صفحة الكاتب : محمد صخي العتابي

الأمام موسى بن جعفر عليه السلام باب الحوائج
محمد صخي العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تمرعلينا هذه الليلة ذكرى أستشهاد سابع أئمة أهل البيت الأمام موسى بن جعفر عليه السلام الذي عرف بصبره الطويل على عذابات السجون المظلمة في زمان الطاغية هارون الرشيد أمضى ثلاثة عشر سنة وكان الأمام صابرا محتسبا يحمل قلبا كبيرا يستوعب المحبين والأعداء يروى ان شخصا تحدى اصحاب الامام الكاظم عليه السلام واخبرهم بأنه سيقوم بعمل يخرج الامام من صبره وتحمله وكظمه فأحضر عصا وجعل في اخرها مسمار وانتظر خروج الامام من داره وعند خروج الامام وقف الرجل في طريقه وقال له: لي اليك سؤال. فاجابه الامام : سل ما تريد فاقترب من الامام  وثبت المسمار على قدمه الشريف واتكأ على العصا واخذ يسأل الامام عدة اسئلة لا تليق بمقام الامام والامام  يجيبه بعدها سال دم الامام على الارض اثر العصا والمسمار فقال له الامام الكاظم عليه السلام: يا اخي اطلب منك ان تبتعد قليلا اخشى ان يصيب ثيابك شيء من هذا الدم فانبهر الرجل بهذا الخلق المحمدي الرفيع واعتذر من الامام هذه هي أخلاق بيت النبوة ولقد حرص في حياته الشريفة التي قضى معظمها في السجن أستشهد مسموما على وحدة الكلمة وأعلاء كلمة الحق وقضاء حوائج الناس وعلمه وفقهة الذي ملأ به الدنيا يروى عن أبي حنيفة إمام المذهب الحنفي أنه قال: أردتُ أن أسألَ جعفر الصادق عن مسألة القضاء والقدر فدخلت داره فرأيت موسى بن جعفر -الإمام الكاظم عليه السلام - وهو صغير السن في دهليز دار أبيه فقلت في نفسي: ان هؤلاء يدعون وراثة العلم عن رسول الله لأختبرنه فقلت له: أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك -أي قضاء الحاجة- فنظر إليّ ثم قال: يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار ويتجنب شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية الدور والطرق النافذة والمساجد ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ويرفع ويضع بعد ذلك حيث يشاء فلما سمعت هذا القول الحكيم والبيان الجميل منه نبلَ في عيني وعظم في قلبي ووجدت فيه ذكاء خارقا فقلت له : جعلت فداك فممن المعصية (أي حينما يرتكب الإنسان معصية فمن العامل لمعصيته؟) فقال الإمام الكاظم: المعصية لا تكاد تخرج عن ثلاث حالات:1-من العبد. 2-من الله. 3-أو منهما. فان قلنا من الله تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله وان كانت المعصية منهما فالله تعالى شريك العبد والله سبحانه أقوى من عبده والقوي أولى بانصاف الضعيف (وان الله وعد العاصي بالعقوبة) وان كانت المعصية من العبد وحده فعليه جاز ان يصدر الامر إليه ويوجه النهي له وله حق الثواب والعقاب ووجبت الجنة والنار. فبقي أبو حنيفة مبهوتاً لهذا الاستدلال والبرهان المنطقي فقال له: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم . وفي قوله (ع) (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم
فأن عمل حسنا أستزاد الله وأن عمل سيئا أستغفر الله منه وتاب اليه) ما أحوجنا اليوم الى الأمة الأطهار عليهم السلام ومدرستهم التربوية العظيمة لقب الأمام بكاظم الغيظ باب الحوائج ما قصده مكروب أو حزين إلّا فرّج الله همّه و أزال عنه غمّه وما استجار أحد بضريحه إلّا قضيت حوائجه. وقال الأمام الشافعي (قبر موسى الكاظم الترياق المجرب) في كل عام يزدحم حول ضريحه المقدس الملايين من المسلمين .
السلام عليك سيدي موسى بن جعفر يوم ولدت ويوم تبعث حيا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صخي العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الأمام موسى بن جعفر عليه السلام باب الحوائج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net