صفحة الكاتب : فوزي صادق

حلاوة الروح !
فوزي صادق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعانقت الأصوات والصرخات والصلوات ، بعد تعرض الطائرة لعطل فني بالجو ، وبعد خمس ساعات منذ غادرت أوروبا الى أسيا ،  كلاً أفصح بما يؤمن ويعتقد ، فظهرت الأديان بكل اشكالها ومذاهبها ، وكشف كل راكب عن ما يضمر من إيمان ويحفظ من كلمات ، ودعا كل راكب ربه أنه أن ينجيه ، وبأرقى درجات وكلمات التوسل ، ولم لا !!! فإنها ساعة الصفر! وباتت مسألة حياة أو موت ! والبحث جارٍ عن أي سبب لإنقاذهم ، فالقشة أمل الغريق ومطلبه ، وهم في صراع بين كفتي الوقت والبقاء ، والطائرة بحالة هبوط مائل نحو الأرض التي ستبتلعهم .
 
من الصعب وصف تلك اللحظات ، أو ترجمة إحساس الخوف بكلمات ، فقد نسي كل غني ماله ، ونسي كل جميل صفاته ، ونسي كل راكب جنسيته ولون جوازه ، ونسوا أشكال بيوتهم ، وفخامة سياراتهم ، ونوع أجهزة جوالاهم ، لكن اكتشفتنا إنهم مشتركون بطلب واحد ، وهو " حلاوة الروح " ووصلنا إلي نتيجة إنهم بشر، وهم الأن بحالة خنوع أو ربما ضعف  أرجعهم إلي إنسانيتهم وتكوينهم ، والكل بهذا الموقف فقير ويحتاج الي العطف والرحمة ، أي فقراء مجازياً ، ومحتاجون إلي غيرهم ، وهو الرب الذي يعطي ويمنع .
 
هبطت الطائرة بعد جهد جهيد في إحدى مطارات مقاطعات نيبال الفقيرة ، إذ وضعت بالمدرج المتواضع وسط الوادي الأخضر رغوة كثيفة ، فنزلت عليها الطائرة ومعها نزلت أرواح الركاب من الخوف ! والحمد لله ، ماهي إلا دقائق حتى تدحرج  الجميع على سلم الطوارئ البالوني ، وأستقبلهم أهالي القرية بالتصفيق الحار، والماء والأحضان والدموع ، وتعانق الركاب وهم يبكون غير مصدقين أنهم أحياء، فرفعوا الكابتن " اللاديني " فوق الأكتاف ، وقبلوا رأسه ويديه ، وحينها تمثلت مكارم الأخلاق في الإنسانية والابتسامة والدمعة ، ومازال الركاب يقبلون الكابتن ويحمدون الله ، وفي النهاية رجع كل راكب إلي وطنه وأهله ، وهو يؤمن ويعتقد إن الذي أنقذهم ربه الذي دعاه ، وكذلك علم وتــّيقن كل راكب ، إنه ليس بوكيل الله على عباده، وأنه ليس المسؤول عن الخلق ، وأن الجنة والنار ليستا ملكه وهو يعطيها من يشاء .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فوزي صادق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/23



كتابة تعليق لموضوع : حلاوة الروح !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net