هذا ما أعرفه عن الصديق. فماذا تعرف أنت ؟
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس أنا بل الله ثم الانبياء ثم الأوصياء ثم التاريخ هم من أعطى (للصديق) تلك الاهمية بحيث يجعلهٌ الله من ضمن أفراد العائلة أن يأكل من طعام صديقه ويدخل بغير استئذان ويكون بمثابة الوالد والاخ في حال غياب صديقه . وقد ذكر الله تعالى ذلك في موضعين حيث جعل الصديق منقذا من (النار) يوم القيامة . وذلك أن أهل النار يختصمون يوم القيامة ويسأل بعضهم بعضا عن اسباب دخولهم النار كما أن السجين عندما يدخل السجن يسأله المساجين عن سبب دخوله السجن. فيُبين أهل النار احد أهم اسباب دخولهم النار هو قولهم : ((مالنا من شافعين ولا صديق حميم)). سورة الشعراء آية 101.
أما الشافعين فهم كُثر وحسب القرآن الكريم فإن القرآن شافع ، والنبي شافع والشهيد شافع والأئمة المعصومين شافعين بإذن الله والصديق أيضا شافع.
وقد ذكرت الآية (شافعين) بالجمع لكثرتهم و (صديق) بالمفرد وذلك لقلة الاصدقاء الأوفياء الذين يكونون سببا في نجاة اصدقائهم في الدنيا والآخرة.
ما افهمه عن الصديق . هو أن الصداقة تنفع في الدنيا والآخرة. والآية لم تقل فقط (ولا صديق) بل اضافت الحميمية فقالت ولا (صديق حميم) . والحميم أصلها من الماء الحار الذي يغلي ومنهُ أخذت كلمة (الحمّام) وكذلك من (الحمم) البركانية وقد سُمي الصديق (حميم) لأنه يحمى لغضب صديقه فجعل ذلك مأخوذ من الحميّة أيضا . كما قال الشاعر :
صديقي من يرد الشر عني ــ ويرمي بالعداوة من رماني.
تأبى حميّته بغدري ـــ إذا في الضيق يوما رآني
والسبب هو أن الصديق المخلص الذي يمنحك صدق المودة يختار لك دائما الاشياء التي تنفعك ، وإي صديق تراه يُزين لك الاعمال السيئة فهو ليس صديق ، إنما هذا عدوا يدفعك إلى النار. وهذا النوع من الاصدقاء يتخلى عنك وقت الشدة التي لربما يوقعك هو فيها.
الإمام علي عليه السلام كان يبكي على اصدقائه فكان يزور قبورهم ويجلس يتحدث معهم كأنهم أحياء ويُسلّم عليهم ويجعل ذلك من الوفاء للاصدقاء. ولذلك كان يقول سلام الله عليه : (عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة ألا تسمع قول أهل النار : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم). فقد جعل الامام علي (ع) الصديق أخا، ولعل اروع ما قاله الامام علي في هذا الجانب هو:
مالي وقفتُ على القبور مسلماً ـــ قبر الحبيبِ فلم يرد جوابي
أحبيبُ مالك لا ترد جوابنا ـــ أنيستَ بعدي خلة الأحبابِ
فعليكمُ مني السلام تقطعت ــــ مني ومنكم خلة الأحبابِ
اما في الجانب الثاني فقد جعل الله الصديق أحد أفراد العائلة فقال تعالى في سورة النور الآية 61: (( أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم .. أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا)).
فقد ذكر الله تعالى الصديق هنا مع الأقارب وعده أحد أفراد الأسرة . ولذلك قيل لأحد الحكماء : (أي الرجلين أحبُ إليك أخوك أم صديقك ؟ فقال : أخي إذا كان صديقي).
لابل أن أحاديث الملاحم والفتن والامثال جعلت غدر الاصدقاء وقلّتهم من علامات آخر الزمان فتقول : ( من علامات آخر الزمان : درهم حلال وصديق صالح إذا نسيت ذكّرك ، وإذا ذكرت أعانك).
وقد قال الحكماء الغربيون أن أصعب رحلة في الحياة هي (رحلة البحث عن صديق).
ولعل أفضل ما قيل بحق الصديق هو قول الشاعر :
لا شيء في الدّنيـا أحـبّ لناظـري ـــ مـن منظـر الخـلاّن والأصحـابِ
وألـذّ موسيقـى تسـرّ مسامعـي ـــ رجوع الصديق بعد طول غيابِ
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.ليس أنا بل الله ثم الانبياء ثم الأوصياء ثم التاريخ هم من أعطى (للصديق) تلك الاهمية بحيث يجعلهٌ الله من ضمن أفراد العائلة أن يأكل من طعام صديقه ويدخل بغير استئذان ويكون بمثابة الوالد والاخ في حال غياب صديقه . وقد ذكر الله تعالى ذلك في موضعين حيث جعل الصديق منقذا من (النار) يوم القيامة . وذلك أن أهل النار يختصمون يوم القيامة ويسأل بعضهم بعضا عن اسباب دخولهم النار كما أن السجين عندما يدخل السجن يسأله المساجين عن سبب دخوله السجن. فيُبين أهل النار احد أهم اسباب دخولهم النار هو قولهم : ((مالنا من شافعين ولا صديق حميم)). سورة الشعراء آية 101.
أما الشافعين فهم كُثر وحسب القرآن الكريم فإن القرآن شافع ، والنبي شافع والشهيد شافع والأئمة المعصومين شافعين بإذن الله والصديق أيضا شافع.
وقد ذكرت الآية (شافعين) بالجمع لكثرتهم و (صديق) بالمفرد وذلك لقلة الاصدقاء الأوفياء الذين يكونون سببا في نجاة اصدقائهم في الدنيا والآخرة.
ما افهمه عن الصديق . هو أن الصداقة تنفع في الدنيا والآخرة. والآية لم تقل فقط (ولا صديق) بل اضافت الحميمية فقالت ولا (صديق حميم) . والحميم أصلها من الماء الحار الذي يغلي ومنهُ أخذت كلمة (الحمّام) وكذلك من (الحمم) البركانية وقد سُمي الصديق (حميم) لأنه يحمى لغضب صديقه فجعل ذلك مأخوذ من الحميّة أيضا . كما قال الشاعر :
صديقي من يرد الشر عني ــ ويرمي بالعداوة من رماني.
تأبى حميّته بغدري ـــ إذا في الضيق يوما رآني
والسبب هو أن الصديق المخلص الذي يمنحك صدق المودة يختار لك دائما الاشياء التي تنفعك ، وإي صديق تراه يُزين لك الاعمال السيئة فهو ليس صديق ، إنما هذا عدوا يدفعك إلى النار. وهذا النوع من الاصدقاء يتخلى عنك وقت الشدة التي لربما يوقعك هو فيها.
الإمام علي عليه السلام كان يبكي على اصدقائه فكان يزور قبورهم ويجلس يتحدث معهم كأنهم أحياء ويُسلّم عليهم ويجعل ذلك من الوفاء للاصدقاء. ولذلك كان يقول سلام الله عليه : (عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة ألا تسمع قول أهل النار : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم). فقد جعل الامام علي (ع) الصديق أخا، ولعل اروع ما قاله الامام علي في هذا الجانب هو:
مالي وقفتُ على القبور مسلماً ـــ قبر الحبيبِ فلم يرد جوابي
أحبيبُ مالك لا ترد جوابنا ـــ أنيستَ بعدي خلة الأحبابِ
فعليكمُ مني السلام تقطعت ــــ مني ومنكم خلة الأحبابِ
اما في الجانب الثاني فقد جعل الله الصديق أحد أفراد العائلة فقال تعالى في سورة النور الآية 61: (( أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم .. أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا)).
فقد ذكر الله تعالى الصديق هنا مع الأقارب وعده أحد أفراد الأسرة . ولذلك قيل لأحد الحكماء : (أي الرجلين أحبُ إليك أخوك أم صديقك ؟ فقال : أخي إذا كان صديقي).
لابل أن أحاديث الملاحم والفتن والامثال جعلت غدر الاصدقاء وقلّتهم من علامات آخر الزمان فتقول : ( من علامات آخر الزمان : درهم حلال وصديق صالح إذا نسيت ذكّرك ، وإذا ذكرت أعانك).
وقد قال الحكماء الغربيون أن أصعب رحلة في الحياة هي (رحلة البحث عن صديق).
ولعل أفضل ما قيل بحق الصديق هو قول الشاعر :
لا شيء في الدّنيـا أحـبّ لناظـري ـــ مـن منظـر الخـلاّن والأصحـابِ
وألـذّ موسيقـى تسـرّ مسامعـي ـــ رجوع الصديق بعد طول غيابِ
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
