صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

يوسف يُتَهَمْ من جديد
عبد الكاظم حسن الجابري
لم يكن الحشد الشعبي وليد صدفة, أو تكوين عشوائي, الحشد الشعبي هو نتاج فتوى, لمرجعية عُرفت بزهدها وتقواها وورعها.
أطلقت المرجعية فتواها العظيمة بالجهاد الكفائي, بعدما رأت أرض العراق تستباح, من عصابات لا تعرف دين أو إنسانية. 
إستباحت داعش مدن العراق, قتلت الرجال وسبتْ النساء وأغتصبتهن, وصادرت تلك العصابات دور المواطنين, وعبثت بمحتويات تلك الدور, ومارست عصابات داعش, أبشع صور التعسف والهتك في المناطق التي إستحوذت عليها.
مع كل ما قامت به العصابات الداعشية القذرة, لم نرَ "غيور" من سياسي السنة, أو قنواتهم الفضائية, موقف يدين أو يتصدى لتلك الممارسات.
صَمْتٌ مطبق أزاء إنتهاكات داعش, سكوت تام, هي ردة فعل من يدعي أنه يمثل السنة, بل تعدى الأمر إلى تأييد تلك العصابات, من قبل بعض الإرهابيين المنخرطين في العملية السياسية.
هؤلاء الصامتين حُلَّتْ عقد ألسنتهم, وإنطلقت سلاطتهم لتهاجم الحشد الشعبي, ذلك الحشد الذي نهض بفتوى المرجعية, لتخليص مدن العراق من الإحتلال الداعشي.
لم يأتي إتهام الحشد, من قبل هؤلاء السياسيين والقنوات المساندة لهم من فراغ, هم إستشعروا الخطر, بعدما تمت تعريتهم نتيجة إنتصارات الحشد المقدس, فكشفت تلك الأنتصارات, من هو مع الوطن, ومن هو واقف في صف الإرهاب.
جاءت الإنتصارات في تكريت تكملة لمشروع النجاح الذي حققه الحشد الشعبي, ومع رمزية تكريت لدى فلول البعث, كونها تمثل رأس النظام السابق, كانت الإنتصارات ذات وقع خاص في نفوس أعداء العراق, فجاءت ردودهم متخبطة, تبحث عن ثغرة لغرض الإساءة للحشد الشعبي.
إن إتهام الحشد بالسرقة, ونهب وحرق الممتلكات, هي إتهامات لا تستند لأرض الواقع, بدليل حسي ملموس, الإتهامات هي عبارة عن فبركات صور وفيديوات فيسبوكية لم يثبت صحتها لحد الآن.
أخلاقيات الحشد الشعبي, والعمق العقائدي الذي ينحدرون منه, وتوجيهات المرجعية ووصايها العشرين, هي أسمى من أن يتنزلوا بأنفسهم لسرقة  ثلاجة, أو إطار سيارة وهم المضحين بأنفسهم لأجل الوطن.
إلتزام أفراد الحشد الشعبي, نابع من قيمهم الدينية, وإلتزامهم سيرة قادتهم, ولكن لنا في التاريخ أسوة, كما يخبرنا القرآن في قصة النبي يوسف عليه السلام, الذي كان يمثل قمة النقاء والطاهرة, فما كان من أخوته ولحسدهم أياه إلا أن يتهموه بالسرقة, وهو من تلك السرقة بُراء.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/05



كتابة تعليق لموضوع : يوسف يُتَهَمْ من جديد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net