صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

السيد محمد باقر الحكيم قربان الحرية
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   كان النظام السابق مستعدا لبذل اقصى الاثمان واعلاها من اجل الوصول الى القضاء على بعض معارضيه في الخارج وكان السيد محمد باقر الحكيم على راس هذه القائمة وكانت اجهزة النظام القمعية تعمل بشكل مستمر على اختراق جميع المؤسسات والتنظيمات التابعة للسيد الحكيم وارسال المعلومات الى الداخل من اجل القضاء على اتباعه في الداخل .

    وقد جند النظام كثيرا من الاشخاص للقيام بهذه المهمة الخطيرة وقد وقعت في تلك السنوات العجاف الكثير من حالات الاختراق من قبل اشخاص اما لهم ارتباط بالعمل السياسي او مرتبطين بالحوزة العلمية .

   وبرع النظام السابق في تجنيد رجال باعوا انفسهم للشيطان من اجل القيام بهذه المهمة حتى كان البعض من هؤلاء معتقلون في وقت سابق لاسباب سياسية تم تشخيص ضعف انفسهم امام البقاء فجندوهم من اجل اغراضهم الامنية الدنيئة .

   واهل الجنوب يتذكرون بعض الاشخاص الذين خرجوا من البلد بحجة قانونية ثم اختفت اخبارهم ثم عادوا من جديد دون ان يعلم احد السبب حتى عاد ابطال من المعارضة ليذكروا التفاصيل التي تحل ذلك اللغز المحير ...

    وكان السيد الحكيم اكثر الناس تعرضا لمثل هذه المحاولات لان النظام السابق يعلم انه سيكون خصما للنظام في كل منازلة ولذلك ساومه على اقربائه الذين اعدموا منتصف الثمانينات حتى يعود الى رشده وموقف السيد كان رساليا وتاريخيا .

      وعندما عاد السيد الى العراق لم يكن متوقعا ذلك لترحيب الكبير الذي حظي به خصوصا بعد تلك المعارك التي جرت على اطراف البصرة وكان الاستقبال كبيرا جدا حتى ان السيد لم يملك مشاعره عندما راى هذا الاستقبال الغريب والذي وصل الامر ان الناس خرجت الى الحدود العراقية الايرانية وجاءت مع السيد الى مقر سكناه .

    وما كان متوقعا ان تكون نهاية حياة هذا الرجل صاحب التاريخ العظيم بهذه الطريقة الجديدة على الشعب العراقي من جهة حجم الحادث وما استخدم فيه من مادة للتفجير كما ان الفترة التي قضاها في العراق كانت قد بددت الكثير من المخاوف التي كانت تشغل بال عدد من الشعب العراقي بسبب الاعلام الموجه ضده وضد نشاطه في الخارج وكانت هذه المدة كافية ليحظى السيد بمكانة كبيرة جدا في قلوب الشعب العراقي .

    واظن شخصيا ان الشعب العراقي قد فرط بهذه الشخصية المتوازنة والتي ابهرت الجميع خلال فترة وجيزة جدا وكان فقدانه قربانا دفعه الشعب العراقي من اجل الحرية الا ان ليس كل قربان يمكن تداركه واظن ان شخصية كشخصية السيد محمد باقر الحكيم لن يكون  لها بديل على مستوى القرن القادم على اقل تقدير وهذا يعني ان القربان كان كبيرا والمهم ان يفهم الشعب العراقي ان حريته كانت باهضة الثمن وعليه ان يستعيد توازنه وحقوقه التي كان ينادي بها السيد الحكيم دائما وقد دفع حياته ثمنا لتلك المطالبات فكان قربانا مقدسا وعلينا ان نحافظ على تلك القداسة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/21



كتابة تعليق لموضوع : السيد محمد باقر الحكيم قربان الحرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net