ما الفرق؟
سمية شيخ محمود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ما الفرق بين الصومالي المتعلم والصومالي الجاهل؟ لا شيء سوى أنّ الأول يجيد القرآءة والكتابة والأخير لا يجيدهما.... وإلا فما معنى أن يتحدّث كلاهما بنفس الأسلوب واللغة المفرطة في العاطفية؟ ما معنى أن يصرّ الأول على دور البطولة وهو يصرّ على إلغاء جزء من الشعب الصومالي؟ كم مرّة سمعنا المتعلّم الصومالي يتشدّق بأنّ الفوضويّة هي الأفضل للصومال.... في الجامعات والمقاهي؟  وكم سمعنا  فئات متعلّمة تدعو إلى إبعاد بعض العشائر الصومالية أصلاً عن الأرض الصومالية؟ ماذا عن أؤلئك الذي يكتبون مقالات سطحيّة تتناول موضوعات تفرّق أكثر ما تجمع، ولا يتناولون القضية بكليّة؟ وفي مواقع يفترض أن تكون محترمة وعلى يد محرريها أحياناً؟ 

ما الفرق بينهما ما دام العلم لم يزوّد صاحبه بسراج يميّز به الخطأ من الصواب، ويحكم بالحق؟  أيّ فرق ما دام المتعلمون حائرون بين عروبة الصومال وأفريقيته، ولا يهتدون إلى أبسط الحلول، الجمع بين الإثنين؟ فلا العروبة ترفع أحداً ولا الأفرقة تحطّ من قدر أحد؟ 

ما فائدة المتعلّم الذي يدين الأمن النسبي في بعض الأقاليم ويشير إلى الرغبة الانفصالية، دون أن يشرح للجمهور بدائل عن الإدارات المستقلّة أو الانفصاليّة كما يقولون؟ ويثيرون العواطف والنعرات من غير أن يكون لديهم أي تصوّر أو رؤية حول توطيد الأمن في المناطق المحترقة؟

 ما جدوى شهادة من يندد بانفصال صوماليلاند وليس لديه ما يقدّمه لهم؟ ولا حتى مقترح وطني يدفعهم إلى إعادة النّظر؟ أو يدينون ما تفعله إدارة بونتلاند حول الإجراءات الأمنية ولا يشيرون إلى جريمة من اضطهد النّازحين وأخرجهم من أراضيهم؟ ومن دون دراسة ما يحصل على أرض الواقع؟ أحياناً أسأل نفسي: ماذا يمكن أن يحصل لو حوكم النّازحون الذين ضبطوا متلبسين في محاكم الولاية؟ كانت الأقلام القاصرة لتتسابق لإدانة مجرد المحاكمة!!! 

لا فرق بين المتعلّم وغير المتعلّم ما دامت العقول قاصرة عن وضع صورة بانورامية للقضية الصومالية، والإصرار على كون الشعب مجرد ضحية وغير مسؤول عمّا يجري، وكأنّه ليس موجوداً في الأساس... 

لا فرق 

ما الفرق بين البدوي الصومالي و المدني الصومالي؟  لا شيء سوى أن المدني لا يملك قطيع مواشٍ وخيام، ولكن الاثنان يترحلون من مكان إلى مكان، الأول يترحل بحثاً عن الماء والكلأ، والثاني بفعل الحروب والبحث عن الأمن... البدوي قد يُغير على مرابع الآخرين ويعتدي عليهم... والمدني يعتدي على بيتك وممتلكاتك... وكلاهما لا يرضى بتقاسم الخير مع الآخر.. وفي الختام... مدني اليوم كان بدوي الأمس... فما الفرق؟ هذا لو اتفقنا على أنّ كلّ من يعيش في مدينة هو مدني... ومن يعيش في بادية بدوي!

لو أردنا إحداث تغيير لنبدأ في تغيير الأفكار وليتحمل الجميع مسئولياتهم ولنبتعد عن العاطفية ...فتلك طامة الأمم !! 

 

الموضوع السابق بدر.. صدى صرخة الشهيد الصدر

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat