صفحة الكاتب : علاء كرم الله

ما الغريب في مشروع القرار الأمريكي؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وأخيرا أطلت أمريكا بكل صلفها وقبحها من خلف جبال كردستان و(يشاميغ وعكل) بعض شيوخ السنة من الأنبار والذين تؤشر عليهم أصابع الأتهام بأنهم هم من كانوا وراء بيع الموصل والأنبار وباقي مدن المنطقة الغربية وأنهم هم من كانوا وراء كارثة النزوح المليوني لأهالي الأنبار وباقي المدن الأخرى من حديثة وعانة وتكريت، هؤلاء الشيوخ الذين  سبق لهم أن زاروا أمريكا قبل أكثر من شهرين وحلوا ضيوفا على (أوباما في بيته الأبيض)، ليوقعوا على صكوك أقامة الدولة الغربية والأقليم السني!!!. أن مشروع القرار الأمريكي الذي طرحه رئيس لجنة القوات المسلحة في (الكونغرس) الأمريكي (ماك شورنبيري)،يقضي بتقديم مساعدات عسكرية مباشرة الى (البيشمركة وشيوخ السنة) ليقاتلوا عصابات (داعش)!! دون الرجوع الى الحكومة الأتحادية في بغداد! أي التعامل معهم وكأنهم دولتين!!!.( تناقلت وسائل الأعلام خبرا مفاده بأن رئيس أقليم كردستان مسعود برزاني سيقوم الأسبوع القادم  بزيارة الى واشنطن حاملا معه ملف الدولة الكردية بخريطتها وحدودها!!!). نعود الى صلب الموضوع،  أقول ليس بجديد أن تقوم أمريكا بمثل هكذا أفعال وتصرفات تجاه العراق؟! حيث لم يعد خافيا على أحد بأن أمريكا ومنذ أحتلالها العراق عام 2003 ولحد الآن عملت على تدميره سياسيا وأفتصاديا وأجتماعيا وأمنيا وخلقت له الكثير من المشاكل وأثارت العديد من الفتن من أجل زعزعة وأضعاف وتمزيق  رباطه الأجتماعي الداخلي وقد نجحت بذلك الى حدود بعيدة!، وطالما وقفت أمريكا مع من يناصب العداء للعراق من دول الجوار والأقليم!!. ويأتي مشروع القرار الأمريكي الذي لا يخلوا من خبث وتدخل واضح في الشأن العراقي الداخلي وأنتقاص لسيادته، والذي يتناقض تماما مع ما يصرح به كذبا!! مسؤولي الأدارة الأمريكية بأنهم حريصين على وحدة العراق وسيادته!!، يأتي  للضغط على حكومة العبادي (لمنح السنة  والأكراد وباقي المكونات الأخرى المزيد من الصلاحيات والدعم وتحقيق الشمولية في العملية السياسية!!، وأقرار قانون الحرس الوطني المختلف عليه من قبل الكتل السياسية داخل البرلمان، والأهم هو تحجيم ووقف تدخل الحشد الشعبي في معارك التحرير التي يخوضها العراق ضد ( مجرمي داعش)!( ولا بد هنا من الأشارة بأن غالبية عشائر الأنبار وشيوخها ووجهائها واهلها يطالبون الحكومة وبألحاح بضرورة مشاركة الحشد الشعبي في معارك التحريرلأن مقاتلي الحشد يقاتلون بشجاعة وبفدائية وعقائدية( ذكر الشيخ حميد الهايس أحد شيوخ الأنبار في لقاء على فضائية السومرية ، ما أن يسمع مجرمي داعش بقدوم مقاتلي الحشد للمشاركة في المعارك حتى يسارعوا في حلق لحاهم)!! وهذا ما يزعج الأمريكان!!!!. وكذلك يأتي مشروع القرار الأمريكي كتهديد مبطن!! للحكومة العراقية بأعطائها مهلة (3) أشهر لتنفيذ ما ورد في مشروع القرار الأمريكي( وقف مشاركة الحشد الشعبي! في معارك التحرير،المشاركة الشمولية لكل مكونات الشعب!، أقرار قانون الحرس الوطني!)، وفي حال عدم ألتزام الحكومة العراقية وتنفيذها لما ورد أعلاه في مشروع القرارستقوم الأدارة الأمريكية بأستقطاع 75% من أصل المبلغ (715) مليون دولار المخصص لمساعدة العراق تسليحيا وأعطائه مباشرة الى (الكرد وشيوخ السنة) على شكل أسلحة دون الرجوع الى حكومة المركز!!!. مشروع القرار أحدث هزة كبيرة لدى الحكومة والكتل السياسية والبرلمان و في عموم الشارع العراقي الذي بدأ يستشعر أكثر خطورة وتوجهات الأدارة الأمريكية  وما تضمره من شرور تجاه العراق!، لكونهم باتوا على يقين تام بأن هذا المشروع يؤسس الى أولى خطوات  تقسيم العراق! فبعد أن كان هذا المشروع يسمع به شفاها وعلى لسان نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) بأعتباره (عراب) تقسيم العراق! فالأمر تحول الآن الى مشروع للتصويت عليه داخل (الكونغرس) الأمريكي!!، ومن وجهة نظري البسيطة لا أرى أية غرابة في الأمر!!!!! فجميع العراقين سياسيين كانوا أم أناس عادييون سمعوا ومنذ بدايات الأحتلال الأمريكي للعراق عن موضوع تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم أو ثلاث دويلات!! وكم من مرة سمعنا موضوع تقسيم العراق على لسان (جو بايدن) نائب الرئيس الأمريكي كما أن موضوع تقسيم العراق سبق أن ذكره (بريجنسكي) مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) عام 1982 حيث قال بأننا سنحتل العراق عام 2002 ونقسمه !!! ولكن الغريب في أمر المشروع هوأننا أذا تعاملنا معه بلا مبالاة وبأستسلام  وبطريقة الفورة السريعة والغضب العراقي الذي سرعان ما يهدأ وينتهي والأكتفاء بالشجب والتنديد من هذا السياسي وذاك المسؤول وتلك الكتلة وذاك الحزب عبر الصحف ووسائل الأعلام و!! فأنه وبغض النظر أن كان طرح المشروع  يأتي من قبل الأمريكان  كبالون أختبار لمعرفة جدية ردود الأفعال العراقية على المستوى السياسي والشعبي, نتمنى أن لا تكون فورة الرفض للمشروع كزوبعة فنجان  سرعان ما تهدأ! بتوالي الأحداث والمصائب على العراق  أو لأي سبب كان،كما ونتمنى من الشعب أن لايكتفي و يعتمد على أجراءات الحكومة والبرلمان في كيفية الرد على المشروع الأمريكي، بل المطلوب التكاتف والوقفة الجماهيرية الموحدة و القيام بتظاهرات مليونية أسبوعيا وفي كل المحافظات للتعبير عن الرفض الشعبي لمشروع القرار الأمريكي وأية مشاريع أمريكية قادمة. ويبقى السؤال قائما: من يمتلك الشجاعة من قياداتنا الكبرى (رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، رئاسة البرلمان ليسأل الرئيس الأمريكي: ماذا تريدون من العراق بعد 12 عام  من الأحتلال؟!)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/03



كتابة تعليق لموضوع : ما الغريب في مشروع القرار الأمريكي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net