صفحة الكاتب : امل الياسري

ضياع العبادي بين العقلاء والجهلاء!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ذات يوم مشرق دعا سقراط ضيوفه الى مائدة، ولاحظ أحدهم أنه ليس على المائدة ما ينبغي، إذ ينقصها شيء كثير فقال له: كان ينبغي أن تهتم بضيوفك أكثر، وتعتني بألوان الطعام المقدم لهم، فأجابه سقراط مبتسماً: إن كنتم فعلاً عقلاء فعليها ما يكفيكم، وإن كنتم جهلاء فعليها فوق ما تستحقون!.
ميزانيات العراق الإنفجارية لم ينلها الشعب يوماً وفقاً لإستحقاقه، ولو طرح بعض المسؤولين مشروع قرار يخدم شرائح كبيرة من المجتمع، فالرد سيكون بأن النواب مانعوها وسلبوها شرعيتها، بكثرة الجدل والمناظرة الفارغة والتأجيل، لحين نسيانها وتناسيها في أدراج البرلمان، وعندئذ ستكون الحكومة قد أوفت بإلتزاماتها إتجاه شعبها الكريم فالأغلبية لم تصوت!.
فتح سجلات الدهشة أمام عقلاء البرلمان يتطلب وقتاً كثيراً، والسبب أن ما على المائدة من أموال وخيرات تم نهبها، مما جعلتنا نخرج منهم بآهات عجيبة!، كانت تكفي العراقيين سنوات طوال، ولكن المتصفح بأوراق الفساد، يدرك أن سقراط كان محقاً بقوله حول الجهلاء، الذين لم يفكروا إلا ببطونهم وأرصدتهم، ليخبؤوها بين مستنقعات الفشل. 
إيصال رسائل إنسانية من العبادي الى الساسة، الذين يزمرون للحرب والمجادلة حول كل شيء وأي شيء، يجب ان يكون مفادها: اليوم نحن من نحدد شروط الحياة على أرض الواقع، أما أنتم فمجرد أضغاث أحلام، تحاولون بكل الطرق أن تجعلوا من العراق، مربعاً تائهاً تدور حوله الدوائر دون أن تحركوا ساكناً، وهذا ديدنكم وليس بالجديد. 
حكومة السيد العبادي بدأت تعالج أخطاء كثيرة وقع الفاشلون فيها، ولم تكن تحتاج لمدة ثماني سنوات، لكي يدرك العالم أن العقل جوهرة ثمينة لا يحصل عليها كثير من الساسة، ولم يفكروا بما حولهم فأخذتهم الرياح حيثما إتجهت، وبات العراق يحمل فكر طائفياً بإمتياز، دون الرجوع ولو لمرة واحدة لتأريخنا الواحد.
خلق واقع جديد نستطيع التحرك فيه بوطنية عالية، يتم عن طريق الإستفادة من الدروس والعبر الماضية، للحد من التطرف وصراع الطوائف والمذاهب، لكي يشعر الشعب بأنه يعيش وفق معطيات الإنتماء والمواطنة، ويرى بأن الطعام الموجود على المائدة لا ينقصه شيء، سوى صفاء نية وإبتسامة نقية، والعقلاء أن جالسوا الحليم تكفيهم الإشارة!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/19



كتابة تعليق لموضوع : ضياع العبادي بين العقلاء والجهلاء!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net