صفحة الكاتب : مهند ال كزار

حكاية الشيخ شغاتي ومناصب الوكالة..!
مهند ال كزار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أصبح شغاتي شيخاً عشائرياً, يتنقل بين القرى والعشائر, لغرض حل المشاكل التي تحصل فيها, فقد كانت المدن تنشأعلى مقربة من الانهار, لغرض أستعمالها في ري الاراضي الزراعية, التي يعتاش عليها الفلاحين .
كان شغاتي أسمر البشرة, وغير مهتم بمظهره الخارجي, أينما يذهب يأخذ معه خادميين أثنين حسنا الهندام والمظهر, حتى انهما يحضيا ببالغ الاحترام من قبل العشائر الاخرى, وقد تزيد الحفاوة بهما أكثر من شغاتي في أغلب الاحيان.
ذهب شغاتي ومرافقيه الى أحدى العشائر المجاورة من أجل حل مشكلة, فأنقطع شسع نعله, فتأخر عن الدخول, فدخل مرافقيه الى المضيف قبله, فظن الجميع أنهم (مشايه), وشيوخ معروفين, وعندما دخل شغاتي لم يجد الحفاوه التي تليق به, ولم يجد مكانًا للجلوس سوى قرب الباب, فعندما علم الحضور بأن الشيخ هو الذي يجلس قرب الباب, وأن المرافقين الذين جلسا في صدر المجلس, هم خدامه, صاح علية رجل كبير في السن قائلاً ؛
(ما عندك غير الاثنين يفترون وراك شنهو مونسين الشط ).
هذه الجملة أطلقها الرجل, عن معرفة وفراسة عشائرية, قصد فيها أنك  تركت أهلك ووجهاء عشيرتك وفضلت هؤلاء, حتى وصل بهم الحال الى الدخول قبلك الى المضيف, ولم يحترما من كان سبباً في وجاهتهم.
بعد الثمان سنوات التي قضتها الحكومة السابقة, وسط جو عام من عدم الرضا والقبول, كان لابد من حصول تغيير عام في الاداء والاشخاص الذين كانوا في موقع المسؤولية, لكي يتم تصحيح ما خلفته الحكومة السابقة, لكثرة المشاكل والأرهاصات .
الا أن الحقيقة, غير ما كنا نتمنى, أغلب الشخصيات التي كانت مسيطره على مفاصل الدولة, في تلك الفترة, تم تعينهم في رئاسة الوزراء, والجمهورية, والبرلمان, كمستشارين ومساعدين, بعد فشلهم في الانتخابات الاخيرة .
أخر المطاف وليس أخيره, من تم تكليفه بأدارة هيئة الحج والعمرة, وهيئة النزاهة, وبطريقة رياضية رشيقة, تنسجم مع كل زمان ومكان وهي (الوكالة), قد أثارت حفيظة القوى التي ساهمت بتشكيل هذه الحكومة, قبل أن تثير المواطن الذي ينتطر التغيير مثلما ينتظر الجفاف المطر, وهذا التكليف يذكرنا بالشيخ شغاتي والـ( الاثنين المونسين الشط ) .
حكومة العبادي, ينتظر منها كثير من المهام, والقيام بهكذا خطوات غير مدروسة سوف يوثر على دعمها شعبياً ويقلل من نسبة نجاحها, لان تكليف الشخصيات التي أثبتت فشلها في التشكيلات السابقة ليس هناك جدوى من تكليفها مجدداً, ويضع المتتبع في دوامة من الاسئلة  الاستفهامات؟
هذه الرؤوس, لايمكن ان تبقى من دون مناصب تعتاش عليها لفترات من الزمن, حتى أنها تمادت وأصبحت مسيطرة كسيطرة خادمي الشيخ شغاتي, اللذان يدخلان المضيف ويتصدران المجالس لانهم مرافقي الشيخ, ونسوا فضله وتضحيته بأهله واولاد عمومته, من أجلهم, وعبروا تلك المرحلة منذ وقت طويل.
يجب على شغاتي مأسسة عشيرته, التي أوصلته لكي يكون شيخاً, وتكون منطلقاً لقيادة القرى والمناطق المحيطة بها, وأختيار أبناء عمومته الذين أبعدتهم سياسات تقريب الخادمين الذين فرضوا أرائهم وشخصياتهم علية في يوم من الايام, والانطلاق نحو مرحلة وقيادة جديدة, تقدم للعشيرة وابناء العمومة ما فقدوه في الفترات السابقة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند ال كزار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/05



كتابة تعليق لموضوع : حكاية الشيخ شغاتي ومناصب الوكالة..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net