صفحة الكاتب : طاهر الموسوي

الحرب الطائفية في العراق بين الأمس واليوم.
طاهر الموسوي

منذ زمن وأنا احاول منع قلمي من الكتابة في موضوع الطائفية في العراق ، وهل توجد بالفعل طائفية ؟ وإذا كان الجواب لا !! إذا مالذي يحدث منذ سنوات من قتل وذبح وتهجير على الهوية ؟!!، وإذا كان الجواب نعم!! فمتى بدأت هذه الحرب ؟
للجواب على هذا التساؤل فأنا من الذين يعتقدون أن الشيعة في العراق ومنذ تولي حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم في العراق بعد ثورة تموز 1968 ومن قبلة عهد الاخوين عارف بعد انقلاب 1963 كانوا يعانون التهميش والإقصاء من قبل حكومة البعث الذي كان يحمل هوية طائفية بامتياز برغم من حملة لشعار الاشتراكية والعلمانية كمنهج وايدلوجية للحكم ،لكن ما قام به هذا الحزب ومنذ الأيام الأولى من استهداف الحوزة الدينية في النجف الاشرف وما قام به من عملية أبعاد للكثير من رجال الدين الشيعة بحجة عدم امتلاكهم للجنسية العثمانية !! وتسفيرهم الى ايران بعد أن صادر جميع أموالهم المنقولة والغير منقولة وما تبعت هذه الحملة البربرية من محاربة الشعائر الحسينية واعدام واعتقال عدد كبير من شباب النجف الاشرف العزل الذين كانوا يقصدون زيارة سيد الشهداء في الاربعين ما بات تعرف اليوم بانتفاضة صفر الخالدة أو ثورة ال 77 وايضا بإعدام عدد من رجال الدين والطلبة الجامعيين وكان على رأسهم الشيخ عارف البصري(قبضة الهدى) .
 واستمر استهداف الشيعة حيث أقدم النظام العفلقي خصوصا بعد الانقلاب الأبيض الذي قام به المقبور صدام حسين على رفيق دربه أحمد حسن البكر عام 1979 ،حيث تجلى هذا الاستهداف وهذه المرة عبر اعتقال أحد الرموز الشيعية ليس في العراق إنما لكل شيعة العالم هو السيد محمد باقر الصدر قدس الله سره قبل أن يقدم على جريمتة الشنعاء في التاسع من نيسان 1980 بقرار اعدامه مع أختة العلوية بنت الهدى،وما تبعت هذه الجريمة من قانون تصفية جميع المنتمين للأحزاب الإسلامية ،حيث أعدم النظام الآلاف من الشباب بحجة انتمائهم للأحزاب الإسلامية ،بالاضافة الى تهجير ألاف العوائل الشيعية من كربلاء والنجف وباقي المحافظات وحتى من الكرد الفيليين بحجة انهم من التبعية الإيرانية ولم يكتفي هذه المرة بمصادرة الأموال إنما قام باحتجاز جميع الشباب في سجونه المظلمة قبل أن يقوم بتصفيتهم بعد ذلك .
وتستمر الحرب الطائفية التي يقودها حكم الاقلية السنية ضد الأغلبية الشيعية حيث استمر في استهداف العقول والمواهب العلمية عبر حرمانهم من تولي المناصب العليا في إدارة الدولة والجيش إلا للبعض ممن ارتضى لنفسه ان يكون بركب هذا الحكم الدكتاتوري، فكانوا السيف الذي يصفي به أعداء حكمة الظالم.
ولو أردنا أن ننتقل من ثمانينيات القرن الماضي الى ما بعد هزيمة جيشه من الكويت عام 1991 وما قام به هذا النظام من جريمة بشعة ضد الأبرياء الذين شارك بعضهم في الانتفاضة الشعبانية من اعتقالات عشوائية في معتقلات الرضوانية السيئة الصيت ودفن عشرات الألاف كلهم من الشيعة وعدد كبير من الاكراد في مقابر جماعية ودفنهم وهم إحياء بينهم المئات من النساء والأطفال والشيوخ ولاتزل لم تكتشف الكثير من هذه المقابر لحد اليوم .
هذه الأحداث من تاريخ العراق ربما ليست ببعيده عن ذاكرة شيعة العراق فكلنا عشنا هذه السنوات المظلمة من تاريخ هذا البلد.
ولكن كنا نمني النفس أن إخوتنا السنة في العراق سوف يرتقوا الى مستوى نسيان هذا التاريخ المظلم والذين كانوا يشكلون هم أنفسهم جزءا كبيرا جدا منه، حيث كانوا هم ضباط الجيش والحرس الجمهوري وفدائيي صدام والأمن الخاص والأمن والمخابرات والاستخبارات وغيرها من المؤسسات الأمنية التي لا تعد ولا تحصى بالاضافة طبعا لتنظيمات حزب البعث التي كانت تكتب التقارير بكل احترافية فلم يسلم منها حتى الاباء والابناء!!، ولكن مالذي حصل بعد سقوط النظام في التاسع من نيسان 2003 ؟ الذي حصل انهم أعادوا تنظيم صفوفهم من جديد وبعناوين مختلفة (جيش الإسلام ، جيش النقشبندية، حماس العراق، والقاعدة، وداعش) وغيرها من هذه التسميات التي كانت ولا تزال تعمل تحت قيادة مباشرة من قبل ضباط كبار وأزلام النظام المقبور، فكانت النتيجة القتل والذبح على الهوية الطائفية منذ اليوم الأول لسقوط النظام بحجة مقاومة الاحتلال فكانت السيارات المفخخة والتفجيرات في الأسواق والمساجد والحسينيات في المدن التي تسكنها الشيعة بالتحديد فكان استهداف المرجع الديني السيد محمد باقر الحكيم بعد خروجه من أداء صلاة الجمعة في الأول من رجب واستشهد معه وأصيب أكثر من 300 من المصلين الشيعة قرب مرقد الإمام علي عليه السلام .
 والأحداث كثيرة جدا منها ما قام به الارهابيون المنتمين للمذهب السني بقصف زوار الحسين في كربلاء في زيارة العاشر من محرم بقذائف الهاون مرورا بالعمل الاجرامي الطائفي الكبير بتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام في سامراء، والتي كانت سوف تؤدي الى حرب طائفية بامتياز لولا تدخل المرجعية الدين في النجف الاشرف. وما بعدها من استهداف المسافرين الشيعة في منطقة اللطيفية وغيرها من أعمال كنت في مجملها تستهدف المناطق والتجمعات السكانية والمساجد والحسينيات الشيعية .
 وبرغم من تعالي شيعة العراق على كل تلك الجراح منذ تسلط البعثيين على الحكم وحتى يومنا هذا لا يزال شيعة العراق وعلى رأسهم المرجعية الدينية في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع الأعلى الإمام علي السيستاني لا يقبل أن نقول عن السنة في العراق إخوتنا فيقول "لا تقولوا إخوتنا السنة بل قولوا أنفسنا" ونحن نصبر ونتحمل ونعض على الجراح ونعمل ونقول ما يقوله حكماء القوم عندنا.
 واليوم وحين يقدم خيرة شباب الشيعة في العراق بالحشد الشعبي أنفسهم ودمائهم من أجل تحرير وتطهير المدن السنية من قبضة التنظيمات الارهابية داعش السنية ومن تحالف معهم من السنة!! نتهم أننا نمارس أعمال طائفية بحق أنفسنا السنة ونسرق (الدجاج والثلاجات) !! وحين نفتح لهم القلوب قبل البيوت لمن نزح من عوائل معظم أبنائهم يقاتلون في صفوف داعش طلبا للسلامة ونقدم لهم الأمن والغذاء والدواء ونحملهم في حدقات العيون أيضا نتهم بالطائفية !! يا أهلنا يا إخوتنا يا أنفسنا ماذا تريدون منا نحن شيعة العراق اخبرونا هداكم الله ؟ هل تريدون حكم العراق وتسليط سيوفكم وازلامكم من جديد على رقابنا ؟ هذا غير ممكن حتى لو قدم كل شيعة العراق دمائهم دون هذا لفعلوا فهم ابناء مدرسة علي والحسين والمرجعية الدينية، نحن نفتح لكم القلوب ونسالكم الرئفة بانفسكم وارضوا بنا شركاء لكم في الوطن كما نحن رضينا بهذا رغم كل جرحاتكم التي لا تزال تنزف في قلوبنا حتى الأن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


طاهر الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/30



كتابة تعليق لموضوع : الحرب الطائفية في العراق بين الأمس واليوم.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net