صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

مرجعيتنا الدینیة وقداسة حربنا
سامي جواد كاظم

مرت على العراق مواقف عديدة يحتار العراقي في الاختيار فيلجا الى المرجعية لمعرفة القرار، ولربما يحصل على اجابة صريحة او تلميحية حسب ظرف السؤال من حيث الزمان والمكان والمحيطين بالقرار، هنالك الكثير من المواقف اعتقد البعض ان الرد بالقوة هو الحل الامثل الا انه لم يحصل على تاييد بخصوص ذلك.

مسالة اتخاذ قرار باستخدام القوة ليس بالامر الهين، الا على الطواغيت الذين يعلمون بتبعيات قراراتهم بخصوص الحرب، المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد السيستاني دام ظله الوارف ليس بخاف عليها كل دقائق الامور التي تجري في العراق وخارجه ولهذا عندما يفكر باتخاذ قرار مثل الجهاد فانه يفكر على المدى البعيد بل حتى بعد الانتصار، ويفكر في الوقت ذاته بماهية العدو الذي يستحق المواجهة، وجاء بيان الجهاد الكفائي على لسان ممثل المرجعية الشيخ الكربلائي ومن على منبر الجمعة في الصحن الحسيني الشريف ليدل هذا البيان على سوء الحال والامور التي يمر بها العراق وشعبه، هذا البيان اعطى الشرعية والقدسية للحرب على داعش.

ونحن نرى في الوقت ذاته ان بعض الدول تدعي انها تعاني من العمليات الارهابية لداعش ولكنها اكتفت بالتنديد لاسيما مرجعياتهم الدينية العليا في بلدهم، بل ان البعض بلغ به التهاون لان يرفض المواجهة العسكرية ويامل ان يستتاب الارهابي، لم يجرؤ احد منهم على اصدار بيان على غرار بيان السيد لمواجهة الارهاب بالرغم من انهم يعلمون علم اليقين ان بلادهم سائرة نحو السقوط وخير دليل ما يجري في ليبيا ومصر.

مرجعية النجف العليا لها معاييرها الدقيقة متى يكون الرد بالكلام ومتى يكون الرد بالقوة، وكم من ازمة تدخل بها السيد السيستاني بالكلام واتت نتائجها الايجابية، والكل يتذكر ازمة النجف ايام حكومة علاوي والتي كانت على وشك ان تستخدم القوة من قبل الحكومة والقوات الامريكية بعدما فشل الجميع في احتواء الازمة، وجاء الحل من عقلية سماحة السيد السيستاني وحل سلمي انهى فيها ازمة ما كان لها ان تنتهي بهكذا قرار ليحفظ ويصون الدماء والمدينة المقدسة.

الان جاء البيان بالجهاد الكفائي، واحتدمت المعارك بين قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية والشرفاء من السنة من جهة وكيان داعش من جهة اخرى، والكل لاسيما الحشد الشعبي متحصن بفتوى السيد السيستاني، وتدور رحى المعارك والحق يقال ان الجزء الاكبر من خسائر الحشد الشعبي كان يمكن ان نتداركها لانها جاءت بسبب اخطاء عسكرية ما كان لها ان تقع ووقعت ليس لقوة العدو بل لغفلة بعد الانتصار من حيث تفخيخ بعض الاماكن التي اندحر فيها داعش.

سماحة السيد السيستاني يتابع المعارك بكل تفاصيلها ويتابع ما يقوله الاعلام بكل تفاصيله مع متابعة بعض الاخطاء الفردية التي صدرت عن جهالة ولا تستحق الذكر لقلتها وبالرغم من ذلك فالسيد يتابع دقائق الامور، وجاءت نصائح السيد السيستاني دام ظله لتتضمن عدة امور تهم الحشد الشعبي خصوصا ومن يقاتل معهم عموما، فكانت النصائح ارشادية وعسكرية، ارشادية من حيث التصرفات الشرعية ومن حيث الحفاظ على ارواحهم، وعسكرية فيما يخص متى وكيف مقاتلة الاعداء وجعلهم هم من يبداون الاعتداء ومن ثم يباشر الحشد بالدفاع المقدس.

البيان والنصائح جناحا هذه المعركة لتطير بسماء القداسة وتفتخر على غيرها من المعارك بانها جاءت من ضمير السيد السيستاني ومما لاشك فيه ان السيد يتضرع يوميا الى الباري عز وجل ان يحفظهم وينصرهم على اعداء الاسلام، وصدق من قال ان البيان تسديد الهي .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/22



كتابة تعليق لموضوع : مرجعيتنا الدینیة وقداسة حربنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net