صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) موسيقى الغاز
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
موسيقى الغاز ، التي ظهرت في العراق بشكل متأخر ، وفي مدينة بغداد على وجه الخصوص ، وتحديداً عام 2013 هي غير "موسيقى الجاز" التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية ، قبل أكثر من قرن ونصف من الزمان .. وفي مدينة نيواورلينز الواقعة على نهر المسيسبي ، حيث احتوت تلك المدينة في ذلك الوقت على خليط من المهاجرين الاسبان والانجليز والفرنسيين .. وموسيقى الجاز ولدت ونمت في علب الليل ، وصالات الرقص ، بينما ولدت موسيقى الغاز في شوارع بغداد ، وغيرها من المدن . ولعل أول مدينة عراقية استخدمت هذه الموسيقى ، هي مدينة الديوانية ، عندما دعى مجلس المحافظة ، فرع شركة توزيع المنتجات النفطية ، إلى استخدام موسيقى خاصة من قبل بائعي الغاز ، للتعبير عن بضاعتهم ، بدل منبه العجلات التي يستخدمونها لنقل الغاز وبيعه .. ويتجولون في شوارع المدن وأزقتها .. وفعلاً حصل هذا عام 2011 ، في بادرة تطرح لأول مرة للحد من الإزعاج والضوضاء ، الذي يولده بائعو الغاز ، عند مرورهم في المناطق السكنية ، وخاصة عند ساعات الصباح الأولى ، وفي أيام  الجمع والعطل الرسمية بالذات ، وباصرار منقطع النظير . وإذا كان عام 1945 يعتبر إيذاناً بتطوير وانتشار موسيقى الجاز ، في مدن الولايات المتحدة ، ومن ثم وصول هذه الموسيقى إلى عصرها الذهبي في ستينات القرن الماضي .. فإن بائعي الغاز في العراق ، ما زالوا يمزجون بين الموسيقى الهادئة ، التي استخدموها ، ومنبهات عجلاتهم ، واصوات ارتطام القناني مع بعضها .. فيضيع الخيط والعصفور على المستمع ، الذي يتلذذ أول مرة بألحان عذبة وشجية ، وسرعان ما تتغير النغمات إلى هارمونى (الهورن) .. فيخدش سمعه ،  ويسبب له النفور والاشمئزاز ، كمن يضرب على الطبلة ، في حفل موسيقي للأوركسترا .. إن فكرة استبدال الهورن بموسيقى هادئة ، تعتبر فكرة مدنية رائعة ، وهي حضارية بامتياز .. ويبدو أن بائعي الغاز لم يستوعبوها بشكل كامل ، فمزجوا بينها ، وبين منبه عجلاتهم .. وقد تكون هذه فترة انتقالية ، لتعريف الناس بأن هذه الموسيقى ، هي البديل الجديد "للهورن" لكي تترسخ هذه الثقافة ، فيتركون ذاك .. وقد تنتكس  الفكرة ، وتتراجع ، ونعود إلى موسيقى الهورن ، فيما إذا قلت مبيعات الغاز لديهم ..
هذه الفكرة التطويرية التي لاقت قبولاً .. وتطبيقاً عملياً لها في شوارع بغداد ، كما ذكرنا ، ومدن عراقية أخرى ، تحتاج إلى أفكار جديدة ترافق الموسيقى ، ومن هذه الأفكار ، أن تقوم شركة توزيع المنتجات النفطية ، بعمليات تأهيل وصيانة قناني الغاز ، لتزيين منظرها وأشكالها وطلائها بألوان زاهية .. فمعظم هذه ( القناني ) قد اعتراها الصدأ ، وتعرضت إلى كدمات من اعلاها وأسفلها وجوانبها ، وبعضها فقد قاعدة الإرتكاز .. ومع أنها تدخل بيوتات الناس،  وتخرج منها إلا أنها بحالة سيئة جداً .. ومنظرها لا يبعث على الارتياح . وعملية صيانتها وإعادة تأهيلها وطلائها ، ليست صعبة ، أو مكلفة ، إلا أن نتائجها ستكون إيجابية على مستخدميها ، وتبعث الإرتياح في النفوس .. كما أن طريقة نقل وتعبئة هذه القناني ، وقيام الباعة برميها إلى الأرض من عجلاتهم ، ما يتسبب في تصدعها وانبعاجها ، وهي طريقة متخلفة ، وبالية ، ولابد من إيجاد آلية لإنزال هذه القناني إلى الأرض بدل رميها .. وهذه الآلية تستطيع الشركة العامة للصناعات الميكانيكية في الاسكندرية ، تصميمها وتنفيذها وتصنيعها ، وبيعها إلى العاملين في توزيع الغاز .. ومهمة هذه الآلية ، وهي رافعة تثبت على بدن العجلة الناقلة لقناني الغاز ، وتعمل ميكانيكياً .. رفع القنينة وانزالها بهدوء إلى الأرض ، ورفع القناني الفارغة إلى العجلة ، وكلما كانت كلفة هذه الآلية متوازنة وبسيطة ، كلما لاقت قبولاً لدى الباعة .. او أن الشركة تقوم ببيعها إلى موزعي الغاز بالاقساط المريحة ، لضمان استخدامها ، والحفاظ على هيكل القنينة وشكلها الخارجي .. إذن شركة توزيع المنتجات النفطية ، والشركة العامة للصناعات الميكانيكية ، مدعوتان للعمل معاً ، من أجل تطوير هذه الوسيلة وتطيرها .. لانها منتشرة بشكل واسع ، وفي جميع المدن العراقية .. ولا استغناء عنها ، أو بديل لها ، لأن نظام توزيع الغاز في العراق لم يبن على أساس ضخه في الأنابيب ، كما هو الحال في كثير من دول العالم .. بل على الاسلوب السائد .. وتطوير هذا الاسلوب , وادخال التكنولوجيا في آلية العمل , من شأنها أن تسهم في تحديثه وتطويره وملائمته , لمجمل التطورات التي تحصل في المدن ، ومنها تصاميم وهندسة المباني ، وتأثيث الشوارع ، وتجميل المدن بالنصب والتماثيل ، وإزالة كل ما يخدش جمال المدينة ، وتطوير كل الآليات القديمة المتبعة ، لتكون عملية التغيير والتطوير شاملة ، ومتوازنة ، ومتوافقة .. بما يقنع المواطن ، بان مدينته أصبحت اكثر جمالا.
القاهرة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/14



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) موسيقى الغاز
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net