صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الدولة الكوردية والتمهيد لتفتيت العراق
اسعد عبدالله عبدعلي

  المخطط الغربي الساعي لتقسيم العراق, يشرع بكل قواه لتنفيذ أرادته, على الأرض, عبر تحريك الأوراق الخاضع له, لرسم واقع جديد, يكون ممهد لعملية تفتيت مرعبة, ستحصل مستقبلا أن بقي العراقيون متفرقون, لتحقيق الحلم الأمريكي الصهيوني الغربي, ومصيبتنا بمن ينتمي للعراق, ويفعل كل شيء كي يصبح حلم الأعداء حقيقة.
زيارة وفد إقليم كردستان إلى واشنطن, لبحث مستقبل الكورد, بعد تحرير العراق من داعش, وحسم ملف الأراضي المتنازع عليها, مع الحكومة المركزية, وضم هذه المناطق العراقية, وفق المادة 140 إلى الإقليم, لإحداث تغيير في مسار الأحداث, بعد فشل داعش, في تحقيق التقسيم إلى حد ألان, لذا تمثل المطالبة ألان بدولة كوردية, أمر شديد الخطورة على مستقبل بقاء البلد موحدا. 
الجانب الأخر تصريحات المسئولين الكورد, وما تمثله من خطر حقيقي, فالسيد كفاح محمود, المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان, قال: إن بارزاني بعث قبل مدة برسالة, إلى اوباما بشان إعلان الدولة الكردية, فيما أعلن وزير البيشمركة في حكومة كردستان, مصطفى سيد قادر, عن تلقي وعودا من واشنطن بتسليح ثلاث ألوية للتصدي لداعش!
الدولة الكوردية أن تحققت ألان, فهي ستكون الدافع الأكبر لحصول تقسيم البلد, فالأكيد أن ساسة العرب السنة, ممن لها مواقف مريبة للعملية السياسية, والشخوص المرتبطين بحزب البعث, بالإضافة للدواعش, ممن يعيشون في تلك المناطق, سيفعلون أي شيء, لتحقيق انفصال صلاح الدين والموصل والانبار, وإعلان دولتهم, التي ستكون محور مشاكل مع الكيانات الأخرى, التي ستظهر للوجود.
حيث التزاحم حول أموال البترول, والمناطق المتنازع عليها, تزاحم سيكون بأبشع صوره, فهي ستكون ولادة لمشاكل اكبر ما نشهد اليوم, تصل إلى حد الحروب المسلحة, بين الأقاليم التي ستظهر لاحقا, خصوصا بعد التسليح الذي سيحصل للكل, فالغرب يخطط بخبث.
السعي للحصول على دعم الأمريكي, لحل مشكلة المعارضة الإقليمية لتشكيل دولة كوردية, فإيران وتركيا لا تقبل بهكذا كيان, خصوصا أن تركيا حليف مهم لأمريكا وإسرائيل, فلا يمكن تجاهل رأي الأتراك والإيرانيين, لمصلحة أكراد العراق, فقط ألان,  لكن الدعم سيكون في حدود استمرار الإقليم بدوره, بالإضافة لتوفير السلاح الحديث خصوصا أن الكورد يطالبون بطيارات أباتشي, وتكنولوجيا عسكرية متطورة, وسلاح حديث. 
الكورد يسعون إلى دعم أمريكي, كي تتكون القدرة على الانفصال, فالتسليح مطلبهم الكبير ألان, فالسلاح  يمثل حجر الأساس لإعلان الدولة, , والذي مع إعطاء ضمانات بتنفيذ خطة الاستقلال, بحسب التوقيت الأمريكي , الذي يناسب رؤيته لما بعد داعش, وطبيعة الجغرافية التي ستخدم المخطط الأمريكي, للمقطع الزمني القادم.
حول أخبار تسليح ثلاث ألوية للبيشمركة, تسليح خارج نطلق الدول ينذر بخلل فاضح, ستعاني منه الدولة العراقية لاحقا, ويعتبر نوع من انتقاص لسيادة العراق, وسيفتح الباب بان تطالب وفود أخرى من أمريكا, التسليح بحجة حرب الإرهاب, مما يعني تشكل جيوش خارج مظلة الدولة, وتعمل حسب رؤية صاحب التسليح, ويغرد بعدها بنغمة الموردين للسلاح, ممن لا يهتمون بمستقبل البلد, بسبب أنانيتهم المخيفة.
الغرابة الكوردية تستمر, فمع إعلان الاتفاق النفطي مع المركز, على تصدير كميات معينة, لكن الحديث عن شبهات تشوب الاتفاق كبيرة, ولا يمكن تكذيبها, تتحدث عن تصدير خارج الاتفاق, وبكميات كبيرة, الحكومة ألان نتحسس دورها الضعيف أمام الخروقات الكوردية, بعض الأسباب معلومة, من التحدي الداعش والانشغال الداخلي, وبعضها يجري خلف الأبواب الموصدة, يتمثل بفساد ومصالح, تسمح للنفط بالتدفق خارج نطاق الاتفاق.
رأي أخر يعتبر ما تقوم به السلطة الكوردية, من عدم وفاء بالاتفاق النفطي, والشروع بالتسلح, ومطالبها بإعلان الدولة,كلها نوع من المشاكسة, والإزعاج وتعقيد الأمور, ووضع العراقيل أمام بغداد, في هذه المرحلة الحساسة,  للدفع باتجاه القبول بالدولة الكوردية, أو نوع من الضغط لتحقيق مطالب الكورد السرية من بغداد, والسبب ضعف بغداد الحالي.
ما يجري مخيف, ويحتاج لوقفة جادة, من قبل أهل القرار, وتوضيح مستقبل العراق, حول قضايا التسليح, والمناطق المتنازع عليها, وأحلام الانقسام, لان الصمت شروع بتفخيخ المستقبل.    

  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/08



كتابة تعليق لموضوع : الدولة الكوردية والتمهيد لتفتيت العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net