صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

الطائفية.. طبقاً لمنظور البهائم البشرية
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلق الباري جل وعلا الملائكة عقولاً بلا شهوة, وخلق البهائم شهوةً دون عقول,  أما الأنسان فهو مزيج من العقل والشهوة, فمن غلب عقله شهوته أرتقى لمستوى الملائكة ومن غلبت شهوته عقله أنحدر الى مستوى البهائم, فالعقل هو العلامة الفارقة التي تميز الأنسان عن الحيوان. 

حين يُعطل الأنسان عقله يصعب عليه أدراك الحقائق, والتعامل مع مجريات الأحداث بشيء من المنطق, عندئذ ستختل الموازين ويتجرد الأنسان من خصائصه البشرية.

ما يجري من أحداث في الساحة العراقية  اليوم خير دليل على ذلك, وموضوع الحرب ضد عناصر داعش  أحد أهم المواضيع التي يعطل فيها بعض الحمقى عقولهم عن التفكير ويدركون الأمور بصورة مختلفة عن مدركات البشر.

الجيش العراقي أصبح نقطة أنطلاق للحديث عن الطائفية, وكأن كل من ينتمي للجيش يفكر بطريقة طائفية, والأمر نفسه ينطبق على المقاتلين في الحشد الشعبي, رغم أن الحرب التي يخوضها الجيش وأبناء الحشد ليست حربا بين أبناء العراق, أنما هي مسالة بقاء وحرب مقدسة يخوضها الشرفاء من أبناء هذا البلد دفاعا عن وطنهم وحضارتهم.

رغم أن مقصلة عناصر داعش لم تستثن رقاب السنة والشيعة وأبناء الطائفتين المسيحية واليزيدية, فالمهم أن يقتل كل عراقي بغض النظر عن دينه أو مذهبه, ومع ذلك يسعى بعض الحمقى للتفكير بالموضوع بطريقة طائفية بحتة , فيتخذ من الجيش العراقي عدواً له ويصفق للغرباء ممن يستعبدون أبناء شعبه!

الجيش العراقي يضم بين ثناياه أبناء العراق بمختلف طوائفهم, والحشد الشعبي يمثله أبن البصرة الذي يقاتل دفاعا عن أهالي ناحية البغدادي, وأبن بغداد الذي يقاتل دفاعا عن آمرلي, وأبناء البو عبيد والبو نمر الذين رفضوا تسليم مناطقهم وأنفوا أن تمتهن كرامتهم من قبل الدو اعش.

يسعى بعض السذج لذر الرماد في العيون وأتهام كل من يدافع عن الجيش والحشد الشعبي ومن يقف ضد داعش بأنه طائفي, من منطلق الآية الكريمة "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"  المائدة آية 32, فأن القتل كبيرة من الكبائر تودي بصاحبها ألى جنهم, أيا كانت صفته ومذهبه, وهويته وعرقه, فلا يمكن بطبيعة الحال أن تحسب تصرفات فردية توصم أصحابها بالعار, على الجيش والمتطوعين بمختلف فئاتهم وطوائفهم فهناك فرق شاسع بين قاتل ومقاتل.

أرهابي وقاتل ومقاتل, تلك هي  أبرز الشخوص في المشهد العراقي الحالي العراقيين بمختلف طوائفهم يلعنون الإرهابي والقاتل  وكل من يسفك قطرة دم ذنب أو جريرة فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

 المقاتل الذي يبذل نفسه من أجل العراق وشعبه, ويقف على السواتر, يفترش الأرض ويلتحف السماء هل من المنصف ان يعتبر طائفياً؟ هناك من يسعى للضرب على وتر الطائفية وتفسير الأمور وفق إدراكاته المشوهة وينظر للأمور من زاوية ضيقة, أولئك من ينطبق عليهم قول الباري جل وعلا (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون) الاعراف أية 179


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/16



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية.. طبقاً لمنظور البهائم البشرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ساسي ، في 2015/03/19 .

السلام عليكم
ان كل الفتن وكل الجرائم زكل التشريد وكل الاغتيالات وكل الدماء وكل الدمار والطائفية والقتل والجماعات الارهابية سببه ال سعود وكل ملوك الخليج وتحالفهم مع اسرائيل وامريكا وكل اوروبا .
كل الكوارث وكل المصائب التي حلت بامة محمد صلي الله عليه وسلم هي نتيجة فتاوي علماء الدرهم والدينار علماء البلاط والناتو علماء وشيوخ الوهابية الماسونية السعودية.





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net