكون الحرب على العراق بلا أثر ولا تطورات في المنطقة حتى وان ادعى العرب ان الاصلاح العربي امر لا بد من الدفاع عنه ويستوجب انجازه وبالمقابل الغرب ومجتماعته تعمها الاستفادة من وضع مستقر مزدهر وديمقراطي من وطن عربي سيكون خطر الارهاب القائم على قاعدة اسلامية منخفظا وهذه هي مصلحة مشتركة قد يبنغي ان يتشجع اليها الغرب والمنطقة العربية والعمل عليها معا على اساس القيم العالمية تتحقق منها اهداف مشتركة .
وعن العراق ....، هل يمكن ان يتحول الى لبنان اخرى على سبيل المثال من خلال نوع من الاتفاق التعاهدي؟ ام يراد جعله فيتنام اخرى ( لا سامح آلله )، ام ان له ان يتحول الى حكم مستقر اكثر تمثيلا وليس بالضرورة ان يكن ديمقراطيا بالكامل؟! ام انه يمكن ان يصبح ( لا سامح آلله ) مسرح حرب بالانابة؟
هناك تطلب لوفاق قوي بين الفاعليين الرئيسين في المنطقة والعالم، لكن كل ما يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية لا ترى قيمة الوضع الراهن في المنطقة بل انها مستعدة لزعزعة الوضع هذا كي تحقق استقرارا لها، ورسالتها مفادها انها قد لا تكون مستعدة في المستقبل ان تحمي من النقد بعض الدول التي كانت تعتبر صديقة لها في المنطقة في الماضي، وهذا ما يضفي عملية اعادة تشكيل جديد للسلطة، حتى يبدو الحال في العراق والمحيط ومن حوله تحت احتمالية حدوث تطورات لها تأثير " الـ دومينو " ولو من شك، ولا بد ان هناك سيكون تزايد من استياء كما وقود يسكب من عجز دولة عن انجاز ووعي عربي جماعي عاجز عن تصويب توجيه المسائل ونزعها، وهناك معادلة تسحب على العدوان على العراق وما تتعرض له الساحة العربية وكأن سياسات تقوم على الهوية او على الثقافة،، وهذا قد يغذي التشدد الاسلامي بشكل اكبر، وقطعا لن يكون الامر ولن يترك دون ردود افعال من ضغوط، ليكون الاصلاح " التجميلي " احد هذه الردود كأن تناط المسؤوليات او السلطة الى شخصية اكثر شعبية ازاء استياء او انفتاح ترافقه علاقة جديدة بين الدولة والمجتمع .
 هناك امور تبرهن واقع في الحرب العراقية، كـ الكيفية التي توجه بها الدول العربية رسائلها المختلفة في المحافل الدولية " محليا " او الى الولايات المتحدة، وما يظهر من تعاون جامعة الدول العربية انه تعاون " شكلي " وليس في المحتوى، ولا يستبعد ان دولها الاعضاء ليست على غير ادراك لهذا بل ان عليها ان تدرك، مع وجوب للارادة اللازمة والالتزام، ليكون لها دورا فاعلا لاعبا حيويا بين بلدان المنطقة يتحقق منه التجديد الاجتماعي والاقتصادي. 
يعتقد الغرب والحكومات الغربية ان له المشروعية في تناول الاصلاح العربي في المنطقة، بينما ينظر الى الاصلاح العربي باعتباره مسؤولية عربية وان للغرب مصلحة فيه، والواقع ان طريقة واسلوب تأييد الوضع والواقع الراهن هو التأمين للوصول الى مغانم واهداف ( النفط اولا واخرا ) ومنها يتأمن الاستقرار الاقليمي، وعموما ليس من اخطار غير آتية منها الارهاب والمخدرات واعمال تهريب الاشخاص والهجرة غير القانونية، يتورط فيها فاعلون وكثيرون وهذا ما يدعو الى اعادة تقويم، لان المخاطر الناتجة عن تغيير في المنطقة تعد اقل من تلك التي ينطوي عليها دعم الوضع الراهن، وعلى الغرب ان يستحصل مصداقية لدى المنطقة العربية حول المسائل هذه وتقدما حقيقيا مستداما بشأن واخر، كما يتطلب حكومة فاعلة وتمثيلية في البلد ( العراق )، وحيث لايمكن فرض الاصلاح من الخارج حتى وان نظرت حكومات غربية في مقاربات للمشاركة، مع حكومات فردية او جماعية، باسلوب شراكة جديدة من اجل تنمية لتشمل الاصلاح الاقتصادي والقانوني وحرية التعبير والكلام وما للنساء من دور ناهيك عن حقوق الانسان والتعددية السياسية والاهم مسائل الامن والامان، لكن هناك تعارض واشكال يكمن في التزام اللذين ينص عليهم اتفاق الشراكة الجديدة ومن اجل تنمية، وهذا ما يتبادر في الاذهان من تساؤلات عن تلك الحكومات في المنطقة العربية التي ستتقبل مشروع الشراكة؟! وهل يمكن ان تلعب دور وتشجع على تعاون عربي ـ عربي لدعم مشروعات البنية التحتية في ميادين ما في المنطقة، والطاقة منها خاصة؟
يبدو ان الادوار التي تلعب والاصلاح المزعوم والحرب على العراق، ما هي الا اهداف سياسات تعمل على تغيير سلوكيات حكومات وليس تغيير النظم الحاكمة ذاتها، او تحسين احوال المجتمع، حتى وان ظهر ان التغيير قد يجلب عدم استقرار او يؤدي الى ظهور حكومات تعادي الغرب!.
عموما، الاصلاح التدريجي هو ما يمكن به تجنب نتائج ليست ببال وغير متوقعة او مرغوبة، ولا يستبعد ان حكومات الغرب قد تتبنى مقاربات متماسكة تطرح معها التساؤلات وهناك الليبراليون " الحقيقيون " اللذين يرفضون التمويل الغربي او الاجنبي، وحيث ان الحكومات عموما لا تتحدث بصوت واحد حتى وان انتبهت ...، يضاف لذلك منها من لا يحمل اي توقعا في تحقيق مكاسب عن طريق العمل مع الحكومات الحالية في المنطقة بشكل او اخر، ناهيك عمن يدعو الى تدعيم وتعضيد منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ويفضلها بمنحها الدعم واعطاءها المساعدات، ومهما الامر هو فهناك حوارات متزايدة الحدة وحقيقة بين العالمين الغربي والعالمي مع الاطراف التي تشكل جداول الاعمال ومقاربات متنامية ومتكافلة ومع فكرة دعم مؤسسات غير حكومية مجتمعية يمكن ان يمهد الطريق لبناء قادم من مستقبل قد افضل للجميع في القرن الحادي والعشرين .




 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكارم المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/15



كتابة تعليق لموضوع : الحرب على الدول بين الاصلاح والعواقب ...!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net