صفحة الكاتب : الشيخ جميل مانع البزوني

موقف المرجعية من التصريحات القومية والطائفية
الشيخ جميل مانع البزوني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    خلال الايام الماضية كانت الاحداث حبلى بالتطورات الخطيرة على مستوى العمل العسكري وكان الامريكان قد اعترفوا بعراقية الانتصار من البداية الى النهاية حتى الطيران الامريكي كان بعيدا عن هذه المعركة الاخيرة وكانت هذه اهم خصائص هذا النصر الكبير والعظيم.
    وحاول البعض خلال هذه الايام ان يضيف نفسه الى العمليات الجارية باي طريقة كانت فراينا كيف ذهب العديد من الشخصيات الفاشلة حسب تشخيص المرجعية الى المناطق الساخنة ليثيروا اهتمام الصحافة باي طريقة كانت لان الاعلام قد نسي العديد منهم وطوى صفحته السوداء من دون عودة .
     وتفاجأ الجميع عندما صدرت بعض التصريحات عن مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني والتي اعتبر فيها العراق جزءً من الامبراطورية الايرانية ... وكان هذا الامر غير متوقع خصوصا مع صدور  المواقف المؤيدة لهذه التطورات العظيمة على الصعيد العسكري .
    ومما زاد الطين بلة ان تصدر من الازهر الشريف وهو المؤسسة الحكومية المعتدلة بعض المواقف غير المحسوبة ضد الشيعة في العراق وهم يقومون بحماية اخوانهم السنة من بطش اعداء الانسانية وخفف العجب صدور تصريحات من احد السياسيين السنة قال فيها ان هذا البيا ثمنه مدفوع من احدى الدول العربية وهي السعودية ...
     وكانت المرجعية قد اصدرت  بيانا واضحا اوضحت فيه موقفها من مثل هذه التصريحات المستعجلة وغير المدروسة , فقد مر على الشيعة في العراق عدة سنوات , وهم يتعرضون لعملية ابادة ارهابية ولم يقم اي مرجع باتهام الاخوة السنة بانهم وراء هذا العمل لانه من الواضح ان الامر سياسي وليس دينيا صرفا ولذلك عد مراجع الشيعة من اكثر المرجعيات الدينية انضباطا في وقت الازمات ؛ وهذا ما دفع بعض الكتاب في الدول القريبة ان يطالبوا دولهم بتقبيل ايدي مراجع الشيعة بعد تقديم الشكر لهم ؛ لانهم حفظوا دماء السنة عندما صارت السلطة بايدي اتباعهم كما حصل ذلك في ازمة تفجير المرقدين في سامراء وما بعدها ...
      ولما كانت المرجعية تنظر بروح الابوة الى جميع الاطراف لم تكن تريد ان تجعل من هذه التصريحات مادة اعلامية للخوض في التفاصيل بعيدا عن المواقف المهمة في الساحة فاكدت دائما على وحدة الموقف حتى عندما كان الاختلاف امرا طبيعيا حتى لا يؤثر ذلك سلبا على روح الموقف الواحد الذي يحتاجه المقاتل في ارض المعركة وهذا ما حصل فعلا ...
  وكانت التصريحات الاخيرة للمستشار الايراني غير متوقعة من شخص مسؤول في الحكومة الايرانية التي تقدم الدعم للعراق وبصورة لم يختلف اثنان على كونها مؤثرة بصورة ايجابية على سير المعارك ولعل البعض يحتج كما حصل سابقا مع مثل هذه التصريحات بان التصريحات المنقولة ليست دقيقة وان الكلام اخرج عن سياقه كما يحلو دائما الاعتذار عن مثل هذه التصريحات وهذه الاعذار كانت صحيحة جدا في بعض الحالات الا انها ليست مقبولة دائما لاننا لا نريد ان يكون العذر كعذر جحا في القصة المعروفة .
يحكى انه عندما طلبوا من جحا حماره استعارة قال لهم لا استطيع فعل ذلك الان .
فقالوا له : لماذا ؟
فقال جحا : لا استطيع لاني اضع عليه الملابس المبللة حتى تجف ؟؟؟!!!
فقالوا يا جحا : وهل تسخر منا ان الملابس لا توضع على ظهر الحمار من اجل ان جف بل توضع على الحبل فما هذا العذر الغريب.؟؟؟؟
فرد وهو يضحك : انتم طلبتم مني عذري ولم تشترطوا علي ان يكون واقعيا وهذا هو عذري !!!
ونحن لا نريد من الاخرين ان يعاملونا كما فعل جحا لانه لو كان الامر كذلك لما طالب احد النواب الايرانيين في البرلمان الايراني بمحاكمة المستشار .
فقد اصدر النائب اسماعيل كوثري مطالبة بطرد مساعد الرئيس لشؤون القوميات والاقليات الدينية علي يونسي باعتباره شخصا مضرا بالمصالح القومية للبلاد وطالب الاجهزة الامنية التعامل معه حتى لا يتجرأ غيره من المسؤولين على نفس الفعل .
  واضاف النائب ان التصريحات كانت متعمدة وليست عفوية كما يحلو للبعض ان يصورها لان هذا الشخص كان وزيرا سابقا للاستخبارات لعدة سنوات ولا شك انه يدرك خطورة مثل هذه التصريحات .
   ولعل البعض يعجب من مثل هذه التطورات السريعة لهذه التصريحات ؟؟!!!
ولكن العجب يزول عندما يعلم ان المرجعية قد اشارت اشارة واضحة الى القضية وان كانت لم تدخل في التفاصيل وكانت هذه الاشارة كافية جدا لجعل البرلمان الايراني يتحرك من اجل التحذير من مثل هذه المواقف غير المدروسة .
  وفي هذا الوقت ظهر للجميع كيف ان المرجعية ليست طرفا في اي معادلة مهما حاول البعض اقحامها في ذلك وانها تنظر الى مصلحة الامة ولا تقبل بالمجاملة وتهتم للامور التي تؤثر سلبا عليها ولا تقف عند سفاسف الامور من اجل السمعة او التقدير الاجتماعي وهذا هو المنهج العام للمرجعية الشيعية في كل العصور .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ جميل مانع البزوني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/16



كتابة تعليق لموضوع : موقف المرجعية من التصريحات القومية والطائفية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جميل مانع البزوني ، في 2015/03/20 .

عندما سالت احد الاخوة الايرانيين عن وجود مخطط خفي لظهور هذه التصريحات في وقت واحد قال ان هناك تعمدا واضحا لكن معرفة خلفية المصرح وهو علي يونسي تكشف ان الاصلاحيين في ايران هم وراء هذه الزوبعة وانا وان كنت لا اسقط التبعة بسبب ذلك ولكن هذه الجهة في ايران موجودة وهي اكثر تشددا في هذه المسالة من غير الاصلاحيين كما هو واضح

• (2) - كتب : منير حجازي ، في 2015/03/16 .

ان هذه التصريحات مدروسة ومحسوب لها ألف حساب ، فتصريحات الأزهر كونه يُمثل واجهة العالم السنّي تُشكل خطرا كبيرا في هذا الوقت لكونها جاءت والمعارك تدور في تكريت واهداف هذه الفتوى او التصريحات معروفة وما هي غاياتها .
وكذلك توقيت كلام علي يونسي اخطر من تصريحات الأزهر لكون إيران تُمثل أيضا في نظر البعض تُمثل واجهة التشيع الذي يقود العمليات على مشارف تكريت . تصريحات يونسي جاءت متزامنة مع تصريحات الجنرال دمبسي ، وشيخ الازهر وهي تعزف على نفس النغمة ، يجب التحري في خلفيات هذا الرجل وعن سبب اطلاقة مثل هذه التصريحات التي تخدم داعش وتُبرر لتركيا والسعودية وغيرهم التدخل في العراق بحجة انقاذ اهل السنة من الاطماع الايرانية التوسعية. يجب الاستمرار في متابعة المطالبة بمحاكمة يونسي وطرده من اي مسؤولية في إيران. على كل الخيرين من المسؤولين في العراق مراجع او رجال سياسة ان لا يسكتوا على هذه التصريحات وكما تفضلتم يجب ان يكون عبرة لمن يعتبر حتى يكف الآخرون عن اطلاق مثل هذه التصريحات الغير المسؤولية والتي تخدم اهداف خطيرة للغاية .
تحياتي




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net