صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

براغماتية الأتراك تضع مصير التقارب السعودي التركي على المحك ؟؟"
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أتضح بالفترة ألاخيرة لجميع المتابعين ان مسار العلاقات التركية السعودية قد تطور بشكل ملحوظ وخصوصآ بالفترة الاخيرة بعد قيام الرئيس التركي أردوغان بزيارات متعددة للرياض رد عليها السعوديون بزيارات أخرى لأنقرة ، والواضح ان هذه الزيارات قد ساهمت الى حد ما بتحريك المياه الراكده بين العاصمتين، وساهمت ألى حد ما ببناء جسور التقارب بين البلدين،وخصوصآ بعد تعهد النظام التركي بحماية أمن المملكة السعودية ودعم عدوان عاصفة الحزم الذي تقوده اليوم السعودية بتحالفها العشري "ناتو العرب " على القطر اليمني الشقيق ،ولكن بالتزامن مع كل هذا وذاك فقد شكلت زيارة اردوغان لطهران مؤخرآ حالة من الشكوك حول طبيعة التقارب المستقبلي لهذه العلاقات بين أنقرة والرياض .

وهنا بالتحديد  يقرأ بعض المتابعين ان التقارب  بين أنقرة والرياض للأن لم تكتمل معالمه بعد، ولم تعلم بعد ماهي المده الزمنية المتوقعة لاستمراره ان تم فعلآ؟ ، والسبب يتلخص بوجود تجارب تاريخية "فاشلة" لكلا النظامين بعلاقات التقارب فيما بينهما فقد سبق ان لامست حالة التقارب بين "النظامين" حدودآ استراتيجية في التقارب "بمطلع عام 2011تزامنآ مع انطلاق ما يسمى بالربيع العربي "، وقد كانت حينها انموذجآ اقليميآ بحالة التقارب تلك وقد اعتقد البعض انها قد تؤسس لحلف اقليمي جديد، ثم انهار كل ما تحقق على هذا الطريق مع أول خلاف دار حول الملف المصري، وانفتاح شهية كلا البلدين للسيطرة على البلد الجريح، وهذا ما أفرز حينها حالة من الاستقطاب وفجر خلافات حول مصر والشرعية للنظام القديم وشرعية النظام الجديد، بين البلدين، تداعيات خلاف كلا البلدين حول دورهما بمصر ما بعد 30 يونيو 2013 قد لا تمحى بسهولة، وهذا بطبيعته ما يخشى منه كلا "النظامين" حاليآ بحالة التقارب الاخيرة ان تمت، فالخشيه ان يتكرر سيناريو خلاف التجارب السابقة ، لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادلة بين الجانيين حول طبيعة هذا التقارب وأطره المستقبلية، فالوقائع التاريخية تقول ان السياسات التركية -السعودية تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب.

وهنا وفي ذات السياق، فلا يمكن للنظام "التركي" في طبيعة الحال، أن يتبع نهج أقليمي جديد يؤسس لحاله اقليمية جديدة يكون عنوانها "تحالفات الطوائف الاسلامية" فالنظام التركي بالنهاية هو نظام براغماتي، ويتعامل مع الكثير من أزمات المنطقة حاليآ على مبدئ الشريك الذي لايريد ان يخسر احدآ، وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسياسة النظام التركي في الاقليم مؤخرآ بشكل عام أن ينكرها، فهذه الحقائق بمجملها قد تكون هي ألانتكاسة الاولى للحلف السعودي -التركي، فألاتراك لايمكنهم بأي حال من الاحول ان يكونوا شركاء للسعوديين، بمقابل تخليهم عن براغماتيتهم النفعية من الايرانيين أقتصاديآ وامنيآ وحتى سياسيآ،وهذا ما ظهر واضحآ وجليآ من خلال زيارة أردوغان ألاخيرة لطهران.

فألاترك بدورهم يعلمون أن السعوديون بهذه المرحلة يعانون من أزمة أقليمية خانقة وحربهم على اليمن قد تكون صدى حقيقي لهذه ألازمات وقد ترتد نتائج هذه الحرب بشكل سلبي على السعوديون ،ويعلم النظام البراغماتي التركي جيدآ ان مادفع السعوديون للتقارب مع الاتراك هو مصلحة مرحلية قد تنهار بأي فترة زمنية مقبلة، فتحالفات المصالح  المرحلية هي تحالفات غير دائمة، ومن هنا يبدو ان هذا التقارب المرحلي سيتم دون تأثير وتغيير جذري على استراتيجية كل نظام في المنطقة، وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعامل مع الأزمة السورية والوضع العراقي الفوضوي بشكل خاص، والخلاف حول النظام المصري الجديد .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/13



كتابة تعليق لموضوع : براغماتية الأتراك تضع مصير التقارب السعودي التركي على المحك ؟؟"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net