صفحة الكاتب : قيس النجم

جولة إبن بطوطة في زمن الدواعش!
قيس النجم
لا يتذمر أبداً من مسيرة رحلته في زمن الحرب والعنف والطائفية، لأنه يرغب بإلحاح عجيب معرفة حدود بلاد النهرين، ويتحدث عن التعايش السلمي منذ القدم، بين أبناء الشعب العراقي، ويستفسر مستغرباً: ماذا حدث لأرض الرافدين؟ ومن هم هؤلاء الخوارج القتلة، الذين مزقوا نسيج الأمة الواحدة، فعم يتساءلون؟ عن النبأ العظيم!. 
يسير إبن بطوطة مندهشاً، بين مدن تنزف دماً، وتذرف دموعاً، وتحمل وجعاً، على مجازر أرتكبها اللذين يقال إنهم مدافعون عن الإسلام.
 إذن من يعيش على أرض العراق، من شماله الى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه؟، هل هم الروم أم القبط؟، أم أناس جاءوا من جزر الواق واق!، والعجيب أنهم فرحون جداً بسقوط الطاغية، لكن الأعجب هذا الدمار!.
الأمان يريد التصالح مع الزمن الجديد، لكنه يرفض قطعاً هذه العلاقة، بوجود إبن بطوطة المؤرخ والرحالة العربي الذي، يدون كل ما يشاهده بدقة، فكيف نسمح بكتابة تأريخ مليء بالإسلام المزيف، على أرض الأنبياء والأئمة والأولياء، وأن مخاطر الشيعة ستزداد كلما قاتل رجال الحشد الشعبي في المناطق الغربية، وكذلك تزاد معانات اهل الغربية، لأنهم لا يدخلون الى بغداد إلا نازحين، أفبهذا الحديث تقتنعون؟.
سيسجل التاريخ كل المفارقات في مدونات إبن بطوطة، دون النظر الى أي طائفة ينتمون، والفاشلون والقابعون في أحضان التآمر والخيانة، فشلوا وبإمتياز في التأثير على مدونات إبن بطوطة، حيث شاهد بأم عينه القضايا الرخيصة، التي يعتاش عليها هؤلاء الفاسدون، وأن لحظات موتهم قادمة لا محالة، ولا أمل لهم إلا بالإعتراف بعدم القدرة، للعب على الوتر الطائفي والمذهبي والقومي، لان العراقيين أذكى من ذلك بكثير!.
يريدون من إبن بطوطة تدوين الأمر بغية التشهير بالمدافعين عن الأرض والعرض، بدعوى السرقة والحرق، في حين أنهم لا يريدونه أن يصف مشاهد الإنتصار والوحدة والتلاحم، لأبناء المناطق المحررة مع رجال الحشد الوطني الشيعي الشعبي ورجال العشائر الشرفاء.
إختتم إبن بطوطة رحلته، مسطراً أروع العبارات عن بلاد الصمود، ضد قوى التكفير وأظهر حبه للعراق دون رياء، فقام بزيارة الى أرض الكاظمية المقدسة، ومن ثم ذهابه الى الأعظمية فجلس في  أبي حنيفة النعمان فشد الرحيل الى أرض الحسين (عليهما السلام)، وودع رجال المرجعية قائلاً: يا أهل الغربية ليس هناك أية مخاطر للشيعة أو السنة، وإطمئنوا لأن العراق بلد جميل يجمع بين أطيافه السنة والشيعة، والأكراد والصابئة والشبك والإيزيدين، فطوبى لكم هذا النسيج الرائع!. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/20



كتابة تعليق لموضوع : جولة إبن بطوطة في زمن الدواعش!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net