صفحة الكاتب : حسين الركابي

إحذروا الطابور الخامس بعد هزيمة داعش
حسين الركابي

 في الوقت الذي نتألم كثيراً؛  على أي قطرة دماً تراق على ربوع أرض العراق،  من جيش وشرطة وحشد شعبي وبيش مركه وعشائر،  لمحاربتها قوى التكفير والظلام داعش،  وهذه أبجديات الحرب وأسلوبها على مر التاريخ؛  حيث تقدم شهداء بقدر الإنتصار الذي تطمح اليه،  وعند الخوض بمثل هكذا معارك في المدن،  يتوجب عليك أن تدرس سلبياتها وإيجابياتها وتحيط بكل جوانبها، عسكرياً وسياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وإعلامياً،  ولا سيما وان نصف المعركة الجانب الإعلامي،  الذي بدوره يشد عزيمة المقاتلين ويكسب الرأي العام،  ويؤثر تأثير كبير على مجريات المعركة. 
هذا الأسلوب الإعلامي الذي عانينا منه أكثر من ثلاثة عقود،  ويسمى"  الطابور الخامس"  أحد أداة أجهزة النظام القمعي،  الذي بني على أساس تشويه الحقائق وفبركة المعلومات؛  وبثها بين أوساط المجتمع ليتلقفها العقول الساذجة،  التي جعلتنا نلاك بين فك الجهل وسيف السلطة،  حتى أصبحنا كالقطيع نهرول خلف الأبواق الضالة والدعايات المغرضة،  ونجح ذلك النظام بإدامة حكمة،  وايصال كل ما يريد عبر الوسائل المكلفة بهذا الأمر. 
صدام التكريتي لم يترك شيء في مفاصل الدولة،  ولا في المجتمع بصورة عامة،  إلا ووضع فيه ركيزة واضحة؛  حيث كان يصور لنا إن صدام حاكم على الجن الأزرق،  ويعلم الغيب ويعرف كل شخص يريد أن يغتاله،  ويعلم كل من أراد أن يقرأ كتاب للسيد الخميني( قدس)،  وسيل كبير من هكذا ترهات سمعناها على مدى ثلاثة عقود،  التي وجدت لها أرض خصبة بيننا،  ونمت فيها بشكل مضطرد.
إن الأداة الكبيرة( الطابور الخامس) بداء يأخذ مساحة واسعة؛  بعد سقوط النظام عام 2003، بسبب إنفتاح العراق على دول العالم ودخول التكنلوجيا الحديثة،  وصفحات التواصل الإجتماعي،  الذي معظم العراقيين لم يحسنوا إستخدامة،  وفتح أبواب المصالح الحزبية والطائفية وأطماع المكاسب الشخصية،  التي بموجبها تشظى العراق أرضاً وشعباً. 
حادثت الثرثار التي رسمتها المخابرات الصهيونية،  وبثتها القوى التكفيرية،  وروج لها ساسة الفشل والحاقدين على العملية السياسية،  والإنجازات العسكرية وصدقتها العقول الرخوة؛  وكأنما وجدت لها نافذة أمل لتنقض على العراق،  وتعيده تحت سيطرتها التي لولا لطف الله وحكمة المرجعية،  لما تزحزحوا عن الكرسي قيد أنملة.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/28



كتابة تعليق لموضوع : إحذروا الطابور الخامس بعد هزيمة داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net