صفحة الكاتب : زيد شحاثة

المهرجون في العمل السياسي.. والتجربة العراقية
زيد شحاثة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم تتعرض طبقة, من طبقات المجتمع للنقد, مثلما تتعرض له الطبقة السياسية.. هذا شيء طبيعي, فهي من تصدت لخدمة الشأن العام, وتولي مسؤولياته, وبالتالي صار لزاما عليها, أن تتقبل ذلك وتتعامل معه, ما بقي ضمن إطاره المقبول, وحدوده العامة, التي يحددها القانون والعرف المجتمعي المعتدل.
يوضح أهل الاختصاص, معنى التهريج, بأنها أفعال يقوم بها أفراد, بقصد إضحاك القوم بالحركات أو الكلمات, أو الهيئة.. أو هي ترويج للهرج والمرج, أي إذاعة الأباطيل المزيفة, وخلط الحقائق لجعلها غير مفهومة.
رغم كل ما يشاع عن العمل السياسي, وخلوه من كثير من الإلتزامات الأخلاقية, وسهولة التخلي عن أي إتفاقات, بإستخدام أتفه الحجج.. إلا أن كل ذلك, يرتبط بعراقة التجربة السياسية, ومدى رسوخها في المجتمع, ومستوى وعيه بحقوقه, وإرتفاع مستواه الثقافي عموما.
تلك الأمراض السياسية, يندر أن نجدها في الديمقراطيات العريقة, لكنها موجودة وبكثرة, في ديمقراطيتنا المستحدثة, إن صح أن توصف بانها ديمقراطية, ولو من حيث الشكلية.
من ميزات تجربتنا الديمقراطية في العراق, أن كثيرا من الأحزاب, يكون لها أكثر من ممثل, أو وجه إعلامي, فواحد هادئ توافقي, يبين وجهة النظر التصالحية للحزب, وأخر حازم وقوي, يمثل الرأي الأقرب للتشدد في المواقف, وأخر مهرج وقبيح, يشتم الأخرين ويهاجمهم, بحق أو باطل, وأخر رسمي, ينفي ويتبرأ عن كل ما قاله من سبق, بإعتباره المتحدث الرسمي الوحيد للحزب!
مهرج الحزب, يفترض أن يمتلك مواصفات خاصة, لا تتوفر عند غيره, كالقدرة على الكذب والتلفيق, وتزوير الحقائق وليّها, وله تميّز في الصفاقة والصلافة.. لكن أهم ما يجب أن يمتلكه, سلاطة في اللسان, وصوت عالي جدا!
من الطبيعي أن يكون لدى الأحزاب, جناح للصقور, يطرحون الأفكار والآراء المتشددة, وأخر للحمائم, يطرح الأفكار الوسطية المعتدلة.. بل يندر أن نجد حزبا يخلوا من هذه التصنيفات, لكن هل من الضروري, أن يتملك كل حزب مهرجين, يكونون هم من يتحمل وزر العمل القذر؟!
هل هي حالة فرضتها, طبيعة النظام السياسي, الذي أنشاه الإحتلال؟ أم هي حالة ضعف في المنطق والحجة, لدى تلك الأحزاب؟
أم أنها صفة شخصية بهؤلاء؟!
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيد شحاثة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/21



كتابة تعليق لموضوع : المهرجون في العمل السياسي.. والتجربة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : abu areen ، في 2015/04/21 .

المهرجون مثل حنان الفتلاوي وعاية نصيف يومية يغردون مثل البومة في الاعلام وانا مجربها ماكو يوم يصرح بها هاتان الهرجتان الاويصير شئ موزين بالبلد




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net