صفحة الكاتب : اشرف الخريبي

تداعيات الذي ادعى أنه و أنى ولكنى أقفلت خشمى خوفا منه
اشرف الخريبي
عندما تعلمت أن أفك الخط كنت صغيرا. كنت خائفا،كنت تائها ،أسكت الكلام الذي ينتفض، لكن لسبب لا أعرفه ثار,وبربش الصبح عيونه الناعسة لى وحط يدي على الورق  بكلمة ثم جملة
 فالكلام قال صاحبي أن له معنى، فابتسمت وسكت عن الذي يدور فى مخى وحاولت أن أفسر ما حولي،
 لكنى ....
لما همست لى حبيبتي قائلة أن الجبال ذات اتساع شاهق و ارتفاع عجيب راحت تشرح في أبهة تطوح يدها شمالا و يمينا لفوق ولتحت تتسع عيناها ،يرتفع الحاجبان. تؤكد أن النهر يجرى ليس للأمام و إنما للخلف حسبما أشارت بيدها و أن النجوم صلبت الشمس فى نهار متأخر حين أجبرها الليل على الخفوت و لم تخفت كما اتفق و لكنها فى النهاية تلاشت و تركت ندف السحاب مصبوغة بالحمرة و الناس في هلع و رعب هكذا كانت تقول لي
و لكنى اكتشفت أن شيئا من ذلك لم يحدث فقمت من الفراش منزعجا فى أذنى صراخها الحاد. ارتديت ملابسي كاملة حيث انسابت أصابعىالباردة فى الجيوب الخالية من الرعب و من الزمن حتى الملاليم آلتي لم يتبقى شيئا منها لم يتبقى منها شيئا، كنت متناوما و كنت متعجلا أحسب المسافة بين السفينة التى تخيلتها و سفينة نوح و كانت بحساباتي 10876321 فخلعت الملابس و كان الرجل الذي حضر يسأل عنى طويلا بشارب كثيف يرتدى بذلة قديمة و يريدني  حالا ..حالا  
-أراد أن يقتحم المنزل لولا.
 -لولا ماذا ؟ 
- لولا أنى وقفت فى وجهه. قلت له أنك غير موجود 
- أحسن.
- و لكنه أعطاني هذه الورقة
" الحضور باكر بسرايا النيابة  " 
وعندما أنحيت أمام وكيل النيابة أجبت على السؤال الذي وجهه إلى  استغربت للمسألة فأنا لم ادخل قسم شرطة فىحياتى. نسيت الكلام الذي أردت أن أقول  كنت متأكدا أنا  أنى رأيت الرجل الجالس على يمينه يسجل اجابتى ويبحلق فى ... نعم رأيته منذ زمان الطرابيش يغنى فى الموالد وكان من الممكن أن اسكت أو اصمت أو أنام  أو أقول اننى لا اعرف  أو لا افهم  ولكن ضميري ياسيدى عذبني .
لقد كنت واقفا خلف حاجز خشبي يصد الموج المتراقص فى منتصف الحزن وهو استورد الفراخ الفاسدة والنظرات الفاسدة والدولارات الفاسدة وقال كلاما فاسدا وأنا موظف بسيط قابل للإفساد  ولا افهم فى العلاقات العامة ولمك استطع أن أقول شيئا، فعلى الواحد أن يكون فرحان وعلى الواحد أن يحب الرجل الفرحان 
قبل أن يأتي الغد ويصنع الحزن  ويزف إلينا النشيج المرتعش كنت يا...
لوح الرجل بيده فأمسكت مرة ثانية عن الكلام ، هشم وجهي تأوه الرجل قليلا وتنهده 
أكدت لنفسي ألف مرة أنى رأيته فى مولد السيدة أو الحسين على وجه التحديد حين اخرج منديلا كبيرا ومسح قارعته ببطيء شديد ، ثبت نظرته على  فأكملت 
كنت يا سيدي فى الدقائق التالية على دخول الفجر لتطمئن الحوائط والمزارع والبيوت والعصافير على وجودها الفذ واطمئن أن على وجودي القلق المرتبك وابدأ فى إغلاق بابي على انثتى النائمة فى عيوني منذ خمس سنوات كافية لأن تجعل أمها تمصمص شفتيها وتلعن ميلة البخت وتلعنني، كنت أدعو انثاى في أخر الليل كى تنام لجواري ولو لمرة واحدة، كنت ساعتها أحطم الجبال وافجر الماء فى العيون القاحلة وأمزق ملابسي حزنا عليها عندما تسربت من بين اناملى حين اهتزت الكلمات بيننا وتحجرت الرموش  و .... و ... و أشار وكيل النيابة للرجل أن يتوقف تماما عن الكتابة وان يشطب كل ما سبق لأنه ليس له دخل بالقضية 
قال لي : يا محترم أنت لك ارض ورثتها عن أبيك الذى مات منذ سنين 
تقصد أن تقول اندمل مع الصقور الجارحة والوطاويط آه يا سيدي ....أبى هذا ملاك تضعه على الجروح.
- المهم  يا محترم أن هناك نزاع حول تحديد الملكية ، فهل معك ما يثبت ملكيتها ؟
نظر الى الرجل بشغف  أكدت لنفسي أنى رأيته يغنى فى المولد عندنا فى البلد من شهرين كانت تتمايل عليه الغزية و كان يلمس وسطها. ابن أل  , و خبط على المكتب بقبضته فارتبكت
 و لما فتح الليل عيونه الواسعة لى و أخبرني عن الحكاية القديمة لجدي الثالث و الذى ترك لنا بضع قراريط أيام كانت القراريط براري واسعة لأمثالنا فى قرية مضاءة ببعض كلوبات جاز بين البيوت المتفرقة , تعيش على حكايات العفاريت التى تخرج فى أنصاف الليالي و العيال تلوك الحواديت فى تداخل صميم
قال أبى زمان : قيراطان لك وواحد لأختك. إياك تفرط في أرض جدك  خليني أموت مستريح البال 
- أستريح أنت  " غدا أبنى فيها بيت بدورين وفيه عمدان "
يا بنى الأرض عرض إياك تفرط في مالك  قيراطان لك و واحد لأختك ،رحت حيث جمعت الأوراق القديمة. غبت في التراب ساعات طوال. أخيرا احتضنتها. طويتها بعناية شديدة نعم هي ورقتي  قذفت بكل الأوراق الخالية  وحين نظر للورقة الدبلانة قال أننى صاحب الأرض لا محالة مشيت ناظرا للاتساع المذهل للسماء والمزارع الخضر وعيون حبيبتي الرمادية ،كانت الدنيا كلها تُنافسني على هذه الصبية الهيفاء كان كل شئ يتسع يصبح براحا ممتدا سألت عن الطبول و الزغاريد و الحائط كى أخبط رأسي فيه فرحا وغبطة فأنا الذي صاحب الأرض وأنا الذي سيتزوج الصبية المليحة وأنا الذي .. أنا الملك المالك.
عدت أقلب الموضوع وأحتضن الغيطان وحقول القمح والمواشي وعيونها الرمادية، حيث كان القمر يتسرب تحت سحاب داكن شحيح ولم يحاول أن يتخلص من أسره ولم يتزحزح من مكانه حسب رؤيتي إلا بعد سنتيمترات لا تكفى لخروج عصفور        .. فلم أهتم 
في اليوم التالي فتحت لشمسي المكسوفة في نهار طوبة لتدخل تحسست الجرح القديم المندمل في رأسي قلبت السيجارة في يدي مرتين أو ثلاثة .كنت أرتشف الشاي الساخن وأستعد لأحتضن كل شئ فكم مرة  طلبت مزامير العالم أن تدخل لبيتي وترقص الثعابين كما رأيتها فى سلة الحاوي .وكم مرة أردت أن تجىء العيال التى تريد أن تعرف المسألة وتشم الحكاية عن يقين وكم قلت كلاما مخزونا من ملايين السنين فى ذاكرتى ثم أننى انزعجت للذى دخل فى رأسى والأفكار القديمة التى راودتني عن نفسها  كانت قد جاءتني بثوب للزفاف الجميل وتزوجتنى غصبا فى ليلة مليئة بالمطر والبكاء والنشيج وكان الموضوع كما تعلم ليس له أصل والأشياء التى تسربت الى ذات الموضوع ليست ضمن أصل الحكاية لأن الحدوتة كلها أن جدك لم يترك شيئا ولأن الأصل أن الليل يصبح قصيرا فى أيام الصيف وكالحبل فى أيام الشتاء . هكذا قال لي  فسكنت في مقعدي مبتسما وناولني الورقة المنهوكة والمطوية بعناية شديدة وقال كلمات ساذجة وباردة  
وقيل أن الدموع التى سقطت كانت بسبب الزلازل التى هزت أرجاء قريتنا الهزيلة وقيل أنها بسبب الصبية الهيفاء التى خطفتها من اهلها وتوحدت معها. وتوحدت في قريتي وانفصلت عن الجرح رغم اتصالى بجروح غريبة قيل لى انها بسبب ازعاج السلطات عن موضوع لا اصل له وقيل لى انها بسبب الجرى وراء الأوهام والكلام الفارغ وقيل لي انه بسبب وبدون سبب . استدرت للخلف محاذرا ونابتا فى صدرى شوكا ساخنا سكتت الدنيا من حولى وبقيت العيال تلوك الحكايات بأشداقها عن العفاريت التى تطلع فى اخر الليل فى الغيطان وعن الأرض التى انا صاحبها لا محالة فقد كان يؤكد اننى صاحبها ولا أحد غيرى لا محالة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اشرف الخريبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/14



كتابة تعليق لموضوع : تداعيات الذي ادعى أنه و أنى ولكنى أقفلت خشمى خوفا منه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net