صفحة الكاتب : امل الياسري

كاوه الحداد ومطابخ الإستكبار!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقال أن هناك أمة تحررت على يد حدادٍ بسيط، يعرف باسم (كاوه)، يعيش في بلدة كردية جميلة، حكمها سلطان ظالم طاغية، غير أن هذا الحاكم أقدم على إعدام أولاد الحداد الثمانية، فثار عليه، وضربه بمطرقته، وحمل جثته الى جبال(دباوند)، فحرقها عشية الحادي والعشرين من آذار، فكان ذلك اليوم خلاصاً للبلدة من الطاغوت، وإعتاد الأكراد على إشعال النار تخليداً لذلك اليوم العظيم، حتى باتت المنابر تعرف الحداد، من نبرة صوته المنتصر بدماء أبنائه الثمانية، ولم يتركوا مناسبة إلا وتحدثوا فيها عن شجاعة هذا الحداد.

الأطفال هم المثل الأعلى في البراءة والكمال، فأولادي لم تفسدهم الحضارة والسياسة، وهذا ما ردده الحداد كاوه، أثناء مسيرته الى قصر السلطان الظالم حاملاً مطرقته، فبعد مقتل الحاكم، همَ الحداد متمتماً، ما الذي فعله أولادي لهذا الطاغية؟.

قتل الإنسان لإنسان آخر، وهو سعيد بذلك، يعني أن هناك أبالسة وشياطين وآكلي لحوم البشر، يقحمون الأبرياء في ترهاتهم الفارغة، لا لشيء إلا بغضاً بالشعوب، وفرضاً لإرادة التملك وجنون العظمة، الذي يتملك نفوسهم المريضة، على عكس الشرفاء والأحرار، فإن سعادتهم هي أن يعيشوا من أجل الآخرين، وعندما تنتهي حياتهم، يخاطبون شعوبهم: إنني مغادر من أجلكم، ومن أجلكم أموت، فالشعوب رائعة، وهي من تصنع الحياة .

عندما يتعذر على العالم، أن يوضح للصعاليك الدواعش، بأن قتل إنسان بريء، هو عمل محرم في كل الأديان، بالضبط مثلما يتعذر أن يوضح للحيوانات التي لا تأسف لقتل بعضها البعض، لذا فإن القضاء على هذه الملوثات، والمواريث البغية الزائفة، أمر لا بد منه، وقد أدرك رجال المرجعية، معنى دعوة الجهاد الكفائي، التي أعلنها السيد علي السيستاني بعد إحتلال الموصل. 

كاوه الحداد كان فرداً بسيطاً من بسطاء الشعب الكردي، إستشاط غضباً على الظلم والطغيان، فأمست مطرقته السلاح، الذي أحرق البطل الكارتوني المتوحش، والطاغية المتنمر، وهو نائم على ريشه الأخضر، دون أن يهتم لأمر شعبه، ولو لمرة واحدة. 

تراث البشرية مهدد بالحروب والنزاعات، وبالأفكار التي لا تؤمن بالمشترك الإنساني، إما طمعاً أو نقمة، وهذا يقود الجبابرة والطغاة كي يطبخوا أكلاتهم المفضلة، في مطابخ الإستكبار العالمي، ليوزعوا الخراب والدمار، والشر والفرقة، حتى يكون العالم تحت رحمتهم، كيفما أرادوا ومتى ما شاءوا، وقد رفض الحداد كاوه هذه الطبخة المقرفة!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/16



كتابة تعليق لموضوع : كاوه الحداد ومطابخ الإستكبار!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net